“الشوب” مورد جديد يضاف لنفقات السوريين.. ويستنزف دخلهم من باب المراوح والعصائر والأمبيرات


راديو الكل ـ خاص
“مافي نتيجة .. كل يوم بيقطعوا الكهرباء والفيجة” قلها الفنان السوري ياسر العظمة في العام 1988.. ونعيشها اليوم بأسوأ التداعيات … آخرها موجة الحر التي ضربت البلاد والعباد وتستمر حتى منتصف الشهر الجاري، ودفعت كثيرين للنوم على البلاط مباشرة لالتماس بعض البرودة، في حين قضى مواطنين اثنين في السويداء بسبب موجة الحر هذه التي تسببت بعاصفة رملية في السويداء. وبحرائق غابات حول مدينة حمص
ورغم أن درجات الحرارة التي مرت على سورية ليست الأعلى عالمياً، حيث إن دولاً مثل الخليج العربي تتكيف معها على مدار السنة، إلا أنها آليات التكيف الهشة معها، جعل وطأتها مؤلمة على السوريين، فوراء أزمة الحر هذه، أزمة كهرباء وأزمة محروقات، لكونها زادت من كمية الاستهلاك حسب وزارة كهرباء النظام.
وتسببت موجة الحر بانقطاع شبه كامل للتيار الكهرباء بدلاً من تقنينه.. والحجة حفظها المواطنين وصاروا يرددوها قبل المسؤولين عقب كل انقطاع كهربائي، وهي الاعتداء على خطوط الغاز اللازمة لتشغيل محطات التوليد في المنطقة الجنوبية.
وفي غياب الكهرباء، تعلو أصوات المولدات لمن يستطيعون الوصول إلى الوقود سبيلاً في المناطق الآمنة، في حين يعتمد سكان المحافظات غير الآمنة على الأمبيرات لتوليد الكهرباء، والتي فشلت جميع المحاولات بتحديد أسعارها وضبطها، ولتضاف نفقات “الشوب” من تأمين المازوت والأمبيرات والمراوح وربما العصائر إلى قائمة دخل المواطن
وبين الباحث الاقتصادي محمد العربي لراديو الكل إن الأسرة في ريف حماة المحررة تنفق 400 دولار شهريا لتأمين مواد العيش، وتستنزف تكاليف تأمين الكهرباء والمحروقات والمياه لوحدها 25 % من دخل المواطن.
وكان لهذه الموجه أثرها الأخطر على أولئك القاطنين في العراء وفي ظلال الأشجار من مهجري سهل الغاب وبنش، في وقت لم يتكلف فيه أعضاء الحكومة المؤقتة ولا الائتلاف السوري المنشغل بانتخاباته عناء متابعة أموره هؤلاء اللاجئين، ما تسبب بإصابة المئات منهم بضربات شمس قاتلة
أما حكومة النظام فإنها اكتفت هي الأخرى ببحث آثار موجة الحر الشديدة التي تشهدها المنطقة وتداعياتها السلبية على المواطنين والصحة العامة والبيئة في ظل انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة حسب بيان صدر عن حكومة النظام أمس..
وبين بحث حكومة النظام وتجاهل الحكومة المؤقتة الحادثة من أصلها… يجد الموت كل يوم طريقة جديدة يخترق فيها أرواح السوريين … وقد يكون أشدها استبعاداً هو الأقرب لزهق أرواحنا… ويطالنا اليوم من باب “الشوب”..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى