جولة الصحافة على راديو الكل | السبت 28-11-2015


نستهل جولتنا من العربي الجديد، ومقالاً للكاتب بيار عقيقي، جاء بعنوان:

إيران و”طوق النجاة”

يبدأ الكاتب: حين ارتضت إيران أداء دور ثانوي في المنطقة، بعد التدخّل العسكري الروسي، بَدَت وكأنها قد “انحنت” للضجيج الآتي من الشمال. من الطبيعي ألّا تريد بلاد فارس خسارة ما اكتسبته في العقود الثلاثة الأخيرة في المشرق العربي، في العراق وسورية ولبنان.

ويوضح: من الطبيعي، أيضاً، ألّا تسمح بأي نفوذ لحليف أو صديق، فأي تسليم بمشاركة منطقة نفوذ مع الحليف أو الصديق يُشرّع الأبواب أمام تحوّل هذا “الحليف” أو “الصديق” إلى خصمٍ أو عدو.

ويضيف: لإيران مخاوف عدة، من احتمال “سرقة” الروس كل جهودها في ترسيخ نفوذها في المنطقة، وصولاً إلى البحر المتوسط، فضلاً عن إطاحة نفوذها داخل كل بلد من بلدان المشرق العربي. كما تخشى إيران الجار التركي الذي نما، بوتيرة متصاعدة، في العقد الأخير اقتصادياً، وبات قوة اقتصادية تُهدَّد وتُهدّد أوروبا. مع ذلك، حافظ الإيرانيون على رباطة جأشهم، منتظرين اللحظة التي أتت، والتي ستُؤدي إلى تصادم روسي ـ تركي.

ويختم: يُفيد الواقع بأن المقاتلات التركية فرملت الجنوح الروسي الكبير في سورية، خصوصاً إثر اعتماد موسكو مبدأ “الحسم السريع”، في بعض أرياف حلب وإدلب وحمص وحماه واللاذقية، قبل الوصول بأوراقٍ سياسية، معزّزة بواقع ميداني، لم تتطابق مع حساباتها، إلى مؤتمر فيينا منتصف ديسمبر/كانون الثاني المقبل. لكن الواقع عينه يفيد بأن الأتراك باتوا أكثر حذراً بالتعامل مع الروس، أما الإيرانيون فقد وجدوا “طوق النجاة” الذي يحمي نفوذهم حتى إشعارٍ آخر.

 

 

ومن ذات الصحيفة نقرأ مقالاً للكاتب خورشيد دلي، بعنوان:

إسقاط مقاتلة أم صدام سياسات؟

يقول الكاتب: النظرة العميقة لحادثة إسقاط تركيا المقاتلة الروسية، سوخوي 24، على الحدود السورية – التركية، لا بد أن تضعك أمام أسباب تتجاوز اختلاف الروايتين التركية والروسية بشأن خرق المقاتلة الروسية الأجواء التركية من عدمه، فالثابت أن هناك خلافاً استراتيجياً في سياسة البلدين إزاء الأزمة السورية، تحول إلى صدامٍ متدحرج، منذ التدخل العسكري الروسي في سورية.

يشرح الكاتب وجهة نظره فيقول: أحسّت تركيا بأن القصف الروسي الذي طاول مختلف الفصائل المطالبة بإسقاط النظام السوري، وتحرّك جيش الأخير ميدانياً، بعد استعادة مطار كويرس، بأن ثمة احتمال لتحرك الجيش السوري في منطقة جغرافية، تمتد من كسب حتى شمال غرب حلب، مروراً بجبل التركمان الذي تعدّه تركيا جزءاً من أمنها القومي، وإن حصول مثل هذا السيناريو يعني فرض واقع جديد من شأنه إمكانية قطع الإمدادات عن القوى والفصائل المطالبة بإسقاط النظام، فضلاً عن أن الحشد العسكري الروسي وإقامة قواعد عسكرية ونشر منظومات صاروخية متطورة، ولاسيما إس 400 في شمال غربي سورية، يعني عملياً ضرب السعي التركي القديم – الجديد إلى إقامة منطقة آمنة في الشمال السوري.

ويكمل: في جميع الأحوال، نقلت حادثة إسقاط المقاتلة الروسية قواعد الاشتباك التركي – الروسي في سورية إلى مرحلة جديدة، تطاول مختلف أوجه العلاقة بين البلدين، فالاقتصاد الذي هو عامل أساسي في هذه العلاقة، بدا العامل الموجع للطرفين في الذهاب إلى التصعيد أكثر، واحتمالات المواجهة.

من الواضح أن قواعد الاشتباك الروسي – التركي باتت بالنار، فروسيا التي ألقت بثقلها العسكري في هذه المعركة قد تذهب إلى تصعيد متدحرج لفرض سياسة الأمر الواقع على الأزمة السورية، فيما تبدو تركيا الباحثة عن إسقاط النظام في مواجهة صعبة، في ظل قناعتها، بأن جل سياسة حليفها (الحلف الأطلسي)، يقوم على استيعاب مسار التصعيد الروسي، لا أكثر، يختم خورشيد دلي، مقاله…

 

 

ومن العرب اللندنية، نختم بمقال للدكتور خطار أبو دياب، جاء بعنوان:

عدة حروب في حرب: الصراع حول سوريا

يقول الكاتب: أتى إسقاط تركيا للقاذفة الروسية في 24 نوفمبر الماضي، ليشكل نقلة نوعية في الصراع حول سوريا الذي يعتبر أول نزاع إقليمي – دولي متعدد الأقطاب في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين إذ تتزامن عدة حروب في حرب:

الحرب الأهلية السورية (النظام والمعارضات، الطابع المذهبي، العامل الجهادي.

النزاع بين محورين إقليميين (إيران والعراق وحزب الله في مواجهة تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر) ويتلازم مع نزاع شيعي – سني و”حرب الجهادين” في بلاد الشام مع ما يعنيه من وجود غريب.

ويضيف:

العامل الإسرائيلي المتمثل في غارات على إمدادات مفترضة لحزب الله وتدخلات غير منظورة تحت ستار الحماية الأمنية.

البعد الكردي المتصل مع وجود الأكراد في الإقليم والتجاذب الإقليمي والدولي حياله وحيال ما يسمى مكونات أقلية مذهبية وإثنية (علويون، مسيحيون، دروز، اسماعيليون وتركمان).

الحرب ضد الإرهاب وداعش من التحالف الدولي بقيادة أميركية أو من المحور الروسي – الإيراني.

البعد الدولي مع التدخل الروسي الواسع والوجود الفرنسي – الأوروبي في شرق البحر الأبيض المتوسط.

ينوه الكاتب: فرنسا وأوروبا تعتبران أن القضاء على داعش ودولته يحمي القارة القديمة من ارتدادات الإرهاب؛ القيصر الروسي يعتقد أن الدفاع عن موسكو في وجه الخطر الإسلامي يبدأ من شرق البحر الأبيض المتوسط؛ والمرشد الإيراني يعتبر أن المعركة ضد ما يسمى التكفيريين محورها سوريا؛ والسلطان التركي يهمه التركمان ويريد الدفاع عن أمنه القومي في سوريا؛ والحركة الكردية تريد الدفاع عن كردستان سوريا؛ ودعاة الجهاد الكوني يعتبرون سوريا أرض الرباط.

ويختم: أما القابع في البيت الأبيض فلا يزال ينتظر نتائج مباريات الحروب التدميرية، والعرب لا حول لهم ولا قوة وما كان يسمى قلب عروبتهم النابض تتناهشه كل الأنياب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى