“داعش في حلب” فلم يروي انتهاكات التنظيم المرتكبة ضد المدنيين والناشطين الإعلاميين

“داعش في حلب” هو فلم تسجيلي يوثق الانتهاكات التي ارتكبها التنظيم ضد الحراك المدني والناشطين الإعلاميين في الثورة السورية خلال الفترة التي تواجد فيها بمدينة حلب من بداية عام 2013 حتى الخامس من كانون الثاني/يناير عام 2014، كما أنه يرصد حكاية اختطاف محركي المظاهرات والناشطين ومسعفيين طبيين.

وفي حوارٍ خاص أجراه راديو الكل مع مخرج الفلم السيد ناجي الجرف قال: “أن فكرة الفلم وقرار العمل موجودين منذ شباط من عام 2014 حين تم طرد تنظيم داعش من حلب على يد الثوار مع بداية العام حينها”، مؤكداً على أن المشهد الصادم كان عندما قام التنظيم بتصفية “50” شهيداً في مشفى الأطفال قبل خروجه من المدينة، لتبدأ فكرة الفلم من هنا.

وفي سؤالنا عن مراحل إنجاز الفلم والخطوات التي قام بها فرق العمل، أشار إلى إنه في البداية وصلت مجموعة من مقاطع “الفيديو” من مواطنين صحفيين وناشطين إعلاميين تظهر تصور انتهاكات داعش إضافةَ للفيديوهات الموجودة على اليوتيوب، منوهاً فيما بعد على تشكيل فريق استقصائي للحصول على المعلومات المعنية بالموضوع، التي أكدت على أن التنظيم قام بتصفية الناشطين المدنيين ومسيري المظاهرات في حلب وليس العسكريين.

وأضاف “الجرف” قائلاً: “في بداية الحصول على المعلومات لاحظنا أن داعش كان يركز عمله في حيي صلاح الدين وبستان القصر”، مبيناً على أن فريق العمل اختص بحي بستان القصر نظراً لكثافة المعلومات، ولكن الفريق واجه صعوبة في العمل على الأرض من قبل مؤيدي داعش، هذا الأخير الذي قام بتصفية مجموعة “أنا سوري” التابعة لقناة وصال.

وأشار أيضاً إلى بعض الصعوبات التي أعاقت عمل فريق التصوير، مبيناً على أن الناشطين الإعلاميون غير محترفين وكاميراتهم عادية وليست عالية المواصفات، كما أن تقنيات الصوت والإضاءة تم تجهيزها بأدوات بسيطة، مؤكداً على أن حوالي “70%” من المعلومات المجمعة “الرشز” حصرية في حين تم أخذ بقية المقاطع من اليوتيوب.

وأكد المخرج في معرض كلامه على وصول تهديدات حقيقية إلى فريق العمل أثناء التصوير داخل المدينة من قبل خلايا نائمة تابعة لداعش ما أدى لإيقاف التصوير عدة مرات، موضحاً على وصول تهديدات أيضاً إلى استديو الفريق في تركيا ما اضطر لتبديل الاستديو مرتين.

وعن اسم الفلم داعش في حلب أو “ولاية حلب” قال أن الاسم إشكالي وذلك للرد على “بروجندا” داعش، منوهاً على أن مدينة حلب كانت مرشحة للحصول على أول حكم مدني في الشمال السوري إلى جانب الرقة، لكن تدخل تنظيم داعش قتل تلك المحاولتين، على حد قوله.

وبالنسبة لردود الفعل الأولى بعد عرض الفلم بيّن “الجرف” على أن الفلم حصل على “12” مليون مشاهدة بعد عرضه على اليوتيوب بيومين فقط، مشيراً إلى توجيه البعض انتقادات على التقنيات البسيطة والصورة العادية، مؤكداً في السياق على تكلفة الفلم “10” آلاف دولار فقط.

وأفاد المخرج بأن قناة العربية قامت بشراء الفلم لمدة سنة بشكلٍ حصري كأول عمل من فريقهم الإنتاجي، مبرراً ذلك على أن قناة العربية تحظى بمتابعة كبيرة على شاشة التلفاز.

وختم حديثه لافتاً على أن الفريق انتهى من إعداد فلم ثانٍ بإسم “الرقة تذبح بصمت” بالتعاون مع حملة الرقة تذبح بصمت، حيث يروي الفلم الفرق في تقديم المعلومات بين صحافة المواطن في الرقة وإعلام داعش إضافة لعرض أبرز انتهاكات التنظيم في المدينة، مبيناً على أن الفلم سيقدم في واشنطن الأمريكية بتاريخ 15 كانون الثاني/ديسمبر القادم ليتم عرضه تلفزيونياً مع بداية عام 2016.

يمكنكم الإستماع للمداخلة الكاملة مع المخرج ناجي الجرف مخرج فلم داعش في حلب على هوا راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى