جولة الصحافة على راديو الكل | 28-10-2015


نستهل جولتنا من صحيفة العربي الجديد، حيث كتب فيها غازي دحمان، مقالاً بعنوان:

المناورة الروسية في الحل السوري

يقول الكاتب: يؤشر تواتر وتزايد موافقات الأطراف الإقليمية والدولية على القبول ببقاء بشار الأسد رئيساً في سورية فترة انتقالية محددة إلى وجود قرار روسي جرى إبلاغه، عبر القناة الأميركية إلى جميع المعنيين، بفتح باب المساومة حول سورية، كما أن زيارة الأسد نفسه إلى موسكو استخدمتها روسيا تبليغاً له بهذا الأمر، وكان رئيس الوزراء الروسي، ديمتري ديميديف، قد قال إن بلاده تدافع عن مصالحها الوطنية، وليس من أجل بقاء شخص، فيما يشبه توضيحاً لخريطة الطريق الروسية في سورية.

ويتابع: ثبت بما لا يدع مجالاً للشك، وخصوصاً بعد جولة فيينا، أن روسيا قرّرت القيام بمناورة واسعة، هدفها إشغال العالم بمبادرات وحراك دبلوماسي، لا ثمرة إيجابية له، بقدر ما هو تضييع للوقت، وتأخير أي إجراءات ميدانية وسياسية، إلى حين وضع العالم أمام الأمر الواقع.

ويوضح: وما تقوم به روسيا هو نمط من السياسات التي تهدف إلى استهلاك الوقت، واستنزاف جهود الآخرين، حيث يراهن بوتين أن إمكاناته الصغيرة لن تقف عائقاً أمام تحقيق مصالح روسيا، وفرضها طرفاً مقرراً، ما دام يملك الصبر والإرادة والقدرة على إدارة الأزمات، ومعرفة طرق الاستفادة منها.

ويختم: ستتركز خطة بوتين في المرحلة المقبلة على زيادة حدة الاستقطاب عبر استمالة أطراف إقليمية جديدة، وتحييد بعضها، وسيناور كلامياً حول وجود أطراف معتدلة داخل الطيف السوري المعارض، حتى يتمكن من ترسيخ وجوده في سورية بشكل أكبر، طالما أن العالم اعترف له بمثل هذا الدور، وهو ضمن هذه الشروط لن يترك فرصة استراتيجية، كالفرصة السورية، تفلت منه ما دام أن المخاطر التي يواجهها متدنية، والأثمان التي يدفعها تبقى في إطار الممكن والمقبول.

 

 

في الحياة اللندنية، كتب محمد مشموشي، مقالاً بعنوان:

عن دور أوباما في الكارثة السورية…

يقول الكاتب: في المسألة السورية، وتعقيداتها المحلية والإقليمية والدولية، وملايين المشردين والنازحين بنتيجتها إلى أوروبا والعالم، طرح مراراً السؤال عن الدور، أو “اللادور”، الذي لعبه الرئيس الأميركي باراك أوباما فيها على مدى حوالى خمس سنوات. لكن التدخل العسكري الروسي أخيراً، وتحول سورية إلى سلطة من دون دولة أو حتى من دون شعب، وتحت احتلال روسي من الجو، وإيراني (متعدد الجنسيات) على الأرض، وأمام مصير مجهول إلى أمد مفتوح على كل الاحتمالات، يجعل السؤال من صنف الاتهام الذي لا بد من طرحه وبقوة الآن: لماذا هذا الدور، أو حتى “اللادور”، الأميركي الذي أوصل الأمور في سورية إلى ما وصلت إليه؟، يتساءل الكاتب…

ويتابع: قد يقال، وربما عن حق، إن أوباما لم يملك ليس استراتيجية فقط تجاه المنطقة إنما لم تكن لديه حتى سياسة فيها. ولعل أقرب دليل على ذلك ما وصف بـ «الخط الأحمر» الذي وضعه في 2012 إذا ما استخدم رئيس النظام السوري بشار الأسد الأسلحة الكيماوية ضد شعبه. وعندما تم ذلك فعلاً، وذهب أكثر من 1400 مواطن سوري ضحية الأسلحة الكيماوية في الغوطة، ووجد أوباما نفسه أمام استحقاق تنفيذ تهديده، قال علناً إنه اتخذ قراره في هذا الشأن.

يكمل الكاتب في وجهة نظره يقول: لعل ما بات أوباما يعترف به في المدة الأخيرة، تحت عنوان أنه “سياسات فاشلة”، إن في العراق أو في سورية أو حتى مع روسيا وإيران وتركيا ودول الخليج، يصلح لتأكيد الحقيقة السالفة الذكر… وهي أنه لم تكن لديه لا استراتيجية بعيدة المدى في المنطقة ولا حتى سياسة للأمد القصير.

فهل يتحمل الأسد، ومعه طبعاً “الولي الفقيه” الإيراني علي خامنئي و ”القيصر” الروسي بوتين، وحدهم مسؤولية الكارثة الإنسانية والمادية والسياسية التي حلت بسورية وشعبها طيلة الأعوام الماضية، أم أن لأوباما حصة كبيرة في هذه المسؤولية؟ يختم الكاتب متسائلا…

 

 

نختم من صحيفة العرب اللندنية، ومقالاً للكاتب سالم الكتبي، بعنوان:

تأملات في رسالة كيسنجر

يفتتح الكاتب مقاله، بالرسالة التي كتبها وزير الخارجية الأشهر أميركياً وعالمياً، في صحيفة “وول ستريت جورنال”، ووجهها إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما.

تقول الرسالة:

على الدول العربية إعادة قراءة خارطة الواقع وفهم حسابات الربح والخسائر للأطراف كافة في الأزمة السورية من أجل التعامل بواقعية تضمن للشعب السوري مصالحه، وأمنه، واستقراره.

يوضح الكاتب: حذّر كيسنجر في مقاله من داعش، لكنه اعتبر أن طموحات إيران ومخططاتها الاستعمارية أخطر على مستقبل الشرق الأوسط من داعش، نافيا أن يكون انفتاح الولايات المتحدة على إيران مشابه لانفتاحها على الصين في أوائل السبعينات من القرن الماضي، وهو الانفتاح الذي فتح المجال واسعا أمام انهيار ما كان يعرف بالاتحاد السوفييتي السابق.

يتابع الكاتب: بالإضافة إلى ما سبق، هناك جزئية مهمة في رسالة كيسنجر أيضا تستحق الانتباه هي توقعه بأن يستمر تأثير التدخل الروسي في سوريا لعقود أربعة مقبلة على الأقل في تحد وصفه بالتحدي الجيوسياسي للنفوذ الأميركي، ويعتبره أحدث عرض لتفكك الدور الأميركي في المنطقة، وتحول المنطقة إلى حالة من الفوضى. وهذه النبرة التشاؤمية تخص السياسة الخارجية الأميركية بالأساس ولكن مايهمنا ـ كعرب وخليجيين ـ في هذه الجزئية أن كيسنجر يشخص التدخل الروسي في سوريا بطريقة مغايرة لما يتردد إعلاميا وتحليليا، ويعتقد أن ما يحرك روسيا هو قلقها من توابع انهيار نظام الأسد وانطلاق سوريا إلى سيناريو مشابه لليبيا، وتحولها إلى ملاذ قوي للإرهاب والإرهابيين، الذين قد يتجهون إلى توسيع نطاق عملياتهم إلى الحدود الجنوبية الروسية في القوقاز وغيره من المناطق، ويعتقد أن موسكو لا ترغب في بقاء الأسد للأبد، ولكنها تسعى بالدرجة الأولى إلى “تحريك التهديد الإرهابي من منطقة الحدود الجنوبية الروسية” في مناورة جيوسياسية مزعجة للنفوذ الأميركي.

ويختم: وربما كان هذ السبب هو إحدى ركائز التفاهم الأميركي الروسي غير المعلن في سوريا، فالخلاف بين الجانبين حول التدخل العسكري الروسي يبدو تكتيكيا بحتا ولا يتجاوز إلى الأسس الاستراتيجية، ومن ثم علينا ألا نتوقع نشوب حرب باردة أو ساخنة بين واشنطن وموسكو على خلفية ما يحدث في سوريا، فالبيئة الدولية والإقليمية تختلف تماما عما كان سائدا في القرن العشرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى