مؤتمر لتوحيد المعارضة السورية في الرياض وتحركات لتشكيل وفد المعارضة المفاوض للنظام

يجري الحديث الآن في مختلف أوساط المعارضة السورية حول مؤتمر من المتوقع أن يعقد في العاصمة السعودية الرياض منتصف الشهر القادم، يهدف إلى توحيد جهود المعارضة السورية، ومن المتوقع أن يجمع عدا عن ممثلي الائتلاف السوري المعارض، شخصيات من المعارضة الداخلية.

ويأتي ذلك في وقت يجري فيه الحديث أيضاً عن تشكيل وفد من المعارضة السورية للتفاوض مع وفد من النظام مطلع العام القادم بحسب ما تم الاتفاق عليه في محادثات فيينا الاخيرة.

 

ولمناقشة هذا الموضوع أجرى راديو الكل مقابلة خاصة مع الكاتب والصحفي أحمد كامل، والمحلل السياسي بديع أبو حلاوة.

 

حيث أشار الصحفي أحمد كامل إلى أن السعودية تقوم بالتحضير منذ سنة لمؤتمر الرياض، يضم مختلف أوساط المعارضة السورية، ولاتوجد صلة بينه وبين ما أفرزته محادثات فيينا الأخيرة لأن السعودية غير مكلفة بتحديد أسماء وفد المعارضة.

مضيفاً على وجود عدة مقترحات –حسب معلوماته- لمؤتمر الرياض كحضور 30 اسم مدني و30 اسم عسكري بما يضمن وجود الفصائل العسكرية السورية ذات الثقل، والإئتلاف المعارض، وعدة شخصيات وطنية، وأعضاء من هيئة التنسيق إذا سمح لهم النظام بالحضور.

متابعاً على أن السعودية تسعى إلى جمع شخصيات ذات قيمة في المجتمع السوري لتقريب وجهات النظر، متوقعاً أن يكون الحضور قوي جداً في مؤتمر الرياض.

ونفى كامل في مستهل حديثه صحة القوائم (الروسية، الأمريكية، السعودية) التي تم تسريبها مؤخراً فيما يخص أسماء الوفد المعارض الذي سيفاوض النظام على هامش محادثات فيينا، معتبراً هذه القوائم الثلاث مجرد إشاعات.

 

متسائلاً في السياق هل يحق لمفوض دولي –أي دي مستورا- أن يحدد من يمثل الشعب السوري في فيينا؟ ومن اتخذ قرار المشاركة في هذه المحادثات والجلوس على مقعد واحد والتصالح مع النظام؟

 

وأكد الصحفي على أن السوريين غير ملزومين بما جاء في مقررات فيينا لأنهم لم يكونوا حاضرين، ومن الغير الممكن الإستسلام للخطة الروسية التي ترمي للحفاظ على نظام الأسد، وفق تعبيره.

 

موضحاً على محاولات السعودية إيجاد وفد معارض متوازن وقطع الطريق في وجه المبعوث الأممي لسوريا دي مستورا في محاولته إيجاد وفدين للتفاوض على هامش فيينا، وفد النظام والوفد المعارض الذي يضم فيه عملاء للنظام أيضاً.

 

وفي سؤالنا حول إمكانية الإعلان عن جسم جديد للمعارضة السورية كبديل للإئتلاف قال كامل: “أتوقع أن يتم تشكيل مرجعية جديدة وليس كيان جديد تضم الإئتلاف والفصائل العسكرية وجهات آخرى”، منوهاً على إصدار الفصائل العسكرية الرئيسة والإئتلاف بيانات مشتركة حول القضايا الكبيرة منذ 3 أشهر، واصفاً هذه الخطوة بالأمر الجيد.

 

وختم حديثه بالإشارة إلى أن قرار الثورة السورية واستمرارها هو قرار سوري محض على الرغم من محاولات الدول العظمى والأقليمية والنظام الفاشلة في قتل الثورة.

 

من جانبه قال المحلل السياسي بديع أبو حلاوة: “مؤتمر الرياض هو استحقاق دولي لايمكن تأجيله مثلما حدث سابقاً، وجاء كنتيجة أحداث دولية واضحة مثل تفجيرات باريس واجماع دول العالم على محاربة تنظيم داعش”.

 

وأضاف أن مؤتمر الرياض جزء من سلسلة من المؤتمرات الدولية التي جرت مؤخراُ، وسيضم كافة أطياف المعارضة السورية لتحقيق نوع من التوازن فيما بينها، منوهاً على أن الثورة السورية لم تنتج قياداتها حتى الآن بسبب التدخلات الدولية والأقليمية وعدم كفاءة قيادة الثورة والمعارضة، وفق تعبيره.

 

متابعاً في السياق نفسه على أن الإئتلاف لم يستطع التواصل مع الداخل، وعجز أن يكون ممثلاً للشعب السوري مثله مثل جميع الهيئات المعارضة التي تم إنشاؤها بإرادة خارجية.

 

معتقداً في ختام كلامه على أن الحل الخاص بالملف السوري لن يكون بيد السوريين، وأن القوى الدولية ستفرض الحل بالقوة ومن لم يقبل بمقررات فيينا 3 فسيتم إدراجه في قائمة الإرهاب المفتوح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى