ترك الكاميرا ليسعف ضحايا مجزرة الكيماوي.. محمد صلاح الدين يوثّق


لحظات قاسية وعصيبة وربما لن تتكرر في حياة أشخاص عاشوا مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية بكل تفاصيلها وأنجاهم الموت ليكونوا شهود عيان على إجرام لم يحصل مثله خلال عصرنا الحديث، ففصلوا ماحدث وعادوا بذاكرتهم عامين على الوراء ليرووا لنا شهاداتهم على الواقعة …
ويروي الناشط الإعلامي محمد صلاح الدين من الغوطة الشرقية في ريف دمشق لراديو الكل تلك الليلة القاسية في حياته إذ شاهد للمرة الأولى عشرات الأطفال والنساء الذين كان بعضهم قد توفي في حين كان آخرون ينازعون في لحظاتهم الأخيرة بانتظار الموت الذي واجههم بعد أن تنشقوا الغازات السامة. ويقول: كنت أسكن في منطقة قريبة بحي المزرعة بزملكا، أتذكر كنت عائد إلى المنزل في الواحدة والنصف ليلاً، سمعت صوت انفجار، اعتقدنا أن الصوت هو لقنبلة لم تنفجر، وبعد دقائق ومع سماع أصوات سيارات الإسعاف والنداءات عبر اللاسلكي ذهبت لأوثق كاعلامي للنقاط الطبية، وقالوا لي أن الإصابات تزيد عن الخمسين إصابة حينها، التقطت بضع صور وبعض دقائق تضاعف العدد، صار المشهد مخيفاً، لم أعد أعرف ماذا أفعل هل أصور أم أساعد الناس، قررت أن أترك الكاميرا، واستقبلت الناس في النقاط الطبية، وسحبنا كثيرين من بيوتهم للمراكز الطبية
وأضاف: كان المشهد مخيفاً، موت جماعي بلا دم، أحسست أن القيامة قامت، وبعد 3 ساعات من العمل، شعرت أن الإصابة وصلت لي، أخدت أدوية وبعدها عدت لمكتبي لنوصل صوت الناس وبعض مما حدث في زملكا وعموم الغوطة الشرقية.
وقال: تداول الناس الخبر السيء بأن النظام ضرب الكيماوي، ما يتوجب الصعود للأسطح لكن هذا الأمر كان صعباً بسبب القصف الجوي بالقذائف، وحاول البعض اللجوء للمزارع واستعاد البعض قواه وأنفاسه ليساعد بدفن الشهداء، وارتفع عدد الشهداء صبيحة اليوم التالي إلى 1450 دفنوا بمقابر جماعية في أنحاء الغوطة الشرقية.
وعن وضع الكوادر الطبية حينها، قال: لم يكن لدى الممرضين خبرة بالتعامل مع المرضى بالكيماوي وتأثر بعض الممرضين بالغازات وألبسة المصابين واستشهدوا، وهناك من ذهب للنقاط الطبية بحثاً عن أبنائهم، وقد تأخر الدفن للتأكد إن كان المصاب ميتاً أو حياً، وكانوا بالمجمل ممددين بالممرات
وأشار إلى أن فريق الإنقاذ سحب السكان بالشراشف التي كانوا ينامون بها، وتابع: كنا ننتظر الأهالي ليتعرفوا على أسماء ذويهم ممن تم ترقيمهم، في حين بقي أشخاص مجهولو الهوية لموت أفراد العائلة بالأكمل، مشيراً إلى توثيق وفاة 930 اسماً والباقي كان بلا أسماء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى