مكتب توثيق الانتهاكات: أصبحنا في الخطوة الأخيرة التي ستودي بمجرم الكيماوي إلى قفص الاتهام


راديو الكل ـ خاص

في الحديث عن الأسلحة الكيماوية ومسؤولية نظام الأسد عنها ودور المجتمع الدولي، قال مسؤول العلاقات الخارجية في مكتب توثيق الانتهاكات الكيمائية في سوريا نضال شيخاني لراديو الكل إن هناك العديد من أنواع الأسلحة الكيماوية التي تبيد الانسان والحيوان والبيئة، وأغلبها ضارة، لكن هناك مواد مخرشة أو مشلة للجهاز العصبي وبقية أعضاء الجسم بالأكمل، وجميع الأسلحة التي تحمل منتج كيميائي محرمة دولياً ويعاقب عليها القانون الدولي
وتحدث عن اتفاق 190 دولة في العالم لانشاء منظمة حظر الأسلحة الكيمائية ومهمتها سحب الأسلحة الكيمائية ومراقبة تصنيعها أو انتهاك أي من نقاط الاتفاقية، وفي العام 2013 انضم نظام الأسد للاتفاقية ووقع عليها وتعهد بعدم استخدامها أو نقلها.
وأكد شيخاني أنه بالعودة إلى تاريخ انضمام نظام الأسد للاتفاقية فسنشهد خروقات عديدة لها، وافراط مرعب في استخدام عصابة الأسد العنف ضد الشعب السوري، مؤكداً أن مكتب التوثيق استطاع متابعة كافة الخروقات التي ارتكبها نظام الأسد أمام المجتمع الدولي والمفتشين الدوليين بطريقة اكاديمية بحيث توصل الخبراء لقرار نهائي بالتفتيش ومساءلة مستخدمي هذه الأسلحة، لكن النظام لم يقدم لمنظمة الأسلحة الكيمائية أكثر من مواد أولية ونقل العديد من الأسلحة الى مناطق أخرى في لبنان.
وشدد على أن منظومة إجرام نظام الأسد تبلورت أمام المجتمع الدولي، وعليه تجري اليوم عملية بحث وتحقيق موسعة للكشف عن تبعات الجريمة لكنها تواجه مصاعب وخروقات أمنية.
وأكد أن المجتمع الدولي في الخطوة الأخيرة لتحديد مسؤولية الفاعل وإيجاد فريق مختص لتقديمه للعدالة الدولية، قائلاً: أصبحنا في الفقرة الأخيرة التي ستودي بالمجرم إلى قفص الاتهام، لأن هناك تقارير وزعت على الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيمائية ورسخت تشكل بأن هناك جريمة ترتكب ولابد من محاسبة الفاعل.
وقال مسؤول العلاقات الخارجية في مكتب توثيق الانتهاكات الكيمائية في سوريا نضال شيخاني: هناك أمور تعرقل متابعة هذا الملف مثل وجود مصالح مشتركة أمريكية روسية تتعلق بالملف الإيراني ووجود نظام الأسد، ولكن نحاول بشتى الوسائل ابعاد الملف الكيماوي عن الساحة السياسية وتوجيهه لأيدي القانونيين الدوليين القادرين على صناعة قرار حقيقي وإحالة الفاعل للقضاء الدولي، حيث إن إدانة الأسد تعتمد اليوم على وجود أدلة للضغط على نظام الأسد.
يشار إلى أنه رغم الاعتراف من جميع الخارجيات الغربية والعربية بأن النظام يبيد شعبه، إلا أنهم منقسمون فيما بينهم كل على حدا، استهدف النظام او لا، يجب محاسبة الفاعل وعقابه لكن كيف ومتى وماهي الطريقة المثلى في ظل عجز مجلس الأمن الدولي بظل وجود روسيا الحليف الأكبر للنظام.
صدر تقرير كامل للجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول استخدام الأسلحة الكيماوية في الحادي والعشرين من شهر آب/أغسطس 2013 في منطقتي الغوطة الغربية والشرقية بريف دمشق.
التقرير الكامل مكون من خمسة صفحات، بالإضافة الى حواشي من 33 صفحة، أكد حدوث المجزرة، حيث قال الأمين العام للأمم المتحدة: “هذه جريمة خطيرة ويجب تقديم المسؤولين عنها للعدالة في أقرب وقت ممكن.” وكان بان قد قال يوم الجمعة أن بشار الأسد “ارتكب كثيرا من الجرائم ضد الإنسانية”. وأضاف أن الأسد يجب أن يحاسب على جرائمه.

ردود الفعل الدولية بين قلق ومذهول:
انقسمت ردود الفعل الدولية عقب مجزرة الكيماوي بعدة اتجاهات، حيث أعلن الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة بأنه مذهول من التقارير عن هجوم بالأسلحة الكيميائية في سوريا.
أما الاتحاد الأوروبي فقد دعا إلى تحقيق فوري وواف في اتهامات استخدام محتمل للكيميائي من جانب نظام الأسد.
أما جامعة الدول العربية فقد طالبت مفتشي الأمم المتحدة بالتوجه فوراً إلى الغوطة الشرقية للتحقيق في ملابسات وقوع الجريمة التي اعتبرت انها تشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي الإنساني.
وعلى صعيد الدول فقد عبرت الولايات المتحدة عن قلق واشنطن وحض النظام والمعارضة على السماح فورًا بالدخول إلى اي مواقع ذات اهمية لتحقيق الأمم المتحدة، حيث كان التطور البارز في التاسع من أيلول، حيث أعلن وزير الخارجية جون كيري عن مهلة أسبوع لنظام الأسد لتسليم كامل مخزونه من الأسلحة الكيميائية في مقابل عدم تنفيذ ضربة عسكرية ضده.
أما روسيا حليف النظام الاستراتيجي فقد اعتبرت أن الادعاءات باستخدام النظام أسلحة كيميائية في ريف دمشق تمثل عملا استفزازيا مخططا له مسبقا، ودعت إلى اجراء تحقيق يتسم بالنزاهة والمهنية في الادعاءات. وتحدث وزير الخارجية سيرغي لافروف عن مقترح بوضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية واقترحت أيضًا على النظام التخلص من هذه الأسلحة والانضمام إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية.
فرنسا اعتبرت انه اذا ما تأكدت معلومات استخدام النظام اسلحة كيميائية في الغوطة فلن يكون ذلك مجزرة فقط، بل عملا وحشيا غير مسبوق أيضا.

ساوند كلاود

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى