جولة الصحافة على راديو الكل | 18-08-2015


نستهل جولتنا من صحيفة هافينغتون بوست، حيث كان للكاتب السوري حكم البابا مقالاً فيها بعنوان:

في سورية ثورتان

يقول حكم البابا في بداية مقاله: في سورية ثورتان مختلفتان متناقضتان، ستصل بذور الخلاف والاختلاف بينهما ذات يوم إلى نفس الحدود التي وصلت إليها نقاط التضاد بين الثورة والنظام، إن لم تكن قد وصلت فعلاً، بدأتا ثورة واحدة ضد عدو واحد هو نظام استبدادي، وانتهتا اليوم إلى ثورتين كل منهما تحارب على جبهتين، جبهة النظام وجبهة الثورة الأخرى.

يتابع الكاتب: الثورة الأولى تتكون ممن انحاز إلى الاحتجاجات الشعبية التي بدأت في درعا في 18 مارس 2011 من بقايا الأحزاب اليسارية ،شيوعية وقومية، وناشطي الأقليات، والمثقفين، وبعض هؤلاء من أحزاب اليسار سجنوا على يد حافظ الأسد مؤسس هذا النظام ورمزه ووالده لسنوات طويلة.

يكمل الكاتب: في الثورة الثانية التي كانت تشترك مع الأولى في مظاهرات مارس 2011، كان الجمهور (وليس النشطاء) هم المواطن السوري العادي، الميكانيكي والدهان والطبيب والمهندس من غير المُسيسين، والذي لم يقرؤوا كتب مارس ولينين وياسين الحافظ والياس مرقص وأنطون سعادة، وبعض هؤلاء وقد يكونوا أغلبية بينهم من أعضاء حزب البعث الذي يحكم سورية نظرياً، إماً خوفاً من أن يُتهموا بأنهم من معارضيه، أو طمعاً في مصلحة لا تتجاوز فرصة عمل في وظيفة صغيرة في الدولة عادةً، لكن هؤلاء كانوا أصحاب مظلومية صامتة لم تستطع أن تعبّر عن نفسها خلال الخمسين عاماً من الحكم الطائفي الأقلوي الذي ركب قطار حزب البعث إلى السلطة، بعضهم كان له أب أو أخ أو جار أو صديق اعتقل في ثمانينيات الماضي إبان الانتفاضة المسلحة التي قامت بها الطليعة المقاتلة لجماعة الإخوان المسلمين، ثم ما تلاها من اعتقالات وسجون فُتحت، أو بعضهم أُهين في شارع أو تلقى صفعة على خده لسبب تافه أو بدون سبب غالباً إلاّ استعراض القوة من عنصر مخابرات تعمّد التحدث بلهجته العلوية التي كانت رمزاً للسلطة، وبعضهم الثالث لم يستطع أن يجد عملاً أو سرقت منه فرصة عمل أو دراسة من شخص أو أشخاص كانوا يتحدثون بنفس لهجة عنصر المخابرات الذي صفعهم قبل سطرين من هذا المكان.

يضيف الكاتب: بدأت الثورتان ثورة واحدة ثم اختلفتا، أصحاب الثورة الأولى لم يستطيعوا احتمال وتحمّل عنف النظام، والذي كان عنفه حينها لا يتجاوز خرمشة قطة بالمقارنة مع عنفه اليوم، فتركوا البلد وسافروا وتلقوا مبالغ مالية كبيرة من السفارات والمنظمات الأوربية والأمريكية ففتحوا الدكاكين الحقوقية والإعلامية والثقافية في بيروت واسطنبول وباريس.

يقول الكاتب: في الثورة الثانية التي لم يغادر أصحابها أرض بلدهم إلاّ اضطرارياً وإلى المقابر غالباً، أشخاص عاديون يعيشون تحت القصف اليومي، تحولوا إلى متطرفين أو بقوا معتدلين، إذا كان لهذا المقياس من معنى والصاروخ يلاحقك والبرميل يسقط فوقك، ولازال وهج الصفعة التي تلقوها على خدهم لإذلالهم حارّاً، وبعد المجازر اليومية المستمرة منذ أربعة سنوات ونصف تأكدوا من هوية عدوهم.

يختم الكاتب: ليس الموجودين داخل هذين التصنيفين على قلب رجل واحد في كلٍ من الثورتين، فكل ثورة منهما يمكن أن تنقسم إلى عشرات الثورات وتفتح على بعضها البعض جبهات لا تحصى عند سقوط النظام، ولكن حتى الآن في سوريا ثورتان، كذبتا على بعضهما البعض حين انطلقتا من نقطة واحدة في البداية، لكنهما تحولتا إلى خطين متوازيين لا يلتقيان، وستستمران كذلك!

 

 

ومن صحيفة هافينغتون بوست إلى صحيفة العربي الجديد ومقالاً للكاتبة والإعلامية السورية علا عبّاس، جاء تحت عنوان:

الانقراض السوري

تقول الكاتبة: ما الذي يمكن أن تأتي به الحرب سوى الموت؟ يمكنها أن تأتي بما هو أكثر بكثير، يمكنها أن تأتي باللصوص والعاهرات، يمكنها أن تتسبب بالطلاق وبخلافات الأخوة، فهي من تأتي بالفقر واليأس، وهذان الأخيران يجلبان كل الشرور.

تضيف الكاتبة مشيرةً: في تقرير للأمم المتحدة عن آثار الحرب على سورية، تبين أن نسبة الفقر هناك تجاوزت الـ 90 بالمئة، والفقر لا يميز بين لاجئ في الداخل أو لاجئ في الخارج أو مقيم. فمن بين 23 مليون سوري، وخلال أربع سنوات من الحرب، أصبح أكثر من عشرين مليوناً فقراء.

تقول الكاتبة: كم من زوجة تنتظر زوجاً ربما مات منذ ثلاث سنوات، وكم من أخرى تزوجت بعد أن عرفت بموت زوجها، وهو في الحقيقة ما زال على قيد الحياة، ملايين المآسي والقصص الإنسانية التي لا يمكن للأدب، ولا للسينما أن يتخيلها. وكلها تصب في نتيجة واحدة، هذا المجتمع في طريق التفكك.

تختم الكاتبة وجهة نظرها تقول:
مع تفاقم المأساة الإنسانية وتوسعها وتعمقها وامتدادها لكل جوانب الحياة، صارت الحالة أكثر سوءاً بكثير، فالعالم لم يعد يقف مكتوف الأيدي، وهو يشاهد الشعب السوري يذبح، العالم توقف عن المشاهدة أصلاً، ملّ من موتنا، ضجر من خرابنا، سئم من منظر دمائنا النازفة.
أذكر جملة للشاعر السوري الراحل إياد شاهين تعبّر تماماً عما يجري في بلادي: إنه ليس الموت، إنه الانقراض.

 

 

نختم جولتنا من مقال في صحيفة الشرق الأوسط للكاتب مصطفى فحص، بعنوان:

الحل السوري والتناقضات الإيرانية الروسية

يقول الكاتب في بداية مقاله: التباين في وجهات النظر بين موسكو وطهران حول مستقبل الأزمة السورية قائم، لكنه لم يصل إلى حد التباعد، فالتوافق حول المصالح المشتركة في سوريا مستمر في الأمدين المنظور والمتوسط، ويمكن إرجاعه إلى غياب مشروع حل دولي وإقليمي جدي، ينهي الصراع السوري، ويتحمل الجزء الأكبر في هذه المعضلة التعاطي السلبي لإدارة البيت الأبيض مع هذا الصراع، ويعود سببه إلى تفريط الرئيس الأميركي بارك أوباما في موقع واشنطن ودورها في السياسة العالمية.

يكمل الكاتب: وبانتظار تحديد موعد الحسم المؤجل في سوريا فإن طهران تراهن على أن موسكو ليست بوارد مساومة المجتمع الدولي على سوريا، مقابل استعادة موقعها في أوكرانيا، وتعي جيدًا أن الكرملين لن يقبل بأن يخرج خاسرًا في كلتا الأزمتين (الأوكرانية والسورية)، لكنها تراهن على واشنطن في الإبقاء على حصتها من التركة السورية، بينما تنظر موسكو بعين الريبة إلى التقارب الإيراني الأميركي الجاري تحت غطاء الاتفاق النووي.

ويتابع الكاتب خاتماً المقال: والذي سيفسح المجال أمام الطرفين للبحث في عدة قضايا عالقة في مقدمتها سوريا، وفي حال تم التوافق بينهما على حلحلة في الملفات إقليمية فستجد موسكو نفسها وحيدة في سوريا، مما سيدفعها للبحث عن حصتها عند فرقاء آخرين كانت قد دعمت طهران والأسد بوجههم، لكن معضلة الطرفين “الإيراني والروسي” الأكثر تعقيدًا أن واشنطن باراك أوباما ليست بالموقع الذي يمكنها أن تحقق لهما طموحاتهما التوسعية، ولا يمكن لها أيضًا انتزاع اعتراف إقليمي ودولي بما يعتبرانه حقًا لهما، فعلى ما يبدو أن الحل أمامهما هو الحفاظ على التوافق الظاهري بينهما، حتى تحدد واشنطن كيفية تعاطيها مع طهران بعد الاتفاق النووي، ويتضح موقف المجتمع الدولي أكثر في أوكرانيا، واقتناع الرياض بخفض إنتاج “أوبك”، لكن القلق من أن تبقى الأمور معلقة بانتظار المقيم الجديد في البيت الأبيض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى