صعوبات التعليم في ريف دمشق الشرقي.. ما بين الحصار و قلة ذات اليد

صعوبات التعليم في ريف دمشق الشرقي.. ما بين الحصار و قلة ذات اليد
أن يذهب طفلك إلى المدرسة متباهيا بملابسه الجميلة سعيدا باستلامه جلاءه المدرسي، ثم يعود إليك محملا على الأكتاف مكفنا بدمائه لم يعد مشهدا جديدا في سوريا، أمس ارتقى ستة أطفال احتضنهم ثرى دوما بريف دمشق وحلقت أرواحهم لتعانق أجنحتهم السماء إثر غارة جوية استهدفت المدرسة . لم يستثنِ نظام الأسد طوال الخمس أعوام المدارس أو الأطفال من حربه ، كل ذلك أدى إلى حرمان عدد كبير من الأطفال من حقهم في التعليم .
فترى اليوم الطفل يجلس على حافة الطريق تصطف أمامه أنواع مختلفة من السجائر، يمر من أمامه صديقه حاملا حقيبته المدرسية ذاهبا إلى المدرسة، المدرسة حلم صعب النوال في زمن تصبح لقمة العيش كل المُبتغى كما يخبرنا . هو ابن الجرح النازف في قلب الثورة السورية الغوطة الشرقية المحاصرة لم يكن هو الطفل الوحيد الذي حُرم من حقه في التعليم، الحق الذي أقرته الأمم المتحدة في ميثاقها الخاص بحقوق الطفل بمادتها الثامنة والعشرين . هو واحد من 3ملايين طفل حرموا من التعليم كنتيجة مباشرة للأحداث الجارية على الأرض السورية فحسب أخر احصائيات لمنظمة اليونيسيف حوالي نصف أطفال سورية ممن هم في عمر الدراسة، خارج المدارس السورية، موزعين بين مخيمات اللجوء، ومراكز الإيواء، والنسبة الأكبر منهم في أسواق العمل، أما عدد المدارس التي دُمّرت او خرجت من الخدمة في سوريا بسبب الحرب حتى الآن تخطى حاجز الـ 5000 مدرسة حسب أخر احصائيات للأمم المتحدة. يترافق اتساع عمالة الأطفال مع توسع التسرب من التعليم بالحالة العادية والظاهرتان ناتجتان عن ارتفاع مستويات الفقر، وحاجة الأسرة السورية إلى دخول إضافية لسد كلفة نفقات الأسرة الضرورية كما أخبرنا أحد أطفال الغوطة الشرقية
وبالعودة إلى الغوطة الشرقية فأكثر من 55 ألف طفل في عمر الدراسة ، يعانون من الظروف السيئة التي يمر بها القطاع التعليمي في تلك المنطقة كما يحدثنا أحد الطلاب من هناك، فالكتب المدرسية غير متوفرة بنسبة خمس وسبعين بالمئة من المطلوب، وإن تواجدت فهي بالية جدا و تكاليف إعادة طباعتها باهظة الثمن فكلفة النسخة الواحدة عشرة ألاف ليرة سورية وهو مبلغ ضخم، بالإضافة ان كثير من المدارس قد تم تدميرها، مما جعلها غير صالحة لمواصلة العملية التدريسية فيها إلا ما قل من هذه المدارس، حيث يتابع الأطفال دراستهم في الطوابق السفلية منها، رغم البرد القارص لعدم وجود أبواب ونوافذ التي تحطمت نتيجة للقصف . كل ذلك بالإضافة إلى تراجع عدد أعضاء الكادر التدريسي الذين في معظمهم من غير المختصين ، فكما وافانا أحد أعضاء الكادر التدريسي أنه بعد شهور طويلة من الحصار لم يعد بمقدورهم العمل بشكل تطوعي في ظل ظروف الحياة الصعبة في ريف دمشق الشرقي . كل تلك المعوقات دعت مدير مديرية التربية في محافظة ريف دمشق الاستاذ عدنان سليك الى إقامة مؤتمر عن التعليم تم فيه طرح المشكلات التي تواجه العملية التعليمية ريف دمشق الشرقي ورسم خطوط عريضة لحلها . لانهم مستقبل سوريا وغدها، وببنائهم السليم نكون قد وضعنا الحجر الأساس لبناءها، فكما للجسد غذاء.. للعقل غذاء، وكما يذوي الجسد ويموت دون غذائه، كذلك العقل والفكر .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى