جولة الصحافة على راديو الكل | الخميس 19-11-2015


من الصحافة التركية، نستهل جولتنا في هذا الصباح، ونقرأ من صحيفة يني شفق مقالاً للكاتب عاكف إمره، جاء بعنوان:
لغة مشتركة على طول خط باريس تدمر

يقول الكاتب في بداية مقاله: بعد أحداث باريس الدامية كانت تصريحات المسؤولين والساسة وعلى رأسهم الإدارة الفرنسية تستحق الانتباه والتسجيل، فظهر المسؤولون الفرنسيين بمظهر يدل على الظلم الذي يُرتكب بحق المدنيين من شعبهم، وأتت التوعدات بالرد على المجزرة التي هزت أرجاء فرنسا.

يشير الكاتب قائلاً: هجمات باريس هي عبارة عن معركة انتقلت من الأراضي السورية إلى الأراضي الفرنسية، فالهجمات التي نفذتها فرنسا بالطائرات الحربية على المدنيين السوريين وقتلها الأبرياء والتدخل الإمبريالي في الشرق الأوسط بحجة القضاء على داعش، تريد فرنسا إضافة صبغة شرعية وإضافة مشروعية دولية لقنابلها التي راح ضحيتها مدنيين وتكرار الهجمات والاستمرار بها بحجة أخرى وهي الانتقام لمجزرة باريس.

يقول الكاتب أيضاً: تصريحات الرئيس الفرنسي هولاند بلا شك كانت تحمل في طياتها هذه المعاني، كذلك المسؤولون الفرنسيون كانت تصريحاتهم جميعها مشابهة وذات وجهين، فإذا أخذنا هذه التصريحات بعين الاعتبار وقمنا بتحليل النتائج المبنية عليها، ستكون الفاتورة الأكبر والتي سيدفعها اللاجئون السوريون في أوروبا، كذلك المسلمون بصفة عامة سيتأثرون بالقوانين والعقوبات التي ستسنها الحكومة الفرنسية والتي ستحد من حرية المسلمين في أوروبا وبالتالي عزلهم عن باقي طبقات المجتمع.

ويختم: داعش يعمل ويسير على نفس الطريقة، فكانت تصريحات الناطق الرسمي باسم التنظيم بأن هذه الهجمات ردًا على الهجمات التي ينفذها التحالف الدولي بقيادة أمريكا وعدد من الدول العظمى، فقد كان قدر فرنسا أن تتذوق من نفس الكأس الذي شرب منه داعش، فلم يُفرق بين بريء وقاتل وجندي وصغير وكبير، يا للعجب كم تتشابه أفكار هذا التنظيم مع أفكار العالم المتحضر فكلاهما يستعمل نفس لغة الرد ونفس لغة الحوار، وكأن مُلقن داعش من باريس، ومُلقن الغرب من تدمر!!!

من الصحافة التركية، إلى صحيفة النهار اللبنانية، ومقالاً للكاتب راجح الخوري، جاء بعنوان:
رقص دولي على قبور السوريين!

يبدأ الكاتب مقاله بالقول: من نصدق باراك أوباما المخاتل عندما يقول إنه حصل ” تقدم متواضع” في الإجتماع الوزاري الخاص بسوريا في فيينا، تمثل بإتفاق المشاركين على خريطة طريق للعملية الإنتقالية في سوريا، أم نصدق وزير خارجيته جون كيري الواهم، الذي لم يتردد أمس في الحديث عن “عملية إنتقال سياسي كبير في غضون أسابيع بين النظام والمعارضة، وذلك أثر التسوية الدولية التي تم التوصل اليها في ختام مفاوضات فيينا”؟

ويتابع: قياساً بالوقائع الواضحة ليس علينا ان نصدّق شيئاً من هذه الترهات، فإذا كان كيري يزعم “اننا على مسافة أسابيع من إحتمال إنتقال سياسي ونحن نواصل الضغط في هذه العملية”، فليس علينا سوى ان نتأمل الروزنامة التي حددها لهذا الموضوع، لكي ندرك ان العملية بعيدة جداً وقد يصبح اوباما وكيري خارج السلطة وربما خارج الذاكرة، قبل موافقة الروس ومن بعدهم الإيرانيون على عملية انتقال سياسي تنهي سلطة بشار الاسد على ما تقتضيه العناصر الأولية لأي حل.

يتساءل الكاتب: هل يمكن الحديث عن حل أو عن عملية إنتقال سياسي، عندما يحاول بوتين مثلاً وبكل فظاظة توظيف دماء الفرنسيين بدعوته فرنسوا هولاند الى إعادة النظر في موقف فرنسا المعروف من ضرورة الرحيل الفوري للاسد، بالقول إن هذا الموقف لم يحمِ باريس من الإعتداء الإرهابي، لكأن موقف بوتين المتمسك ببقاء الاسد حمى الطائرة الروسية من التفجير الإرهابي؟

غريب إستمرار الرقص الدولي فوق قبور السوريين، يختم راجح الخوري مقاله…

من صحيفة العربي الجديد، نختم بمقال للكاتب والمعارض السوري البارز برهان غليون، بعنوان:
الإرهاب أمام معيار الأخلاق والحق والسياسة

يقول برهان غليون في بداية مقاله: الإرهاب حرب، ولكنْ بوسائل غير نظامية. وعدم نظاميتها نابع من أنها، بعكس الحرب “القانونية”، لا تستهدف المقاتلين من الخصوم، وإنما توجه عنفها نحو الأبرياء، بهدف إضعاف موقف المقاتلين الخصوم، وإجبارهم على دفع ثمن، وتحمل مخاطر غير محسوبة، وإثارة البلبلة والخوف في حاضنتهم الشعبية.

ويضيف: ولا تختلف العمليات الإرهابية التي نفذها داعش في فرنسا، واعترف بمسؤوليته عنها، في مضمونها عن جميع العمليات الإرهابية التي ينفذها التنظيم نفسه في سورية والعراق، وغيرها من البلاد العربية، وهي مدانة بالدرجة نفسها التي ينبغي أن تدان بها جميع العمليات الإرهابية في العالم. ولا يخفف من هذه الإدانة أن هذه الجرائم تمس شعوباً أخرى، لعبت حكوماتها، في هذه الفترة أو تلك، دوراً سلبياً في حياة الشعوب العربية، ولا يقلل من طابعها اللامشروع أنها تأتي في سياق الحرب الإرهابية الشاملة التي يشنها نظام الأسد وحلفاؤه على السوريين، ويدمرون من خلالها الدولة والمجتمع والبلاد.

يتابع الكاتب: ليس التطرف والإرهاب سمة خاصة بأي شعب أو ثقافة أو دين. إنه ثمرة الانسدادات والمآزق والصراعات التي لا حل لها، وليس هناك إمكانية، بعد، لحسمها. وليست هذه الانسدادات إلا نتيجة خيارات سياسية واستراتيجية خاطئة، قامت بها حكومات وأنظمة ومسؤولون رسميون، في إطار البحث عن تعظيم مكاسبهم وامتيازاتهم، على حساب المصالح الحيوية للآخرين، وتحطيم آمالهم وتهديد أمنهم وسلامتهم.

ويختم: ليس هناك أكثر دعماً للإرهاب من الخلط بين الجريمة التي يمثلها والتي ينبغي أن يحاسب عليها مرتكبها كأي مجرم منتهك للقانون، وللجماعة القومية أو الدينية التي ينتمي إليها. وللأسف، هذا ما يحصل اليوم في الإعلام الغربي، حيث يصبح الإرهاب من سمات مجتمعات المسلمين، أو أحياناً، أكثر من ذلك من عقائدهم. مثل هذا الموقف في الحالتين يعيد البشرية إلى قانون العصبية القبلية، ويقضي على أسس أي حياة قانونية، ومن ورائها أي حياة مدنية إنسانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى