العالم يستنكر والأسد يستمر والمعارضة تستنجد

راديو الكل ـ خاص

العالم يستنكر والأسد يستمر والمعارضة تستنجد… بهذه العبارة يمكن أن نلخص ما تلا حصول مجزرة الكيماوي محلياً وعاملياً، فقد كان حرياً بالمجتمع الدولي ان يحترك لاجتثاث نظام الأسد ، سيما وأن التقارير التي قدّمتها اللجان المختصة، أثبتت وبشكل لا يرقى إليه شك أن النظام هو المسؤول الوحيد عن هذه المجزرة المروّعة، وبشهادة أكاديميين وخبراء في مجال السلاح الكيماوي.

كما أثبتت التحقيقات أنه لجأ إلى استخدام غازي السارين والخردل، وهو ما تسبب بهذا العدد الكبير من الوفيات، غير أن النظام وبتواطؤ مع المجتمع الدولي، تمكّن من القفز على القوانين الدولية، كما هي العادة دوماً، واتفق على تسليم مخزون النظام من السلاح الكيماوي، لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، لتقوم بدورها بنقله خارج البلاد.

كلّ ما فعله المجتمع الدولي تجاه نظام الأسد هو أن رفع له سقف إجرامه، فبعد قرابة ألفي شهيد في ليلة واحدة، لم تعد هنالك مشكلة في أن يقتل مئة وعشرين شهيداً في يوم واحد، وبسلاح الجو (غير الكيماوي).

خاب ﻇﻦ السوريين عندما اعتقدوا يوماً أن لهم ﺣﻘﺎً في الحرية والحياة الكريمة، إذ ذهبوا يطالبون بها في وقت كان العالم قد تجرد فيه من إنسانيته ووضع ﺷﺮﻳﻄﺎً ﻻﺻﻘﺎً على فمه، وأحكم طمس عينيه، وأصبح السوريون وحيدين على متن قارب الحرية ينتظرون نجدة أحدهم، فما كانت سوى الرياح تتلقفهم على شاطئ الانتظار، ومرت عليهم مجزرة تلو المجزرة يتنافس مرتكبوها على جعلها الأﺷﺪ بطشاً والأكثر إيلاماً، تحملُ كلٌ منها طريقة جديدة في قتل ذلك الثائر.

وما يثير الدهشة في تلك المجزرة ﺃﻥّ فريق التفتيش الدولي كان على بعد بعض كيلو مترات قليلة من المنطقة، وكان يتوجب عليه أن يتوجه ويتحرك على الفور لتأمين زيارة له إلى مكان المجزرة، ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث، وفي الوقت نفسه كان تعويل السوريين على المجتمع الدولي في المساعدة لوضع حدٍ لهذه الجرائم كبيرﺍً، وكانت ﺭﺩّﺓ الفعل الدولية كفيلة لتوضيح الأمور بالنسبة للسوريين أكثر فأكثر وقد لعب الإعلام العربي والغربي دوراً بارزاً في توثيق المجزرة دون أن يؤكد على من ارتكب تلك الفعلة الشنيعة ﺟﺎﻋﻼً من القتلى الأبرياء الذين سقطوا، أرقاﻣﺎً جديدة تضاف إلى سجل مليء بقوائم لا تنتهي.

وبعد مرور عامين  على مجزرة الكيماوي في غوطة دمشق، يبقى السؤال الذي يراود الشعب السوري: كم من مجزرة تلزم لنا لننعم بالحرية؟

ويستحضر السوريون في هذا اليوم صور أطفالهم ونسائهم التي ترسخت في ثنايا أذهانهم ﺟﺮّﺍﺀ تلك المجزرة الفظيعة، والتي تشكل وصمة عار على جبين الإنسانية، متذكرين جيدا مدى احترافية العالم بالصمت على جرائم النظام التي مازالت مستمرة حتى يومنا هذا، ومدى وهمية الإعلام في نقله للحقيقة المزيفة، ﺟﺎﻋﻼً من مجزرة الغوطة مجزرتين إزاء غياب مهنيته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى