
عجوز في الغوطة الشرقية يبكي فرحاً بالمعونات… و السوق يكسر احتكار التجار بين ليلة وضحاها
راديو الكل ـ خاص
وكأنه حصل على ثمار الجنة، انفجرت حنجرة واحد من العجزة المحاصرين في الغوطة الشرقية وهو يهلل ويبكي فرحاً لاستلام سلة غذائية وصفت بالـ “محترمة” قياساً بحجم الحصار، وتضم 50 كيلو من المعونات من سكر ورز وسمنة وزيت وحبوب وأهم ماتحتويه بنظر ذاك العجوز هو الشاي، والذي لم يستطع إخفاء فرحته من رؤية هذا الشراب العصي على أهالي الغوطة فقال: الآن أريد أن أعد الشاي… مؤكداً أن أخيه المعاق توفي قبل عام ونصف بسبب الجوع ولم يستطع اسعافه بكأس شاي.. وعرض بطاقته ليوثق كلامه
تسريب هذا الفيديو تزامن مع طرح مواد غذائية في الأسواق فجأة، حيث أكد الناطق الرسمي باسم فيلق الرحمن محمد أبو عدي لراديو الكل أن النظام فتح طريق برزة مؤخراً ما ساهم بدخول المحروقات والمواد الغذائية للغوطة الشرقية لكن الأسعار حينها لم تنخفض بسبب احتكار التجار للسلع، وحينما طرح فيلق الرحمن المواد في السوق انخفضت الأسعار فجأة ووصل سعر ليتر البنزين صباح أمس إلى “600” ليرة سورية فقط، بعد أن كان يباع بـ 3 آلاف ليرة منذ 3 سنوات. وتدخل المواد إلى الغوطة حالياً عبر المعابر الإنسانية مستفيدة من افتتاح طريق برزة، مبيناً أن تخزين التجار للمواد في مستودعاتهم قبل ذلك هو الذي تسبب برفع الأسعار رغم فتح المعابر الإنسانية.
وبالحديث عن تفاصيل الحصار، فإن إغلاق قوات النظام طريق برزة لمدة 62 يوماً مؤخراً سلط الضوء على أنفاقها، وزاد من حصارها، فشهدت الغوطة أناساً قضوا جوعاً ومرضاً وبرداً، هناك أجساد تحولت لهياكل عظمية، وصور لم نكن نراها إلا على شاشات التلفزة لقصص تحكي عن مجاعات إفريقيا والصومال. ولكن الحصار لم يكسر الآن ومايدخل ماهو إلا غيض من فيض حسب ما أفادنا مصدر مطلع
يقول المكتب الاغاثي للغوطة الشرقية إن آلاف العوائل تهيم على وجهها في شوارع الغوطة الشرقية بسبب الحصار الخانق الذي فرضه نظام الأسد، حيث أغلقت قواته جميع الطرق والمنافذ المؤدية إلى الغوطة الشرقية وأطبقت الحصار على أكثر من مئة وخمس وعشرين ألف أسرة.
وللموضوعية فقط، فإن أبطال مسلسل الحصار على الغوطة الشرقية لا ينحصرون بقوات النظام فقط، بل إن الفصائل المسلحة استفادت هي الأخرى من هذا الحصار لتكون ثروات عن طريق دخول المواد عبر الأنفاق، ما دفع أهالي الغوطة للخروج بمظاهرات لمحاسبة تجار الأنفاق، حيث يسيطر كل فصيل مسلح على نفق ويتحكم بأسعار المواد التي تدخل عبره
واليوم، فإن فتح المعابر الإنسانية يضع فصائل المعارضة أمام اختبار أولي أثبتت عدم قدرتها على خوضه منذ أول لحظة لانخفاض الأسعار وهو الحفاظ عليها عند حد معين.. هذا إن لم نقل تخفيضها أكثر.. حيث أكد أبو عدي لراديو الكل أنه لاتوجد آلية حتى الآن لضبط الأسواق ومراقبة التجار وتثبيت الأسعار.