جولة الصحافة على راديو الكل | 17-08-2015


نستهل جولتنا من صحيفة الحياة اللندنية ومقالاً للكاتب محمّد برهومة تحت عنوان:

في انتظار حل “عقدة” الأسد وبدء “ورشة” الإعمار

يقول الكاتب في بداية مقاله: يدلّ الحراك الإقليمي والدولي حول سورية في الأشهر الأخيرة على توجه واستعداد الأطراف المنخرطة في هذا الحراك نحو القبول بمقاربات سياسية طرأ عليها تطور نوعي، يعكس، في الواقع، الاختلاف والتغير الذي أصاب البيئة الجيو ـ سياسية في الإقليم، خصوصاً بعد المعطى الاستراتيجي المهم المتمثل في تسوية الملف النووي الإيراني. طهران، مهما كابرت، لن تستفيد اقتصادياً من تسوية ملفها النووي ببقاء الصراع محتدماً في سورية واليمن والعراق.

يتابع الكاتب وجهة نظره يقول: قبل شهور كانت توصف العلاقات السعودية ـ الروسية ومنذ أحداث “الربيع العربي” بالجمود والفتور، هذا الوصف لم يعد صالحاً اليوم، وكلا الطرفين لا يريدانِه.

ويضيف: هذا انزياح مهم، تكشف عنه أهمية المقارنة بين ردّ الأمير الراحل سعود الفيصل على المبادرة الروسية في القمة العربية الأخيرة في القاهرة، وتمني الجبير لدى لقائه الأخير بلافروف أن تحدث موسكو مزيداً من التحول في مواقفها من الأسد، ورغبة موسكو، في المقابل، في أن تغيّر الرياض موقفها من موضوع بقاء الأسد، وتسعى الى أنْ يكون هناك حوار بينه وبين المعارضة يفضي إلى مرحلة انتقالية قد تصل إلى خمس سنوات كما يريد الكرملين.

يقول الكاتب: الحراك الإقليمي والدولي حول سورية يهدف أيضاً إلى تقوية المعارضة الوطنية المعتدلة، وهي ما زالت ضعيفة، غالبية الأطراف، وليس جميعها، لا تريد أن يخلف الأسدَ “داعش” و “النصرة” و “أحرار الشام”؛ حتى لو استمر الصراع لفترة أطول، على رغم إشكالية أن إطالة الصراع هي في الواقع تغذية لكل نزعات التطرف والعنف والفوضى.

يختم الكاتب متسائلاً: التحدي الأكبر الذي يواجه جميع الأطراف هو: كيف تكون السنوات العشر المقبلة في المنطقة “ورشة” لإعادة إعمار البلدان التي دمرتها الصراعات بدلاً من أن تكون هذه السنوات العشر امتداداً للحروب الأهلية والفوضى والضياع الشامل؟

 

 

في صحيفة هافينغتون بوست كتب عبد الرحمن الراشد مقالاً بعنوان:

للذين بشّروا بالتغيير..

يقول عبد الرحمن الراشد: الخلط بين الاستنتاج والحقائق ينتج الخرافات، مثل الأخبار التي انتشرت أخيرًا عن تبدلات موعودة في المنطقة. قيل إنها فرجت في سوريا، وإن روسيا بدّلت موقفها من إيران ولم تعد تتمسك بالرئيس بشار الأسد، وإن تراجع الحوثيين في اليمن جاء ضمن صفقة مع إيران، وإن السعودية تخلت عن المعارضة السورية وتصالحت مع الأسد.

يكمل الكاتب: حتى الآن لا يوجد دليل واحد ملموس على حدوث أي من هذه التغيرات الكبيرة، ولا أتصور أن هناك تبدلات كبيرة ستحدث سياسية أو عسكرية، الخطأ من الذين تعجلوا بقراءة النشاط السياسي الذي ارتفعت وتيرته خلال الأسابيع القليلة الماضية، اندفعوا يبشرون في تحليلاتهم بأن القوى الإقليمية والدولية قررت أخيرًا حسم الأوضاع المعلقة بالتصالح، في سوريا واليمن والعراق ولبنان والخليج.

يقول الكاتب مشيراً: وأهم دليل ينفي الإشاعات هو تصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في موسكو بأن المملكة لا تقبل أبدًا بحل يُبقي على الأسد رئيسًا، قالها صراحة وهو جالس بجوار وزير الخارجية الروسي، الذي هو بدوره استمر على موقفه المضاد للموقف السعودي، أما الخبر الصاعق، زيارة المسؤول الأمني السوري لمدينة جدة، فالمفترض أن يقرأ في إطار الاتصالات المقبولة بين الخصوم، ولو أن الحكومة في دمشق عرضت تقديم حل جديد من الطبيعي أن تستمع إليه السعودية، لكن ليس بالضرورة أن تقبل به.

يختم الكاتب: هذه نزاعات حقيقية تحتاج إلى ما هو أكثر من زيارات دبلوماسيين وتخيلات صحافيين، ولن تقع تغييرات في المواقف دون أن نرى أثرها على الأرض.

 

 

ختام جولتنا من صحيفة العربي الجديد، حيث كان للكاتب محمد الحاج صالح مقالاً بعنوان:

الأنكى من النكاية

يقول الكاتب: يعشق بعضُ اليساريين، وذوو التفكير الأقلّوي، التفسيرَ الاقتصادي الطبقي، لإيضاح كل شيء في دنيانا، حتى لو تكلموا عن قرية نمل تجدهم يجدّون في التقسيم الطبقي، وتفسير سلوك النمل من خلاله. والمشكل عندهم لا يكمن في قدرة النظرية الاقتصادية والطبقية على إضاءة جوانب من القضايا المطروحة، وإنما في إنكار أي نظريات أخرى. لديهم حالة إنكار غريبة ومستعصية.

يتابع الكاتب: آلية الإنكار هذه خطرة، وتصل، خصوصاً، إلى مصاف الجريمة في سورية. ينكر النظام أنه طائفي، وأنكر أنه عذّب أطفال درعا، وأنكر أن هناك ثورة، وأنكر أنه يقتل عشرات الألوف من السوريين تحت التعذيب، وأنكر، بدءاً، أنه يستخدم طائرات الهليوكبتر، وأنكر أنه أنزل الجيش لقمع مظاهرات سلمية، وأنكر أنه يستخدم الطائرات الحربية، وأنكر أنه يستخدم الأسلحة الكيماوية، وينكر باستمرار أنه يلقي البراميل على جزء من الشعب السوري. بينما الواقع تماماً بالعكس.

يختم الكاتب متسائلاً: ليس هذا النهج جديداً، فقد رافق تسلم حافظ أسد السلطة، وأصبح قوياً ذا أنياب في الثمانينيات، حيث اجتهد يساريون سوريون في إنكار كل شيء خارج أن النظام يدافع عن تحالف “البرجوازية وبيروقراطية الدولة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى