شائعة أقسى عاصفة ثلجية ترهب السوريين مع بداية شتاء لا دفء فيه

راديو الكل ـ خاص

تنشط شائعات على شاكلة “أشد عاصفة” و”أقسى زمهرير” مع بداية كل شتاء يزور سوريا، لزيادة العبء النفسي على السوريين، الذين ذاقوا صنوف المر داخل البلاد وعلى حدودها في أغلب مخيمات اللجوء. وآخر شائعة من هذا الطراز ما تناقله كثيرون عن خبراء روس حول أن أقوى عاصفة منذ أكثر من 3000 سنة ستزور سوريا وبلاد الشام في الثاني عشر من الشهر الجاري، حيث من الممكن أن تؤدي لأضرار لم يشهد لها التاريخ.

هذا الكلام بتاكيد المتنبئ الجوي عبد العزيز ناصر هو ضرب من الاشاعات لا أكثر، منوهاً بأن الذي سيحدث ليس أكثر من أن البلاد ستتأثر ابتداءاً من يوم الجمعة بمنخفض جوي قطبي المنشأ معتدل الحرارة يؤدي إلى هطلات مطرية تشمل أغلب المناطق ولن تتساقط الثلوج خلال هذا المنخفض إلا في المناطق الجبلية العالية، مؤكداً أنه لا مبرر لتخوف الناس من هذا المنخفض الذي يمكن أن يكون في 15 من الشهر الحالي.

وإن كان صحيحاً أن المنطق يقترب من كلام المتنبئ الجوي الذي ينفي الحديث عن عاصفة ستزور سورية وهي الأقوى منذ 3 آلاف عام، فإن الذي لا خلاف عليه أن الشتاء قادم أي كانت درجة برودته، وأن التحضيرات لأجله قاصرة ولم نسمع عن تحضيرات له سوى تصريحات ووعود من قبل حكومة النظام ونداءات استغاثة من قبل المعارضة، فالشتاء يتزامن مع نقص حاد في المحروقات بعموم المحافظات السورية يرافقه انقطاع في الكهرباء، حيث تؤكد وزارة كهرباء النظام أنه تم استهداف الخط الرئيسي الواصل بين حماة ومدينة حلب 12 مرة خلال 40 يوماً الأخيرة، لكن وزير كهرباء النظام تحدث رغم ذلك عن ما سماه إنجاز نوعي على صعيد تحسن الطاقة الكهربائية في حلب خلال الأيام القليلة القادمة ما لم يحصل تغيرات استثنائية تعوق العمل بسبب حالة الحرب

ويعود الحديث في كل شتاء عن زيادة التقنين بسبب استخدام الكهرباء لأغراض التدفئة وهو ما يؤدي إلى ارتفاع الأحمال الكهربائية التي تصل إلى 100% في العديد من المحافظات مقارنة بالحمولات أيام الربيع والخريف وأحياناً تصل إلى 150% وذلك بسبب غياب أو قلة وسائل التدفئة الأخرى

ويتزامن انقطاع التيار الكهربائي مع نقص دائم في المحروقات منذ بداية الحرب بعد أن أصبحت 80% من حقول النفط تحت سيطرة تنظيم داعش، وصارت تتحكم بتوريدها لبقية المحافظات حتى ارتفعت أسعار المحروقات في مناطق النظام والمناطق المحررة معاً لحدود لا يستطيع السوريين شراؤها.

وفي هذه الأثناء أعلنت عدة منظمات إغاثية ووحدة تنسيق الدعم والمجالس المحلية في سوريا أن ناقوس الخطر اقترب من المخيمات السورية مع قدوم الشتاء، ووجهت نداء استغاثة عاجل بعنوان “قبل أن تقع الكارثة” لأصدقاء الشعب السوري والمنظمات الأممية للتحرك العاجل والفوري لتجنب الكارثة المرتقبة؛ حيث ماتزال مخيّمات النازحين السوريين في الشمال السوري، و مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان والعراق مهددة بالانهيار فوق رؤوس قاطنيها مع أول موجات عواصف الشتاء المرتقبة.

وحذرت وحدة تنسيق الدعم من تكرار الحوادثُ المأساوية التي وقعتْ أثناء العواصف السابقة التي ضربت المنطقة في الشتاء الماضي، حيث تُـوفّي عشرات الأطفال و النساء و كبار السن في المخيمات وفي داخل سوريا بسبب التجمد وشدة البرودة، ونقص وسائل التدفئة، وضعف الاستجابة، وانقطاع الطرقات الذي تسببت به الثلوج والفيضانات مما أعاق وصول المساعدات الإنسانية، سواءً الغذائية منها أو الطبية، علاوة على وسائل التدفئة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى