تكرار اغتيال الصحفيين السوريين في تركيا.. ومطالب بتأمين حماية لهم

اغتيل منذ أيام الإعلامي السوري “ناجي الجرف” في مدينة “عنتاب” التركية بعد اطلاق النار عليه من قبل مجهولين، وتأتي هذه الحادثة بعد شهرين من عملية مماثلة طالت ناشطين إعلاميّين سورييّن من حملة الرقة تذبح بصمت في مدينة “أورفة”، وسط مطالب من رابطة الصحفيين السوريين بتأمين حماية للصحفيين السوريين المقيمين في تركيا في ظل تجدد المخاوف بعد حادثة اغتيال “الجرف”.

وبخصوص هذا الموضوع أجرى راديو الكل حوار خاص مع الدكتور رياض معسعس رئيس رابطة الصحفيين السوريين، والأستاذ ناصر تركماني مدير المكتب الإعلامي في المجلس التركماني السوري.

حيث قال معسعس إن العمل “الإجرامي” الذي نال من الصحفيين السوريين في تركيا هو عمل “قذر”، مضيفاً أن هؤلاء الصحفيون يريدوا أن يظهروا للعالم أجمع مدى وحشية النظام وتنظيم داعش على حدٍ سواء، وناجي الجرف واحد من هؤلاء الصحفيون الذي عمل على كشف جرائم داعش والنظام.

وأكد معسعس على إدانة رابطة الصحفيين السوريين إدانة نكراء لحادثة اغتيال “الجرف”، وتقديمها – أي الرابطة – طلب رسمي إلى السلطات التركية للبحث عن الجناة وتقديمهم للعدالة، إلى جانب تقديم الحماية اللازمة للصحفيين السوريين المقيمين على أراضيها.

مشيراً في السياق على توجيه الرابطة لمنظمة مراسلون بلا حدود وإلى جميع الجهات التي تدافع عن حقوق الصحفيين دعوات للبت في هذه القضية، مبيناً على تقديم منظمة مراسلون بلا حدود في وقتٍ مضى مساعدات لعدد من الصحفيين السوريين حيث ساعدت عن نقلهم من تركيا إلى فرنسا، كما أنها أصدرت حالياً بيان يوثق الإنتهاكات التي ارتكبت في عام 2015 بحق الصحفيين بما فيهم الصحفيون السوريون.

وأضاف في معرض كلامه أن على السلطات التركية الآخذ بعين الاعتبار عمليات اغيتال الصحفيين السوريين، في ظل وجود نية لدى المنظمات الإجرامية استكمال مسلسل اغتيال عدد آخر من الصحفيين،وفق وصفه، موضحاً أن اغتيال الجرف هو الثالث من نوعه على الأراضي التركية، مؤكداً إنه من الصعب تأمين حماية جميع الصحفيين، داعياً الصحفي الذي يتعرض للتهديد أن يقدم طلب فردي للمدعي العام لتقديم الحماية اللازمة.

وأشار رئيس رابطة الصحفيين السوريين إلى استمرار العمل الصحفي لكشف الجرائم التي يرتكبها النظام وداعش في مناطق سيطرة كل طرف في سوريا، لافتاً إلى عدم وجود منظمة دولية تقوم بحماية الصحفيين بل يقتصر دور المنظمات الحالية على إدانة وتوثيق الإنتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون.

وبيّن في الختام على قيام النظام بقتل عدد من الصحفيين الأجانب في سوريا دون أن تستطع المنظمات الدولية فعل شيء إزاء ذلك، مؤكداً أن النظام يشكل الخطر الأكبر إلى جانب المنظمات الآخرى حيث يقوموا بالعمليات الإجرامية داخل سوريا وخارجها.

من جانبه قال ناصر تركماني مدير المكتب الإعلامي في المجلس التركماني السوري، عملية اغتيال “ناجي الجرف” تندرج تحت خانة الأعمال الإرهابية التي تتعرض لها تركيا وعدد من الدول الأوربية وأميركا، مضيفاً إن عملية الإغتيال تكاد تكون سياسية أكثر من عملية اغتيال صحفيين بحد ذاتها، على حد تقديره.

وأشار إلى صعوبة قيام السلطات التركية بتأمين الحماية اللازمة للصحفيين السوريين بسبب الأعداد الكبيرة من السوريين الذين يعملون في المجال الإعلامي، منوهاً أن تركيا تعمل على تحقيق الأمن الداخلي نظراً لتعرضها لعدة استهدافات مثل تفجيرات سروج وأنقرة واسطنبول، إضافة لإغتيال بعض الصحفيين الأتراك وتعرض بعض وسائل الإعلام التركية لعدة هجمات.

ودعا تركماني في مستهل كلامه إلى إحداث الصحفيين السوريين مذكرة تفاهم مع جمعية اتحاد الصحفيين الأتراك من أجل الحصول على بطاقات تخولهم العمل في تركيا بشكل قانوني، إضافة إلى لجوء الصحفيين السوريين الذين يشعروا بعدم الأمان للمدعي العام التركي لتقديم طلب شخصي لحمايته.

وأكد إن المشكلة لن تنتهِ في حال تم القضاء على تنظيم داعش والمنظمات الآخرى، في ظل وجود مجتمع دولي يدافع عن النظام ويعتبره شريك في العملية السياسية في سوريا، داعياً المجتمع الدولي الدفاع عن الشعب السوري وتحقيق عملية السلام وإيجاد مجتمع مدني ديمقراطي يضمن حقوق المدنيين.

واعتبر مدير المكتب الإعلامي في المجلس التركماني السوري في الختام أن تركيا لن تستطع أن تفعل شيء بمفردها دون وجود إرادة دولية وإقليمية تسعى لتحقيق السلام والقضاء على الجماعات الإرهابية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى