ليس محبة بالمهاجرين بل تخوفاً على اقتصادها.. أوروبا تحارب “قوارب الموت”

راديو الكل – خاص
أرسلت عددٌ من الدولِ الأوروبية سفناً حربية إلى جنوبِ البحر المتوسط لإنقاذِ آلافِ المهاجرين الذين يعتقدُ أنهم غادروا ليبيا خلالَ الساعات القليلة الماضية.
وتقولُ تقديراتٌ إن أكثر من 1600 شخصاً غرقوا العام الحالي أثناءِ محاولتِهم الهجرة عبر البحر المتوسط، ويعتبرُ السوريون زبائنَ مهمينَ لتجارِ الموت، وهم يرضخونَ للابتزازِ ويتكلفون نحوَ ِ10 آلافِ دولار على تهريبِ الشخص الواحد، علماً بأن الغرقَ كان مصيرُ المئاتْ منهُم، وليضافْ بزنس الموت بذلكَ إلى قائمةِ الأعمال التي أنعشتْها الحرب
ورفض الخبير القانوني بسام طبلية في حديثه لراديو الكل اعتبار أن هذا العقد هو قانوني حتى لو قام على اتفاق الطرفين وموافقتهما، وقال: إن العقد الخاص بالتهريب هو شيء مخالف للقانون ومابني على باطل فهو باطل ولا يمكن لأي من الطرفين أن يحموا أنفسهم.
لكنه طبلية اعتبر من جهة أخرى أن الذي يلجأ للمهربين، إنما يفعل ذلك خوفاً على حياته، مبيناً أن الدول الأوروبية بموجب معاهدة اللجوء لا تعاقب الهاربين بصفة غير قانونية حتى لو استخدموا الوثائق المزورة إن كانوا فعلوا ذلك بهدف النجاة بحياتهم.
وأشار طبلية إلى كذب الادعاءات القائلة بأن الدول الأوروبية ترسل السفن الحربية لإنقاذ المهاجرين في عرض البحر، وقال: أوروبا لم ترسل السفن لإنقاذ المهاجرين بل لتعقب المهربين بغرض الحد من قدوم المهاجرين إلى البلدان الأوروبية، معتبراً أنه حري بالدول الأوروبية إن كانت تريد مساعدة المهاجرين أن تغير قواعد الهجرة لتكون شرعية بدلاً من تعقب الهجرة غير الشرعية.
وفي حديثه عن المهربين والناحية الاقتصادية لتجارتهم، قال: المهرب يساعد المهجرين لأجل كسب حفنة من الدولارات فقط، معتبراً أن هؤلاء يرتكبون أعمالاً إجرامية بعد قبض الدولارات وخاصة حينما يختلفون فيما ببينهم ويطلقون النار على القوارب، مبيناً أن المهرب لايكون وحده بل هو جزء من عصابة تتناوب على المهربين في عدة مراحل مثل السيارة والمشي والقارب والطيارة، وتدر هذه العملية على المهربين أموالاً وفيرة، لكنها لا تصل لعشرات ملايين الدولارات بطبيعة الحال بسبب التكاليف الكبيرة لهذا النوع من التهريب
وعن انعكاس التهريب على قطاع الطيران رأى بأن هذه التجارة تنشط قطاع الطيران وليس العكس فالمهرب قد يحتاج لطائرتين أضف إلى ذلك فإنه إذا تم اكتشاف الوثائق المزورة فإن الحكومات لن تعيد للمهاجر أمواله، وقدر تكاليف رحلة السفر إلى بريطانيا جواً بنحو 18 ألف يورو
ومن جهة ثانية انتقد طبلية تنصل الدول الأوروبية من مسؤولياتها تجاه اللاجئين حيث إنها لا تريد تحمل عبء مالي او اقتصادي وتريد استخدام القوة العسكرية في ليبيا لمنع توريد المهاجرين إليها، علماً بأن ليبيا لا تستطيع فعل شيء إزاء هؤلاء وان منعت سفرهم نحو أوروبا فانهم سيبقون لديها وهي دولة فقيرة غير قادرة على تحمل أعباء المهاجرين ولا يمكن لها أن تكون شرطياً يحمي الحدود الاوربية وفق معاهدة اللجوء
وكانُ مجلسُ وزراءِ خارجيةِ الاتحاد الأوروبي وافقَ على إطلاقِ عمليةٍ عسكرية لقطعِ الطريق أمام المهربين والمتاجرين بالبشر في منطقةِ البحر الأبيض المتوسط. فيما رفض سفيرُ ليبيا في الأمم المتحدة ابراهيم دباشي مسودةَ قرارِ الأمم المتحدة المتعلقة بالتدخلِ العسكري الاوروبي لوقفِ تدفقِ المهاجرين عبرَ مياهِ المتوسط.

تفاصيل الحديث مع الخبير القانوني والمحامي بسام طبلية نسمعه فيما يأتي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى