جولة الصحافة على راديو الكل | 04-11-2015


نستهل جولتنا من صحيفة العرب اللندنية، حيث كتب فيها خيرالله خيرالله مقالاً بعنوان:

مريضان لا يستطيعان إنقاذ مريض

يفتتح الكاتب مقاله يقول: هل يستطيع مأزومان، أو مريضان… إنقاذ مأزوم أو مريض؟ الجواب لا وألف لا. روسيا وإيران مأزومتان ومريضتان. أزمة البلديْن عميقة. لذلك لن يكون في استطاعتهما إنقاذ نظام بشّار الأسد، لا لشيء لأنّ هذا النظام غير قابل للإنقاذ مهما بلغ حجم التواطؤ الأميركي مع إيران، وهو تواطؤ جعل كلّ رهان باراك أوباما على توقيع الملفّ النووي الإيراني، لعلّ هذا الإنجاز يمكّنه من ترك بصمة في التاريخ، باستثناء أنه الرئيس الأسود الأوّل وربّما الأخير للولايات المتّحدة.

ويكمل: لم يعد سرّا أن روسيا تدخّلت عسكريا في سوريا من أجل إنقاذ إيران التي اكتشفت أنّها عاجزة عن إيقاف بشّار الأسد على رجليه. تدخّلت إيران في سوريا منذ اندلاع الثورة الشعبية في آذار – مارس 2011. كان تدخلها بشكل غير مباشر في البداية قبل أن يصبح هذا التدخل مفضوحا، خصوصا مع مقتل جنرالات من “الحرس الثوري” دفاعا عن النظام العلوي الذي ورثه بشّار الأسد عن والده. هذا النظام الذي تحوّل، مع الوقت، إلى نظام عائلي مرتبط مباشرة بإيران أكثر من أي شيء آخر.

ويتابع: بين النظام السوري الراحل وإيران وروسيا والسياسة الأميركية التي تعكس حالا من الضياع الذي قد يكون مقصودا، هناك دوَران في حلقة مغلقة. مثل هذا الدوران في هذه الحلقة التي اسمها الحرب على الشعب السوري لا يمكن أن تقود سوى إلى نتيجة واحدة. هذه النتيجة هي الانتهاء من سوريا التي عرفناها.

يختم الكاتب: من هذا المنطلق يبدو مدير الاستخبارات الفرنسية برنار باجوليه على حق عندما يقول إن الشرق الأوسط الذي عرفناه لم يعد موجودا. بدأ الزلزال في العراق في العام 2003. منذ ذلك التاريخ، بدأت عملية إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط. من سيرسم خرائط الدول في النهاية هو الوقائع على الأرض، وليس أنهار الدم الذي سال وسيسيل. ليست إيران من سيتكفل برسم الخارطة الجديدة للمنطقة، حتى لو كان لديها شريك روسي وحتّى إن كان هناك تواطؤ أميركي معها. إيران، التي نصف شعبها جائع، ليست قوّة عظمى، وروسيا ليست سوى خليفة الاتحاد السوفياتي الذي كان قوّة عظمى لا أكثر ولا أقلّ. كان فعل ماض… إلى إشعار آخر.

 

 

في العربي الجديد، نقرأ مقالاً للكاتب صقر أبو فخر، جاء بعنوان:

جلبي أو أكثر لسورية

وتعني كلمة “الشلبي” أو “الجلبي” “التاجر ذو الوجه الوضاح”.

يقول الكاتب: يلوح لي أن التفتيش عن مخرج من الكارثة السورية قد بدأ فعلاً، وأن السباق نحو خط النهاية انطلق جدياً. ولا ريب أن الوصول إلى خاتمة الأحزان دونه أهوال ودمار ودماء. ومع ذلك فقد بدأ، منذ الآن، التخطيط لسورية ما بعد الحرب. وغداة أي حربٍ لا بد من جلبي جديد، وستحتاج سورية إلى مائتي مقاول من عيار رفيق الحريري، لإعادة تعميرها وإنهاضها.

ويتابع: وفي إمكاننا أن نتخيل، استناداً إلى التجربة الملموسة في لبنان والعراق، آلاف المقاولين والنصابين والنهابين والأفاقين والباحثين عن فرص لجني الثروات السريعة، وهم يتدفقون على سورية، فرحين مثل العجول الصغار إذا حُلَّ رباطها، وأُطلقت على ضروع أمهاتها. وسيتراكض اليساريون إلى الارتماء بين أرجل أولئك المقاولين، وسيتدافشون للوصول إلى عتباتهم، والدفاع عن البنائين الجدد للدولة الحديثة.

يوضح الكاتب: وسيعود آلاف المهاجرين لاقتناص الفرص الذهبية، وسيتكاثر كالفطر الخريفي عدد خبراء الدساتير والقوانين، وستتدفق أفواج من سماسرة السلاح، وستعوم المصارف بالأموال المغسولة، وتزداد أرقام الودائع الجديدة إلى ما فوق السبعة أصفار بالدولار الأميركي.

وفي الوقت نفسه، ستستولي المليشيات المسلحة، بعد أن تضع الحرب أوزارها، على الأراضي والمباني، وعلى الجيش وأجهزة الأمن، مثلما حدث في العراق ولبنان. وستحتل الطوائف المتكارهة والإثنيات الثأرية المشهد الإعلامي، وستظهر مليشيات ثقافية تابعة لهذا المقاول أو ذاك، وستؤسس صحف كثيرة ومحطات للتلفزة، ومجلات للإعلان والدعاية والترويج، علاوة على مراكز لا تحصى للبحوث والدراسات، فضلاً عن جمعيات لا عدَّ لها ذات غايات مريبة. وستسيل الأموال إلى الجيوب، وستكون الخيبات من نصيب المقاتلين والجرحى. وفي خضم هذا العياء غير الافتراضي، ستخبو الحياة والنضارة في الديار السورية المهجورة، وستنحطّ الفنون والآداب والأخلاق، وستستشري الرثاثة في كل مكان.

سيسخر كثيرون من سعيد عقل، حين كتب عن دمشق قائلاً:
قرأت مَجْدَكِ في قلبي وفي الكتبِ/ شآم ما المجد؟ أنتِ المجدَ لم يَغُبِ

يختم الكاتب مقاله..

 

 

من الحياة اللندنية، نختم، بمقال، للكاتب محمد علي فرحات، حيث كتب فيها:

تركيا وسورية وإيران

يقول الكاتب: وظيفة الانتخابات في النظام الديموقراطي هي تجديد الحياة السياسية، وهذا لا يتحقق في بلدان كثيرة بينها تركيا، إذ يعتمد الحزب الحاكم وسائل ترغيب وترهيب تسمح بتجديد إدارته السياسية والاقتصادية بواسطة غالبية المقترعين. لقد مضى زهو الديموقراطية وانقضى، ولن نشهد ما يشبه الحدث الديموقراطي الكبير في بريطانيا، حين انتصر ونستون تشرشل في الحرب العالمية الثانية وما لبث ان تقبّل الهزيمة في الانتخابات تاركاً مقعد رئاسة الحكومة لشخص آخر.

ويتابع: يعرف أحمد داود أوغلو أن ما بعد فيينا يختلف عما قبلها، لذلك تعمّد عدم التركيز على مطلب منطقة آمنة في شمال سورية. وهو يراقب باهتمام صورة أميركا الجديدة كوسيط، إلى حدّ ما، في الشأن السوري، ويقرأ جيداً الدعوة الأميركية لمشاركة إيران في مؤتمر فيينا الذي سيعقد جلسته الثانية شبه الحاسمة في عشرينات الشهر الجاري، ذلك أن إيران وتركيا ستكونان مدعوتين في المؤتمر إلى الكف عن التدخُّل في الشأن السوري وإلى سحب جماعاتهما العسكرية من البلد المنكوب: إيران (الخبراء وفرق «حزب الله» اللبناني ومقاتلون من العراق وأفغانستان) وتركيا («جبهة النصرة» وأخواتها).

ويوضح: ولن تتغير سياسة تركيا ومعها سياسة إيران تجاه الأزمة السورية، إلا بقرار من مجلس الأمن الدولي، يتردد أن واشنطن وموسكو تعدّان له بهدوء، بحيث يصدر مصحوباً بآلية تنفيذ مُلزمة. وبالتوازي بدأ إعداد قاموس للغة مشتركة بين الحكومة السورية ومعارضيها والتمرين على استخدام هذه اللغة في لقاءات تبدأ في موسكو وربما تتبلور في واشنطن.

يختم الكاتب: في حرب سورية التي تفاقمت حتى وصلت إلى العالمية، تربح الدول الكبرى، وتتحطم دول هيأت نفسها لدور الضحية، ويُجرى استخدام دول احترفت رؤية عظمتها في مرايا مكبّرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى