الهيئة العليا للمعارضة تعلن استعدادها التفاوض مع النظام.. والولايات المتحدة ترحب بنتائج مؤتمر الرياض

عقدت الهيئة العليا المعارضة للمفاوضات أول اجتماع لها في الرياض أمس الجمعة، بعد ساعات على تشكيلها في ختام مؤتمر الرياض لأطياف المعارضة السياسية والفصائل العسكرية والتي ضمت 34 عضواً، وبحسب ما اتفق عليه فإن أولى مهام الهيئة اختيار الوفد التفاوضي مع النظام، لتكون مرجعية المفاوضين مع ممثلي النظام نيابة عن المجتمعين، حيث اتفقت المعارضة على أن يضم وفدها في المفاوضات المرتقبة الشهر المقبل 15 عضواً، على ألا يكون لأي منهم دور في العملية الانتقالي.
وفي هذا الصدد أجرى راديو الكل في برنامج هذا المساء حوار خاص مع المحلل السياسي بديع أبو حلاوة.

حيث أشار المحلل إلى أن مؤتمر الرياض ضم أطياف واسعة من المعارضة السورية السياسية والعسكرية، ومعارضة الداخل والخارج بجهود المملكة العربية السعودية، معتقداً أن روسيا سمحت لهيئة التنسيق حضور المؤتمر رغماً عن النظام، مشيراً إلى الإنتاج الذي أفرزه مؤتمر الرياض بتشكيل هيئة عليا للمفاوضات مهمتها الأولى اختيار الوفد التفاوضي مع النظام.

وتابع قائلاً: “المجتمعون في الرياض طالبوا خلال البيان الختامي رحيل بشار الأسد في بداية المرحلة الإنتقالية في سوريا”، معتبراً أن الحرب التي ادعاها المجتمع الدولي على الإرهاب لايمكن أن تتحقق من دون القضاء على الأسد لأنه رأس الإرهاب، وعندما بدأت الثورة السورية لم يكن هناك تواجد لتنظيم داعش أو جبهة النصرة، وفق وصفه.

واعتبر في السياق أن مؤتمر الرياض هو استحقاق دولي نتج عنه وفد سوري معارض متفق عليه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.

وبالنسبة لترحيب الولايات المتحدة الأمريكية بنتائج مؤتمر الرياض قبيل انعقاد محادثات نيويورك، نّوه إلى تواجد سلسلة متصلة بين المؤتمرات ابتداءاً بمحادثات جنيف وصولاً إلى نيويورك، إلى جانب ارتباط مؤتمر الرياض بتقرير الأردن الذي سيضع معايير لتحديد الفصائل المعتدلة والإرهابية، وهذا ما يدلل على توافق دولي لإيجاد حل للثورة السورية، حسب تعبيره.

وعن تصريحات الأسد التي أبدى خلالها موافقته على التفاوض مع المعارضة المجتمعة في الرياض مشترطاً أن يكون نشاطها سياسي فقط، أفاد أبو حلاوة بوجود حالة من العبث في تصريحات النظام لأنه يعلم نهايته باتت قريبة، موضحاً أن الإدارة العسكرية والإقتصادية في سوريا تقودها إيران وروسيا، والنظام فقد السيطرة منذ سنوات.

وأشار في مستهل حديثه إلى أن إيران تسعى للمحافظة على مشروعها الإستيطاني في سوريا من خلال المحافظة على الأسد، مبدياً تخوفه من تصاعد القتل والدمار في سوريا بمرحلة ما قبل التفاوضات، منوهاً إلى ضرورة تقديم الدعم الكافي من الدول التي رعت مؤتمر الرياض لإنهاك القوة الإيرانية والروسية لإيجاد توازن عسكري يصب في مصلحة الثورة السورية.

وأضاف المحلل أن المفاوض السياسي يجب أن يكون له قوة تدعمه على الأرض، والهيئة العليا للمفاوضات ضمت أكبر الفصائل العسكرية في شمال وجنوب ووسط سوريا، لأن امتلاك القوة العسكرية الحقيقية بمقدورها فرض شروطها في المفاوضات والضغط على النظام، وهذا ما كان يفتقده الإئتلاف الوطني المعارض.

لافتاً أن القوات الروسية لم تسطع تحقيق أي نصر عسكري في سوريا، معتقداً أن الموقف الروسي سيتغير في المستقبل تحديداً إذا ما تم تزويد الثوار بالأسلحة النوعية القادرة على إحباط المشروع الروسي بالحسم العسكري.

وبيّن أبو حلاوة في ختام تصريحاته إلى عدم وجود ضمانات للفترة الزمنية الخاصة بالمفاوضات من أجل الملف السوري، مشيراً إلى أن الأطراف الفاعلة في الملف السوري تتعامل معه وفقاً لمصالحها.

وكان مؤتمر الرياض الذي ضم أطياف المعارضة السورية قد اختتم أعماله أول أمس الخميس، حيث تم خلاله تشكيل هيئة عليا للمفاوضات من 34 عضواَ، موزعين بين 9 عن الائتلاف وهم : “جورج صبرة و فاروق طيفور وعبد الحكيم بشار وسهير الأتاسي و منذر ماخوس وخالد خوجة ورياض سيف ورياض حجاب وسالم المسلط”، و11 عن الفصائل المقاتلة يتوزعون بين 4 عن الجبهة الجنوبية ومثلهم عن الجبهة الشمالية إضافة إلى ممثل عن كلاً من أحرار الشام وجيش الإسلام، وممثل ثالث لم يحدد تبعيته، و8 عن المستقلين وهم: “معاذ الخطيب ولؤي حسين و أحمد الجربا ورياض نعسان آغا وهند قبوات و يحيى قضماني وحسام الحافظ وعبد العزيز الشلال”، إضافة إلى 6 عن هيئة التنسيق وهم” منير البيطار وصفوان عكاش وأحمد العسراوي ومحمد حجازي وزياد أبو وطفة ووليد الزعبي”.

من جانبه أكد ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز آل سعود خلال لقائه بأعضاء المعارضة أن السعودية حريصة على تحقيق الأمن والاستقرار والعدل في سوريا، وفي أول ردود الفعل الدولية عما تمخضت عنه اجتماعات المعارضة السورية في الرياض، رحبت الولايات المتحدة الأمريكية، بنتائج مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، ، حيث قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن التقدم الذي أحرزه كل من مؤتمر فيينا والرياض سيسهل الوصول لحل سياسي للملف السوري على الرغم من وجودالصعوبات.
فيما كانت أولى تصريحات رئيس النظام ” بشار الأسد” حول مؤتمر الرياض في مقابلة مع وكالة الأنباء الإسبانية” إي أف إي”، والتي أعلن أنه إنه موافق مبدئيا على الحوار مع المعارضة السورية المجتمعة في الرياض، مشترطاً تحوز المعارضة على شرطين حتى تسمى معارضة ويؤدي الحوار معها إلى نتيجة، وهما أولا أن يكون نشاطها سياسيا فقط، لا عسكريا، وثانيا أن يكون ولاؤها وقاعدتها في البلد لا في الخارج على حد قوله.

أما روسيا فقد أعلنت على لسان وزير خارجيتها ” سيرغي لافروف ” أنه يمكن التوصل إلى نوع من حكومة وحدة وطنية في سوريا في غضون 6 أشهر، وفق الاتفاقيات التي وقعت مؤخراً في فيينا، شرط أن تكون تلك الحكومة غير طائفية وشاملة، ثم الدعوة إلى انتخابات عامة بعد 18 شهراً”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى