الأمم المتحدة تعتمد قراراً يؤكد الالتزام بإيجاد حل سياسي في سوريا وتطبيق بيان جنيف

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار المقدم من السعودية والإمارات وقطر عن حال حقوق الإنسان في سوريا، بموافقة 106 دول، ومعارضة 13 دولة، وامتناع 34 دولة عن التصويت.
وأكد القرار الجديد على الالتزام بإيجاد حل سياسي للأزمة وتطبيق بيان جنيف، وإطلاق عملية سياسية بقيادة سورية تؤدي إلى تحول سياسي يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري، من خلال هيئة حكم انتقالية شاملة ذات صلاحيات تنفيذية كاملة.
وفي هذا الصدد أجرى راديو الكل ضمن برنامج هذا المساء مقابلة خاصة مع الدكتور رياض نعسان آغا الناطق الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات، والصحفي أحمد كامل.

حيث علق الدكتور نعسان آغا في بداية تصريحاته على استهداف قائد جيش الإسلام زهران علوش، بالإشارة إلى أن الإستهداف طال أحد الأعضاء الموقعين على بيان مؤتمر الرياض، وأن جيش الإسلام أحد الفصائل التي استجابت لدعوة المجموعة الدولية في الرياض، معتبراً اغتيال قائد جيش الإسلام أمر خطير وأن روسيا بدأت بتصفية مكونات الرياض، على حد تعبيره.

منوهاً إلى مطالبة مجلس الأمن سابقاً بإدانة القصف المتصاعد على سوريا، وإلى ضرورة إعادة النظر في مضمون قرار مجلس الأمن الأخير بشأن سوريا رقم “2254” لأنه لم يحدد الثوابت الرئيسة المتفق عليها في المحادثات الماضية، موضحاً أن القرار يسمح بالقضاء على الملاذ الآمن للإرهابيين وهذا يعني قصف المناطق المدنية وتدميرها في سوريا بحجة محاربة الإرهاب.

وعن المؤتمر الصحفي الذي جمع بين وزير خارجية قطر ونظيره الروسي في موسكو، قال نعسان آغا :”هناك لعبة دولية خطيرة جداً يستباح بها دم السوريون وأن ما يجري على الأرض محاولة لإنهاء المقاومة التي يقف فيها الشعب مع فصائل الثورة جنباُ إلى جنب”، لافتاً أن الروس يسعون بقوة لإجبار الشعب السوري على الرضوخ للقمع والإستبداد.

وبالنسبة لتصريحات “رياض حجاب” الأخيرة بأن الظروف الحالية غير مواتية لمفاوضات ما لم يبدي النظام بوادر حسن نية، بيّن أن هذه التصريحات تعبر عن موقف شبه عام للجمعية العامة لمؤتمر الرياض، وأن المؤتمر من المحال أن يقبل بالضغط من الدول الكبرى عبر قرار مجلس الأمن “2254” واصفاً إياه “بالأخطر”.

وأضاف في السياق إلى عدم استباق الأحداث بآخذ قرارات قبل اللقاء المرتقب مع المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي مستورا ومن ثم النظر في الآفق المتاحة في عملية السلام، مؤكداً على عدم إمكانية الحديث عن حل سياسي والجلوس مع نظام مستمر في قتل الشعب السوري، موضحاً على ضرورة أن يبدي النظام حسن النوايا بوقف القصف وإطلاق سراح المعتقلين وفك الحصار عن المناطق، إلى جانب وقف القصف والإحتلال الروسي.

وفي سؤالنا عن تشكيل الهيئة العليا للوفد المفاوض، أفاد الناطق الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات بإنه تم تشكيل الوفد ضمن العدد المحدد دون الإفصاح عن الأسماء، مشيراً إلى وجود طاقم استشاري كبير للهيئة مع إمكانية لتبديل بعض الأسماء، مؤكداً على عدم قبول الهيئة العليا لعملية “الفرض”، لأنه في حال كان يسعى دي مستورا إلى فرض مفاوضيين على الوفد فإنه سيصار إلى مشكلة في تشكيل الوفد نفسه.

وكشفَ في ختام حديثه عن إمكانية اختيار وفد التفاوض المباشر في اجتماع الهيئة العليا المُزمع عقده في الرياض بداية العام المقبل، منوهاً إلى وجود مفاوضون احتياطون لعملية التفاوض الثانية، حسب وصفه.

من جانبه وصف أحمد كامل استهداف “زهران علوش” بالأمر “الخطير” بحيث وضح غاية الروس في التدخل بسوريا لتشكيل إحتلال طويل الأمد عن طريق مخطط واضح المعالم، منوهاً أن روسيا تقصف الجيش السوري الحر وجميع الفصائل التي تقف بوجه النظام دون أن تقصف تنظيم داعش، وأن روسيا لا تسعى إلى الحل السلمي ووقف إطلاق النار من خلال قرار مجلس الأمن ومحادثات فيينا، بل تحاول إذلال الشعب السوري، وفق تعبيره.

وعن قرار الأمم المتحدة الذي أكد على الالتزام بإيجاد حل سياسي للأزمة وتطبيق بيان جنيف، أشار إلى أن القرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة لاقيمة له ولن يحدث تغيير في القضية السورية فهو مجرد عن موقف أخلاقي – حسب وصفه- يضاف إلى مجموعة القرارات التي تعبر عن المزاج العام الدولي، معتقداً أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن يرضخان للولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.

وأضاف أن القوى المؤثرة في العالم لا تقف إلى جانب الأحرار السوريين، مؤكداً على ضرورة مقاومة روسيا التي تحاول إفراغ مفاضاوت السلام من أي معنى من خلال الدبلوماسية أو القصف على حدٍ سواء، لافتاً إلى محاولتها خلق شخصيات على أنها معارضة لحشو وفد المعارضة السورية بشخصيات محسوبة على النظام.

وأكد كامل في ختام كلامه إن لدى الروس قائمة كبيرة للإرهابيين وهي تستقتل أي جهة تعارض النظام، مثلما فعلت بالأمس بإغتيال أحد أعضاء مؤتمر الرياض المحسوب على المعارضة المعتدلة السورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى