كيري في موسكو.. وتحالف إسلامي ضد الإرهاب في الرياض

التقى وزير الخارجية الأمريكي “جون كيري” نظيره الروسي “سيرغي لافرورف” أمس الثلاثاء في موسكو، لبحث ايجاد حل وتسوية في حل المشكلة السورية لاسيما بعد محادثات فيينا، مشيرين أنها بداية جيدة وتفتح إمكانيات كثيرة.

وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع إعلان المملكة العربية السعودية عن تشكيل تحالف عسكري إسلامي من 34 دولة من منظمة التعاون الإسلامي.

وفي هذا الصدد أجرى راديو الكل في برنامج هذا المساء مقابلة مع الصحفي أحمد كامل، وملهم الدروبي عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري.

حيث عقب الصحفي أحمد كامل على زيارة وزير خارجية أميركا “جون كيري” إلى روسيا، بالإشارة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ليس بمقدورها اقناع موسكو بالتوافق حول حل ما في سوريا، لأن السياسة الأمريكية وطريقة تعاملها مع القضية السورية تشجع الروس على ارتكاب المزيد من الأعمال الوحشية في سوريا.

وعن اعتبار موسكو أن الهيئة العليا التي تشكلت في مؤتمر الرياض غير ممثلة للمعارضة، أوضح أن روسيا تتصرف كأنها وصية على سوريا ومن يمثل ويرأس الشعب السوري، لذلك لم تقبل بمؤتمر الرياض ومانتج عنه.

مبيناً في السياق إن الإدارة الروسية على توافق مع المبعوث الأممي لسوريا “ستيفان دي مستورا” لزج مخبرين وعملاء للنظام وعناصر من المخابرات السورية داخل المعارضة، من أجل التجسس على المعارضة وإفسادها وأن يكون للنظام وفد ونصف في أية مفاضاوت في حال عقدها.

وأكد الصحفي في هذا الصدد أن روسيا نجحت في إدخال عملاء للنظام في مؤتمر الرياض الأخير عن طريق شخصيات لايمكن وصفهم بأنهم معارضة، لكن لم تقبل بعددهم القليل في الوفد المفاوض المقبل.

وبالنسبة لإعلان السعودية عن تحالف إسلامي عسكري من 34 دولة، بيّن كامل أن الفكرة جيدة تحديداً مع وجود عدة تحالفات دولية تتعامل مع ملف مكافحة الإرهاب كلاً على حدى ومن وجهة نظرهم الخاصة، مشيراً إلى وجود نقطة ضعف في التحالف الإسلامي الجديد يتمثل بوجود دول غير فعّالة، على حد وصفه.

متمنياً في ختام حديثه فيما لو كان التحالف مصغر ويضم فقط دول من أصحاب القرار مثل السعودية وقطر وتركيا، وأن يتم تسمية حزب الله والحرس الثوري الإيراني والمليشيات الإيرانية والعراقية والأفغانستانية والباكستانية وحزب “البي كي كي” وفروعه منظمات إرهابية.

من جانبه علق ملهم الدروبي عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري على زيارة “كيري” إلى روسيا بالقول: “الحوارات الأمريكية الروسية عبارة عن تفاهمات من أجل تقسيم المصالح بين البلدين في مختلف القضايا”، مضيفاً أن دول العالم يتعاملون مع القضية السورية دون تقدير ثمن الثورة والدم السوري لأنهم يسعون إلى تحقيق مصالحهم القومية ومحاربة خطر ما يسمونه الإرهاب.

وعن تصريحات “الأسد” بقبول تفاوضه مع المعارضة التي اجتمعت في الرياض بدون أن تتضم ممثلين عن الفصائل العسكرية، أوضح أن النظام لن يقبل بدخول مفاوضات مع المعارضة الحقيقية لأنها ستؤدي في نهاية المطاف إلى رحيله، وهو لن يدخل في مفاوضات تفضي إلى ذلك.

منوهاً في السياق أن تتم أية عملية تفاوض في سوريا تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، بحيث يتم استخدام الحل العسكري ضد الجهة التي تعرقل وتُفشل المفاوضات، وأن يكون هناك أجندة واضحة تؤدي إلى رحيل الأسد، وأن يسبقها تنفيذ خطة “كوفي عنان” ذات النقاط الست أولها وقف القتل وإخراج المعتقلين.

وبخصوص إعلان السعودية عن تحالف إسلامي عسكري من 34 دولة، أبدى الدروبي آمله في أن تكون المبادرة التي تقدمت بها الرياض بتشكيل تحالف إسلامية لمكافحة الإرهاب “فعّالة” وأن تعطي ثمارها بعد مضي فترة من الوقت، وتكون نوّاة لمواجهة إرهاب نظام الأسد.

وكان قد أكد وزير الخارجية الروسية لافرورف ونظيره الأمريكي جون كيري توافقهما على محاربة تنظيم داعش، إضافة إلى محاولة إيجاد تقارب بشأن الأزمة السورية، وذلك خلال كلمة افتتاح محادثات جمعت الوزيرين في موسكو أمس الثلاثاء، ويهدف لقاء الوزيرين إلى تقريب مواقف البلدين في إطار تسوية النزاع السوري.

في حين أعلنت المملكة العربية السعودية أمس الثلاثاء تشكيل تحالف عسكري إسلامي يضم 34 دولة لمحاربة الإرهاب، على أن يكون مقر التحالف العاصمة السعودية الرياض.

وقال بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية إن مجموعة من الدول الإسلامية أعلنت في بيان مشترك تشكيل تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب بقيادة المملكة العربية السعودية، وأضاف البيان أنه سيتم في مدينة الرياض تأسيس مركز عمليات مشتركة لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب، ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود.

وتشارك في هذا التحالف -إلى جانب المملكة العربية السعودية- كل من: الأردن ومصر وتركيا والإمارات وباكستان وقطر والبحرين وبنغلاديش وبنين وتشاد وتوغو وتونس وجيبوتي والسنغال والسودان وسيراليون والصومال والغابون وغينيا وفلسطين وجزر القمر وساحل العاج والكويت ولبنان وليبيا والمالديف ومالي وماليزيا والمغرب وموريتانيا والنيجر ونيجيريا واليمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى