أزمة وقود تلوح في شتاء المناطق المحررة


راديو الكل ـ خاص
أصدر مركز عمران للدراسات الاستراتيجية دراسة حول أزمة الوقود في سورية، وبينت فيها أن أن الشتاء القادم قد يشهد ازمة وقود في الشمال السوري فالمتتبع لأسعار المحروقات يلحظ انها مرشحة للارتفاع بعد ان استخدمها تنظيم داعش كسلاح ضد المعارضة ومنع وصولها إلى المناطق المحررة
وعزت الدراسة رفع النظام لأسعار المحروقات نتيجة ضرب قوات التحالف لمقرات تنظيم داعش وآبار النفط التي يسيطر عليها، مما يثبت العلاقة التجارية التبادلية بينهما، ويؤكد اعتماد النظام على التنظيم في تلبية حاجته من النفط في السوق المحلية
وأكد الباحث الاقتصادي محمد العبد الله لراديو الكل والذي أعد الدراسة أن رفع النظام لأسعار المحروقات في ظل انخفاض أسعار النفط العالمي يؤكد ارتباط سعر المحروقات لدى النظام بمشاكل إيران وروسيا اللذين يدعمانه، وتبعيته الاقتصادية لهما أيضاً، منوهاً أنه رغم تضرر النظام من فقدان سيطرته على حقول الغاز إلا أنه استطاع توظيف هذه الآلة في جني الأرباح من خلال تحفيز السوق السوداء التي يسيطر عليها بعض التجار والسماسرة الموالين له، وعمد بهدف اخلال ميزان العرض والطلب النفطي إلى اغلاق طرق امداد الوقود نحو المناطق المحررة وفرض رسوم كبيرة على صهاريج نقله، بالإضافة الى تشجيع قاطعي الطرق للسيطرة على الشاحنات
وعن أسعار النفط لدى التنظيم بينت الدراسة ان انخفاض مستويات الإنتاج المحلي وتفاوت انتاج المشتقات النفطية من محطة تكرير إلى أخرى أدى إلى تقلص قدرة التنظيم على التحكم بسعر تداول منتجه النفطي مما استدعاه لتبني سياسة السوق الحر حيث يكتفي بفرض رسم بنسبة اثنين ونصف بالمئة بالمئة تحت اسم الزكاة على تجار النفط.
ومع بدء غارات التحالف ضد تنظيم داعش في أيلول من العام الماضي ظهرت أزمة نقص المحروقات في مناطق سيطرته شمال وشرق سورية وارتفعت الأسعار بنسبة تتراوح بين عشرين إلى ستين بالمئة
ورأت الدراسة أن أزمة الوقود في المناطق المحررة مرشحة للتفاقم بعد أن استخدمها داعش كسلاح في حربه مع قوى المقاومة الوطنية فارتفع سعر برميل المازوت نحو مئتين وتسعين دولاراً في حين لم تشهد مناطق سيطرة النظام أو داعش تقلبات عنيفة في أسعار الوقود خلال الأشهر الثلاث الماضية من العام الجاري .
وعن سبب انخفاض النفط في مناطق سيطرة داعش، قال العبد الله إن السبب يعود لاعتماد تنظيم داعش على أدوات استخراج بدائية وسعيه لكسب الولاءات من خلال تسعير النفط
أما أسعار الوقود في مناطق المعارضة فتتأثر بالوسطاء والمحتكرين وتكلفة نقل النفط من مناطق داعش، منوها أن أزمة الوقود في الشمال السوري مؤخراً أدت لتوقف عجلة الإنتاج الزراعي وكلفة المواد الغذائية وأعلنت عدد من الافران توقفها بسبب نفاذ الوقود ، لذا يفترض بالحكومة المؤقتة والمجالس المحلية وضع استراتيجية للشتاء القادم تتضمن خطط لادارة المشتقات النفطية في المناطق المحررة لتقدم نفسها على انها بديل حقيقي لنظام الأسد

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى