الموقفان الروسي الأمريكي يتقاربان لحد التطابق حول سوريا… ومحللون: أمريكا باعتنا الأمل

راديو الكل ـ خاص

كشف تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حقيقة تطابق مواقف بلاده مع الولايات المتحدة الأمريكية حول ما سماه “تشكيل آليات شفافة لإجراء استفتاء على دستور، وانتخابات في سوريا”.  وذلك في وقت تتوجه الأنظار إلى نيويورك حيث سيعقد في مقرّ الأمم المتحدة مؤتمرٌ دولي مخطط له مسبقاً لبحث الملف السوري اليوم الجمعة.

في حين حاولت أمريكا بتصريحاتها التي تخفي وجهاً آخر من الممارسات الفعلية “ترقيع” البهرجة الروسية، وقالت مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة سامنثا باور “لو أردتم سلامًا من أجل الناس في سوريا، فلابد من مرحلة انتقالية ولا بد للأسد أن يرحل”.

بهذه الاثناء أعلنت الهيئة العليا للمفاضاوضات انتخاب رياض حجاب ريئساً لها، ويأتي ذلك في اجتماعها في مقرها في الرياض، والذي ستتفق فيه على تشكيل وفد مفاوض للنظام.

راديو الكل يفتح في ملف “هذا المساء” حقيقة الموقف الأمريكي من الوضع في سوريا ومدى تقاربه من نظيره الروسي.. وخطة الطرفين في سوريا، ويستضيف في سبيل ذلك كل من:
الدكتور محمود حمزة رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق من المهجر
المحلل السياسي فواز تللو

طبخة أمريكية روسية:

لا يعتبر المحلل السياسي فواز تللو أن هناك جديداً فيما يخص الموقف الأمركي الروسي من سوريا، ويقول: منذ حوالي 3 سنوات وحينما تسلم جوي كيري وزارة الخارجية في ولاية أوباما الثانية، فإنه بدأ ينفذ سياسة أوباما المتعلقة بالشأن السوري، واستمر الموقف الأمريكي  بالانزياح نحو نظيره الروسي حتى تطابق الموقفان اليوم بشكل كامل، وشدد على خطأ تصوير وجود أي خلاف بين روسيا وإيران والنظام، معتبراً بأن مواقف هذه البلدان متطابقة إلى حد كبير ومن يتحدث عن عن خلاف بين روسيا ونظام الأسد هو يخدع الشعب السوري.

وشدد تللو على أن إخراج الروس ليس أمر سهل كما يروج بوتين فالروس أتوا ليبقوا والطبخة التي جرت بين كيري وبوتين لم تكن نظيفة حسب تعبيره، فالطرفان توزعا الأدوار ولايمكن الوثوق بتصريحاتهما فهما يتبنيان سياسة الغموض البناء. ويتفقان على تثبيت شرعية النظام وبشار الأسد ولو فترة، وتثبيت شرعية الوجود الروسي والميليشيات الطائفية التي تقاتل مع النظام وتثبيت عدم شرعية الكثير من قوى الثورة السورية

وأكد تللو أن مشكلة السوريين أكبر من بشار الأسد خلافاً لما تعتقده المعارضة، وأن مشكلتها الحقيقية هي مع النظام والبنية الطائفية ويبدأ حلها بتفكيك أجهزة الأمن وجيش القتل الطائفي حسب تعبيره.

وهم باعته أمريكا:

لم يخرج تحليل رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق محمود حمزة عما ذكره تللو، حيث أكد حمزة أن تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول التوافق مع واشنطن على قرار أممي يتم التصويت عليه اليوم الجمعة بخصوص سوريا هي تصريحات تدعم مواقف روسيا السابقة، لكنها تظهر حقيقة الوهم الذي بناه السوريون على الموقف الأمريكي، وخاصة بعد أن قال كيري عقب زيارته إلى موسكو أنه يحمل مقترح لبدء عملية التسوية في سوريا وأنه يوافق على النقاط الأساسية التي طرحتها موسكو.

وبين د. حمزة أن ضرر السوريين من الموقف الأمريكي كان أكبر من نظيره السوري لكونهم باعوهم الأمل بالتصريحات الفارغة.  ومن هنا يشدد على دعم الهيئة العليا للمفاوضات ومخرجات مؤتمر الرياض رغم التحفظات العدية عليه، وقال: إن روسيا تتحدث باسم النظام وترعاه منذ 5 سنوات بينما لايوجد للمعارضة صديق قوي مثل روسيا، فأمريكا ليست صديق حقيقي نظراً لتقلب مواقفها متقلبة وضعفها، منوهاً بأن التحديات أمام الهيئة العليا للمفاوضات جمة وعليها الاستفادة من خبرات السوريين ذوي الكفاءة ممن يستطيعون المساهمة بالمفاوضات لأن النظام سيناور ويلعب كثيراً على حد قوله.

 

ماذا يخطط الطرفان لسوريا؟

يعتبر الدكتور حمزة أن الاتفاق الروسي الأمريكي حول سوريا يتمركز حول قبول حل سياسي لمصلحة النظام وتدمير سوريا وتنصيب إسرائيل سيدة على المنطقة.

في حين يرى تللو أن هناك اجماع روسي أمريكي على إعادة انتاج نظام بشار الأسد وتصنيف قوى الثورة تحت مسمى الإرهاب.

وكان الرئيس الروسي أشار في مؤتمره الصحفي السنوي أمس الخميس في العاصمة موسكو، والذي تطرق فيه إلى المستجدات في السياسة الخارجية والداخلية لبلاده، أن موسكو تؤيد مبادرة واشنطن إلى مشروع قرار دولي بخصوص سوريا وتتفق مع أهم نقاطها، إلا أنه لم يستبعد الا تعجب بعض تلك النقاط حكومة النظام.

وأضاف  بوتين بحسب” روسيا اليوم”: ” أعتقد أنه بعد أن تتعرف القيادة السورية على نقاط القرار يجب أن تقبل به”.. واستطرد :” ربما هناك بعض النقاط التي لن تعجبها”.

وشدد بوتين في هذا السياق على أن تسوية أي نزاع مسلح مستمر منذ سنوات، تتطلب دائما قبول جميع الأطراف حلول وسط.

يشار إلى أن السفيرة الأمريكية عن اجتماع مجموعة دعم سوريا الدولية المزمع عقده اليوم الجمعة في نيويورك، قالت  إن “واشنطن تتطلع إلى هذا الاجتماع الوزاري الذي سيعقد في نيويورك، وسيعقبه اجتماع آخر لمجلس الأمن الدولي، وهدفنا هو الوصول إلى إجماع بشأن العملية السياسية الانتقالية في سوريا” مشيرة إلى أن أن أحد  أهم أسباب اجتماع نيويورك المقبل هو التشاور بشأن الفجوات في الرأي حول بقاء الأسد”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى