جولة الصحافة على راديو الكل | الثلاثاء 03-11-2015

نستهل جولتنا من صحيفة العرب القطرية ومقالاً للكاتب عبد الوهاب بدرخان، جاء تحت عنوان:  مقدمات فيينا بحثاً عن حل سياسي لسوريا
يقول الكاتب في بداية المقال: ثلاثة عوامل لعبت دوراً محفّزاً للإسراع في البحث عن حل سياسي ينهي الأزمة السورية. أولها التدخل العسكري الروسي، وثانيها تدفق المهاجرين على أوروبا، والثالث يتعلّق بضرورة تخليص مناطق سورية وعراقية من سيطرة تنظيم “داعش”.

ويتابع: كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب والأوروبيون أدركوا باكراً خطر استشراء الإرهاب، ورغم المعلومات التي توفّرت لدى الإدارة الأميركية عن دور النظامين السوري والإيراني في تسهيل تسرّب الجماعات الإرهابية من العراق إلى سوريا لاختراق مناطق سيطرة المعارضين، إلا أن ذلك لم يوفّر الإرادة الكافية لبلورة أي خيارات تمنع هذا الاحتمال، ومن ذلك مثلاً دعم “الجيش السوري الحرّ” أو ما اصطلح على تعريفها بـ “المعارضة المعتدلة”.

ويوضح: منذ بداية هذه السنة توالت التراجعات والهزائم التي وضعت النظام السوري على شفير الانهيار. وقد بذل الحلفاء الإيرانيون، عبر «حزب الله» اللبناني وميليشيات من جنسيات مختلفة، محاولات لاختراق بعض الجبهات، إلا أنهم لم يفلحوا في تخفيف الضغط المركّز على دمشق ومناطق أخرى لا تزال في يد قوات النظام؛ لذلك خلصت دمشق وطهران إلى أن «الحسم العسكري» الذي سعتا إليه دائماً لم يعد ممكناً، وأن الوقت حان لطلب مساعدة الحليف الروسي، فهو الوحيد القادر بصفته دولة عظمى على توظيف قوة جوية كبيرة لتغيير المعادلة العسكرية ومن ثَمَّ لفرض نتائجها على أي حل سياسي.

يختم الكاتب: تحريك الحل السياسي يمكن أن يجنبهم تعقيدات لا يسعون إليها، فهم ألزموا أنفسهم بثلاثة محددات: سقف زمني معين للتدخل الجوي، وعدم التورط في نزاع طويل متصاعد، وعدم إرسال قوات إلى الأرض. كما أنهم يريدون فعلاً محاربة “داعش” لكن الطريقة التي اختاروها، بإقامة تحالف موازٍ مع إيران والعراق، قد لا تحقق هذا الهدف. ونتيجةً لهذه المراجعة استدعت روسيا بشار الأسد، ثم ذهبت إلى فيينا، وحدها في خطوة أولى، ثم مع إيران…

في صحيفة الحياة اللندنية، نقرأ مقالاً للكاتب حازم صاغية، بعنوان: ميراث حافظ الأسد

يقول الكاتب في بداية المقال: لا تكفي الحجج التي تخفّف من آثار الغياب السوري عن فيينا لإقناع من يريد أن يقتنع. فأن تلتقي عشرات الوفود، من دول الإقليم ودول العالم، كي تبحث في وضع شعب وبلد غائبين عن اللقاء، فهذا إنّما يمسح الجرح بالإهانة. وهذه الوجهة، مسحوبة إلى مداها الأبعد، ترقى إلى معاكسة صريحة لكلّ ما ترمز إليه مصطلحات “حقوق الشعوب” أو “حقّ تقرير المصير” أو غير ذلك.

ويتابع: فالميراث الأسديّ، وأهمّه جعل البلد “لاعباً كبيراً”، وفقاً لجوقة من الممالئين وجوقة أخرى من السذّج والقصيري النظر، تقابله اليوم استعدادات جدّية لدى الدول المجاورة للتعامل مع ما بعد سورية، وليس فقط مع ما بعد الأسد. وغالب الظنّ أنّ الكلام الديبلوماسيّ الذي يقول عكس هذا لا يعدو كونه كلاماً ديبلوماسيّاً.

ويضيف:يصحّ هذا الاستعداد لما بعد الأسد في إسرائيل التي لا يكاد يُذكر اسمها في اللغة العربيّة إلاّ مصحوباً بتعبير “أزمة”، كما يصحّ في إيران التي توصّلت إلى اتّفاقها النوويّ مع أعضاء مجلس الأمن وألمانيا، وفي تركيا التي، على رغم كلّ شيء، أجرت انتخاباتها البرلمانيّة وقد تتوصّل إلى ترميم سلطة حزبها الحاكم التي لاحت، قبل أشهر، متصدّعة ومهلهلة. هذا فضلاً عن الدول الكبرى وهي ترسم استراتيجيّاتها للمنطقة المتغيّرة.

أمّا الميراث الأسديّ المُرّ واللئيم، فيبقى منه درس آخر يتعدّى السياسات والاستراتيجيّات، مفاده أنّ القصور التي تشيّد على رمال من الكذب لا بدّ أن تنهار. وللأسف، فهي لا تنهار على رؤوس الذين شيّدوها وحدهم، يختم الكاتب مقاله…

نختم من موقع السورية نت، ومقالاً للكاتب شاهر جوهر، جاء تحت عنوان: كيف نجعل ثورتنا واضحة …؟ ربيع السوريين أم خريف الطبقة الوسطى؟ 2-2

يقول الكاتب: من غير المقصود والواضح الحديث عن طبقة متوسطة مكتملة وناضجة بالمعنى الدقيق عربياً، فصحيح أنها القطاع العريض في المجتمع العربي لكنها تختلف من مجتمع لآخر، كما تختلف مقاييس تحديدها باختلاف الثقافات وباختلاف المجتمع ذاته.

يكمل الكاتب في وجهة نظره يقول: فالفئات المتوسطة في سورية كانت على الدوام ذهنية المجتمع ووعيه المتجدد دوماً، ولا يبدو أن أحداً يعارض ذلك، فأقصى مرامها تغيير كل شيء، فهي محافظة تقليدياً لإرثها الثقافي وبنفس الوقت طموحة تقدس الثقافة الوطنية وتسعى قدر الإمكان إلى تطعيمها بالنمط الحداثوي الجديد، كما أنها تتمتع بدخل يؤمن لها مستوى معيشي مقبول وتسعى لتطوير ذاتها وثروتها على الدوام، الأمر الذي يعني أن اتساعها يجعل المجتمع ناضج صحياً، وتآكلها يعني تآكل المجتمع وانحسار نشاطه وتحوله إلى فاشل شيئاً فشيئاً. كما أن جميع التغيرات الحاصلة في الوجود الاجتماعي السوري وعملية تطوره بحد ذاتها مرهونة أخيراً بالتغيرات في الوعي الاجتماعي وبهذه الذهنية. أي أنه لا يمكن الادعاء أن هذا الوعي يختلف دوماً عن الوجود الاجتماعي. لأن الوعي العام (السياسي والاقتصادي والاجتماعي) عكس تاريخياً وبشكل عام نشاط البشر والصراعات الفئوية الاجتماعية والاحداث المختلفة والتغيرات التدريجية والجذرية التي عاشها المجتمع في صيرورته التاريخية.

ما يعني أن الطبقة الوسطى هنا في سورية وحتى في (المحيط الشامي) -إن صح التعبير -على الأقل مرهونة بالتطورات الاجتماعية والتحولات الكبرى التي نعيشها. والعكس صحيح.

يختم الكاتب: ويبقى القول هنا أن المرض لا يستتبع سوى المرض، والعلاج ليس حبة مسكن تحت اللسان ، ولسنا نحتاج إلى مهدئ يخدع المريض بحيوية كاذبه، بينما ينهار من الباطن وتتداعى اجزاءه ، فإعادة بناء وطن تحتاج إلى إعادة صياغة طبقة متعلمة مثقفة تصنع التغيير وتقود ثورتها وتجعلها أكثر وضوحاً، وذاك لا يتم بمرضى جاهلين يحملون الأمة والوطن حيثما كان، ولا يتم بين ليله وأخرى بقدر ما هي عملية طويله تحتاجها ليتم انضاجها، فكثيراً ما يحصل أن تخلق لنا السياسة قادة مشوهين، يتحمسون دوماً بأنانية فردانية وصبيانية مفرطة لتدمر المجتمع ونخبه بدم بارد.

لكن لسنا أول من يصيبه الجنون ولسنا أول من يُباد ويفقد وعيه، ولا يمكن أن نحافظ على ثورتنا وبلادنا وقد تركناها عارية أمام شهوات من اعتبروها قطعة ارض مسورة لعائلتهم ولمن ارادوها ضعيفة دوماً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى