روسيا تدّعي مساندة الجيش السوري الحر.. وواشنطن وبريطانيا تشككان


قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ،أول أمس الجمعة، “إن روسيا تساند الجيش السوري الحر وتقدم له الأسلحة والذخيرة والدعم الجوي في عمليات مشتركة مع قوات النظام في مواجهة المتشددين”.

هذا التصريح لرئيس الكرملين ليس الأول من نوعه إذ قال قبل أسابيع بالتزامن مع بداية العدوان على الأرض السورية، أن هناك تنسيق بين فصائل الجيش الحر والطيران الروسي لقصف مواقع داعش في سوريا، لكن هذه التصريحات وعلى الرغم من خروجها من بوتين إلا أنها لم تلقَ صدى حتى لدى من البريطانيين والأمريكان.

وبخصوص هذا الموضوع أجرى راديو الكل مقابلة خاصة مع عبد الرحمن مطر مدير مركز الدراسات المتوسطية، والعقيد أحمد حمادة الناطق الرسمي بإسم مجلس القيادة العسكرية العليا.

حيث قال العقيد حمادة: “روسيا تقاتل إرادة الشعب السوري منذ بداية الثورة من خلال دعم نظام الأسد بالعتاد والمعلومات، وحالياً تجلى الدعم الروسي عن طريق التدخل العسكري في سوريا بتاريخ 30 أيلول الماضي”.

وعن تصريحات بوتين بخصوص تقديم روسيا دعماً للجيش السوري الحر ومساندته، قال أن روسيا تدعي أنها تنسق مع الجيش الحر، وأن بوتين يدعم جيش استخدم السلاح الكيمائي ضد الشعب السوري 171 مرة، في إشارة إلى نظام الأسد.

مضيفاً أن روسيا تقدم الدعم والغطاء الجوي لقوات النظام والمليشيات الإيرانية وحزب الله والقوات الكردية وما يسمى “بجيش الثوار”، متسائلاً في السياق، كيف يمكن لروسيا التنسيق مع الجيش السوري الحر وهي لم تعترف به؟.

وأكد العقيد على قصف الطيران الروسي مقرات الجيش السوري الحر والفصائل الثورية، إلى جانب قصف الشعب السوري الآمن والبنية التحتية للمناطق وكل من يعارض نظام الأسد، منوهاً أن الطيران الروسي لم تستهدف غاراته مقرات تابعة لتنظيم داعش بأكثر من 5 %، على حد تقديره.

وفي سؤالنا حول امكانية وجود راوبط بين مخرجات مؤتمر الرياض وتصريحات بوتين، أوضح حمادة أن مؤتمر الرياض وما نتج عنه أزعج روسيا لأنها لا تريد معارضة سورية موحدة ذات أهداف وأفكار محددة تبعث رسائلها للمجتمع الدولي، لافتاً أن الروس يسعون لحماية مؤسسة النظام العسكرية التي قتلت الشعب السوري، منوهاً على استقدامهم لأكثر من 4 آلاف مدرعة ودبابة وأكثر من 500 طائرة حربية و200 طائرة مروحية لقتال الشعب السوري، حسب وصفه.

 

وأشار في ختام حديثه إلى أن روسيا تريد بقاء نظام الأسد للمحافظة على مصالحها في المنطقة، فهي قتلت الشعب السوري في مجلس الأمن عندما استخدمت حق “الفيتو” عدة مرات لصالح الأسد سابقاَ، قبل اعتمادها على الغارات الجوية. وفق قوله.

من جانبه صرح عبد الرحمن مطر مدير مركز الدراسات المتوسطية بأن السياسة الروسية متلاعبة وتقوم بالكذب والتضليل والتزوير من خلال الساسة الروس ابتداءاً من بوتين ولافروف وصولاً إلى الناطقين باسم الحكومة، إلى جانب الإعلام الروسي الذي يعبر عنهم بعملية متناوبة.

 

مضيفاً أن عملية التضليل الواسعة تعكس إشكالية داخلية في بنية النظام الروسي الذي تورط بتدخله العسكري في سوريا،على حد تعبيره، وأن المجتمع الدولي يعلم حقيقة الأهداف التي يقصفها الطيران الروسي بشكل يومي في الأرياف السورية، موضحاً أن الأهداف المستهدفة مدنية وخالية من تنظيم داعش.

 

وأشار في السياق إلى أن العمليات العسكرية الجوية الروسية منذ انطلاقها استهدفت بشكل خاص ومحدد مقرات الجيش السوري الحر والفصائل العسكرية الثورية، منوهاً أن ما يصرح به بوتين وأجهزته العسكرية والسياسية والإعلامية يعكس بوضوح الدعم الذي تقدمه روسيا لقوات النظام، وقوات سوريا الديمقراطية التي تخدم مصالح النظام، حسب قوله.

 

ولفت مطر في السياق أن ما تقوم به روسيا حالياً هي عملية استباقية لمرحلة التفاوض اللاحقة في الشهر المقبل، وأن ضرباتها الجوية تسعى لتفكيك البنية العسكرية للمعارضة السورية العسكرية.

 

وعن التصريحات البريطانية والأميركية التي شككت في تصريحات بوتين بمساندة الجيش الحر، بيّن أن أميركا وبريطانيا تدركان أن موسكو كاذبة ومضللة ولاتمتلك أدلة حقيقية على استهداف تنظيم داعش في ريف حلب أو الرقة أو تدمر أو دير الزور، لافتاً أن الإدارتين الأمريكية والبريطانية لم تحققا أهدافهما في تحجيم تنظيم داعش، وفقا وصفه.

 

وختم كلامه بالإشارة إلى أن مسار الحل السياسي في سوريا مسألة معقدة جداً، وأن روسيا تسعى لدعم نظام الأسد بأية طريقة وإلى أي مدى ممكن من الوقت من خلال الفترة الإنتقالية، مبيناً أن روسيا لم تحقق أي نصر عسكري على الأرض أو في العملية السياسية من خلال المفاوضات.

 

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال أول أمس الجمعة إن بلاده تساند الجيش السوري الحر، وتقدم له الأسلحة والذخيرة والدعم الجوي بعمليات مشتركة مع قوات النظام ضد مسلحي المعارضة، على حد وصفه.

وأكد بوتين أن عمل قواته الجوية يساعد حالياً في توحيد جهود قوات النظام والجيش السوري الحر، الذي قال إنه “يشارك الآن عبر الكثير من وحداته التي يزيد قوامها على 5 آلاف فرد في عمليات هجومية ضد الإرهابيين إلى جانب قوات النظام في حمص والرقة وحلب وحماه”. حسب تعبيره.

من جانبها شككت واشنطن بتصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي: “أنه ليس واضحاً بالنسبة لنا كذلك إذا ما كانت هذه الدعاوى بدعم الجيش السوري الحر صحيحة، لذا فأنا لست في موقع يؤهلني لمصادقة تعليقاته، سوى بالقول، كما فعلنا من قبل، أن معظم الغارات الجوية التي نفذتها الطائرات الروسية كانت ضد المجموعات المعارضة للأسد ولم تستهدف داعش”.

وفي السياق قال وزير الدفاع البريطاني “مايكل فالون” أن الغارات الروسية بدأت بقصف قوات المعارضة السورية والآن يدعون دعمهم لقوات المعارضة”، وذلك في رد منه على تصريحات الرئيس الروسي التي قال فيها إن قوات بلاده تقدم دعماً للجيش السوري الحر في سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى