جولة الصحافة على راديو الكل | الثلاثاء 17-11-2015

نستهل جولتنا من مقال للكاتب والمعارض السوري البارز نجاتي طيارة على صحيفة العربي الجديد، جاء بعنوان: 13 نوفمبر الباريسي وما بعده

 

يفتتح نجاتي طيارة مقاله: إنه 11 سبتمبر/أيلول الفرنسي، هكذا أراده الإرهاب: أكبر عدد من الضحايا، أكبر ضجة ممكنة. بجانب واحد من أكبر ملاعب باريس (ستاد دوفرانس الذي شيد قبل 17 عاما بمناسبة بطولة كأس العالم)، حيث كان الرئيس فرانسوا هولاند حاضرا، مسرح وقاعة احتفالات ضخمة (باتاكلان)، مطعم للوجبات السريعة في ضاحية سان دينيس الشهيرة، المواطنون العابرون في شارع شارون وسط الدائرة 13، ومطعم آخر كثير الرواد في الدائرة نفسها، وذلك كله ليلة “الويك إند” التي ينتشر الباريسيون في ظل خريفها الجميل.

ويتابع: الصدمة الكبيرة مطلوبة ومعدة بإتقان، ما دفع الرئيس الفرنسي إلى وصفها بالعمل الحربي، وهو كذلك حقا، وككل عمل أو هجوم حربي، لا يمكن أن يكون نتيجة قرار فرد أو مزاج مجنون، على الرغم من كل الجنون والآلام التي تصاحبه.

ويضيف: إنه سياسة متكاملة، لها مكوناتها، وهي وليدة مقدمات وتاريخ لا يجوز إغفالها في أي عمل حربي مضاد ومطلوب ضد داعش الذي أعلن مسؤوليته عن الجريمة.

يقول الكاتب أيضاً: وإذ يبدو مبدئياً أن المجتمع الفرنسي ودولته قد تلقيا الصدمة بقلب شجاع، وبتضامن وطني كبير، كما أن البيان الصادر عن مؤتمر فيينا لم يخضع لطغيان مسألة الإرهاب، على الرغم من غموض موقفه من رأس النظام السوري، فإن الصراع ما زال، وسيبقى مستمراً حتى يتم الخلاص، ليس من الإرهاب ونتائجه المباشرة، بل من أسبابه العميقة وصانعيه، وأولهم النظام السوري وحلفائه، وذلك إذا أريد لما بعد 13 نوفمبر أن يكون مختلفاً عما قبله حقا.

وعلى الأقل، احتراماً وتقديراً لأرواح الضحايا الأبرياء (الـ 129 المعدودين حتى مساء 14 نوفمبر) الذين سقطوا نتيجة الهجمات في باريس، ولنهر الدماء الغزير الذي ما زال مستمراً منذ حوالي خمس سنوات في سورية الجريحة، يختم الكاتب مقاله…

 

في الحياة اللندنية، كتب حسام عيتاني مقالاً بعنوان: أي إسلام هو المسؤول؟

يقول الكاتب في بداية مقاله: مثل رد فعل لا إرادي، تبدأ الدعوات إلى مراجعة الإسلام وفصل الدين عن الدولة فور ارتكاب إسلاميين هجوماً استعراضياً دموياً خصوصاً في الغرب، حتى بات أصحاب الدعوات هذه جزءاً مكوِّناً من المناخ اللاحق على أي عمل إرهابي لا يتم معناه ولا صورته إلا بأقوال عن إصلاح الإسلام.

يتابع الكاتب: تنطوي هذه الأقوال والدعوات على نقصين فادحين يُخرجانها من سياق أي نظر أو تفكير ذي معنى.

ويشرح: يتجاوز النقص الأول بداهة تعدد الإسلام وتنوعه ومحاولة حصر مدارسه الفقهية والصوفية والكلامية، وتوزعه على مذاهب مختلفة، ضمن رؤية واحدة تتعامل معه ككل واحد، إلى حدود سوء فهم خلفية هذا التنوع وحمله مضامين اجتماعية وسياسية لا يستقيم أي اختزال لها بمذهب واحد.

ويكمل الكاتب في التوضيح: النقص الفادح الثاني يتلخص في إصرار المؤسسات الدينية على إبقاء الدين في منزلة بين الأيديولوجيا السياسية والإيمان الروحي. المنزلة الملتبسة هذه تتيح اختطاف الدين من أي جهة سياسية تحمل برنامجها الخاص وتجعل من استعادة الدين إلى مقامه الروحي صراعاً مريراً على ما نرى في التعامل مع اختطاف جماعات الإرهاب والتشدد للإسلام بحيث تبوء بالفشل كل مساعي تفسير الفارق بين الدين والأيديولوجيا. يعيد هذا الواقع إلى النقص الأول، أي فشل مشاريع بناء دول ومجتمعات في هذه البلاد.

يختم الكاتب: بداهة إضافية: العالم ليس بريئاً من أزمات المسلمين والعرب، لكن على هؤلاء تقع المسؤولية الأولى في الخروج من مآزقهم، بغض النظر عمن دفعهم إليها. لذلك يصح طرح السؤال: أي إسلام هو المسؤول عما نعاني اليوم؟

 

نختم من العرب اللندنية، حيث كتب فيها على الأمين مقالاً بعنوان:مبادرة نصر الله: تعبيد طريق العودة إلى سوريا

 

يقول الكاتب: بدا الأمين العام لحزب الله خلال الأسبوع المنصرم، أي عشية وغداة التفجير الإرهابي المزدوج الذي نفّذه تنظيم داعش في الضاحية الجنوبية مساء الخميس، يوجه خطابا هادئا في مقاربته للأزمة الداخلية اللبنانية. هذا بحسب وصف خصومه لخطابين ألقاهما السيد نصرالله مساء الأربعاء وآخر مساء السبت. ما طرح أسئلة حول الوجهة التي سيعتمدها حزب الله في المرحلة المقبلة، وهل أن ما قاله عن تسوية تحت سقف النظام تتطلب تنازلات من الجميع؟ في مؤشر جديد على أن هذا الحزب الذي غرق، إلى حدّ بعيد، في الرمال السورية بدأ الاستعداد لتأمين شروط العودة إلى الداخل اللبناني؟

يوضح الكاتب: ففي نظر العديد من المراقبين أنه ليس لدى حزب الله خيار. فأمام حال الانكشاف الإقليمي الذي يفرضه تصدّع جبهة الممانعة، تدفعه التحولات الجارية في المنطقة نحو سياق حتمي يفرض عليه إعادة الدخول من بوابة الأزمة الداخلية. وهو دخول يندرج في سياق التحصّن الذاتي من جهة، وتحصين الحاضنة الاجتماعية التي تزداد الحاجة إليها مع تصدع جبهته الإقليمية.

 يضيف الكاتب: إلى جانب ذلك يلاحظ المراقبون أن وعود النصر، التي أطلقها حزب الله منذ انخرط في القتال السوري، لم تعد تسمع من قبل جمهوره.

كما أوضح مؤتمر فيينا أن القوى المؤثرة في المعادلة السورية أظهرت حزب الله طرفا مقاتلا على الأرض السورية من دون قضية، بعدما صارت الممانعة والمقاومة أثرا بعد عين.

ويتابع: مؤشرات العودة إلى لبنان يفرضها الانكشاف الإقليمي والدخول الأميركي والإسرائيلي على المعادلة بتعاون روسي.

ويختم: والحل وجده على ما يبدو اليوم في التحصن بمعادلة داخلية تخفف من الأعداء. وهذه هي المهمّة التي لا يرى نصرالله بديلا عنها سوى استمرار القتال في محيط من الأعداء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى