انعدام الجنسية.. خطر يهدد المواليد السوريين في دول اللجوء

انعدام الجنسية.. خطر يهدد المواليد السوريين في دول اللجوء
انعدام الجنسية.. خطر يهدد المواليد السوريين في دول اللجوء

انعدام الجنسية.. خطر يهدد المواليد السوريين في دول اللجوء
في الوقت الذي ينصب فيه تركيز المجتمع الدولي على القضايا السياسية والتطورات العسكرية ومبادرات الحل السياسي، يتم تجاهل الكثير من الأزمات الإنسانية الكبيرة التي تواجه السوريين في داخل وخارج البلد، ولعل أهم هذه الأزمات هو خطر انعدام الجنسية الذي يهددهم نتيجةً لعدم امتلاكهم أية وثائق رسمية أو أدلة تثبت ميلادهم ، الأمر الذي سيحرمهم من إثبات جنسيتهم مستقبلاً، وبالتالي عدم الاستفادة من الحقوق التي تترتب على رابطة الجنسية. فبعد هجوم قوات الأسد على المدن والبلدات السورية، مهجرا أهلها تحت وطأة النار ، تاركين كل ما يملكونه من مال ومن أوراق ثبوتية هذه الحالة عاشتها مئات العائلات السورية فأسهم ذلك في عدم قدرة هؤلاء العائلات على تسجيل أطفالهم حديثي الولادة ، سواء الذين ولدوا على الأرض السورية وخرجوا منها قبل تسجيلهم، او الأطفال الذين ولدوا في دول اللجوء ولم يعد لدى الأباء أوراقا رسمية تثبت نسب أبنائهم . وُلِدَ أكثر من 50,000 طفلٍ سوري في دول الجوار حسب الأمم المتحدة منذ بداية الصراع السوري في العام 2011، وبموجب القانون السوري، لا تنتقل الجنسية إلى الطفل إلا من خلال الأب. وفي خضم حرب حرمت مئات آلاف الأطفال السوريين من آبائهم، ازداد خطر انعدام الجنسية بصورة كبيرة. و رغم أن الجنسية من الحقوق الأساسية للطفل بمجرد ولادته والتي اعترفت بها الأمم المتحدة في المادة السابعة من اتفاقية حقوق الطفل والذي جاء فيه “يسجل الطفل بعد ولادته فورا ويكون له الحق منذ ولادته في اسم والحق في اكتساب جنسية ” أما المادة الثامنة من ذات الاتفاقية فتعهدت بحفظ هذا الحق للطفل حيث جاء فيها ” إذا حرم أي طفل بطريقة غير شرعية من بعض أو كل عناصر هويته، تقدم الدول الأطراف المساعدة والحماية المناسبتين من أجل الإسراع بإعادة إثبات هويته ” وعلى الرغم من موافقة سوريا على هذه الاتفاقية في عام 1993 إلا أننا لا نرى من قبل بقية أعضاء أي مساعدة لحفظ حق الطفل السوري في جنسيته . فالجنسية هي الرابطة القانونية والسياسية التي تربط بين الفرد ودولته لذا يعد موضوع انعدام الجنسية بالغ الأهمية نظراً لحجم الآثار بالغة السلبية المتوقعة جراء تداعيات هذا الموضوع على المستوى الاجتماعي والسياسي والحقوقي، كما أنه ملفٌ متنامٍ وسبل معالجته معقدة من الناحية القانونية خصوصاً مع ظروف استمرار الصراع في سوريا

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى