منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تؤكد استخدام غاز الخردل في مدينة مارع بحلب

أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ،أمس الجمعة، استخدام غاز الخردل في مدينة مارع بريف حلب الشمالي في (21 آب/ أغسطس الماضي).

 

وأفاد البيان الصادر عنها أن “لجنة تقصي الأوضاع” عرضت على الدول المعنية تقريرها الذي أعدته حول الموضوع، حيث أكدت اللجنة في تقريرها استخدام غاز الخردل في مارع في آب الماضي، دون أن يتطرق البيان إلى الجانب الذي استخدم غاز الخردل المدرج ضمن الأسلحة الكيميائية.

 

وفي حوارٍ خاص أجراه راديو الكل مع ، نضال شيخاني، مدير مركز توثيق الإنتهاكات الكيميائية في سوريا، علق على البيان قائلاً: “البيان الصادر عن منظمة حظر الأسلحة الكيمائية تحدث عن تحقيقات طالت 3 مناطق في سوريا هي حي جوبر بدمشق، وسرمين وبنش وإدلب المدينة، ومارع بريف حلب”، مشيراً إلى أن التحقيقات شملت شهادة شخصين مصابين، حيث أدلو بشهادتهما أمام الفرق الدولية وتم أخذ منهما عينات في المشفى المُعالج للتأكد من نوع المادة المستخدمة.

 

وفي سؤالنا حول عدم ذكر بيان المنظمة المسؤول عن استخدام الغاز، أوضح على أن الفرق المعدة للتفتيش والتحقيق المكلفة من مجلس الأمن غير معنية بتحديد المسؤولية، مؤكداً على وجود بعثة جديدة ستقوم في القريب العاجل للتفتيش والتحقيق على المستخدم والوسائط المستخدمة أيضاً.

 

وأضاف “شيخاني” على أن مركز توثيق انتهاكات الكيميائي لم يعلن نهائياً عن إحداثيات المستخدم، مؤكداً على أن السلاح الكيميائي يُستخدم في سوريا من قبل قوات النظام منذ “3” سنوات، وقبل وجود تنظيم داعش.

 

وتابع قائلاً: “وفقاً للمعلومات الواردة والإشارات الواضحة إلى المركز، فإن داعش استلم المواد الكيمائية جاهزة من نظام الأسد واستخدمها بعد القرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن، وذلك من أجل خلط الأوراق والتحايل على المجتمع الدولي، على أن داعش هو الذي يستخدم الكيمائي في سوريا”، على حد تعبيره.

 

وأوضح في مستهل حديثه على نشر تقرير في الأيام القليلة القادمة حسب الشهادات الواردة من الأطباء الذين عالجوا المصابين، وشهادات المصابين أيضاً، يدلل على أن تنظيم داعش استخدم غاز الخردل في مدينة مارع بريف حلب الشمالي بتاريخ “21 آب” الماضي حيث قصف نقاط الإشتباك بقذائف صاروخية محشوة بمادة الخردل، مضيفاً على معاودة التنظيم قصف المنطقة ذاتها بتاريخ “25 آب” حتى “5أيلول”، مبيناً على أن داعش لايمتلك القدرات العلمية والتقنية لإقامة مخابر ومنشآت خاصة بالأسلحة الكيمائية.

 

وأكد مدير مركز توثيق الإنتهاكات الكيميائية على وفاة طفلة آنذاك بعمر “20” يوم فقط نتيجة استنشاقها غاز الخردل، إضافة لإصابة عدد من المدنيين تم تحويل بعضهم إلى مشافي خارج سورية، منوهاً في السياق على وجود جدية في الضغط على محاسبة مرتكبي جرائم الكيميائي ولكن في ظل تباطؤ دولي.

 

من جانبه أفاد مراسلنا في حلب مجاهد أبو الجود، بإستهداف تنظيم داعش مدينة مارع بالريف الشمالي في أوخر شهر آب الماضي مرتين بقذائف تحوي مواد كيمائية، ما أسفر عن إصابة حوالي “48” مدني بحالات اختناق نتيجة استنشاق المواد السّامة، حيث تم نقل بعض الحالات الخطرة إلى مشافي تل رفعت والمشافي المجاورة.

 

وبيّن “أبو الجود” على أن القذائف المحمّلة بالمواد الكيميائية التي قصفها داعش على مدينة مارع، لم تسفر عن دمار كبير ولكن كل قذيفة صبغت محيط المنطقة التي سقطت فيها بحوالي “20” متر مكعب باللون الأصفر.

 

جدير ذكره أن غاز الخردل مركب كيميائي عضوي يتحول للحالة السائلة حال ضغطه، وينتج عنه بخار خطر، ويسبب حروقًا وتقرحات في الجلد ويؤذي الجهاز التنفسي عند استنشاقه، ويسبب التقيؤ والإسهال عند ابتلاعه، ويلحق أضرارًا بالأعين والأغشية المخاطية والرئتين والجلد والأعضاء التي يتولد فيها الدم، كما يعد مسببًا للسرطان والتغييرات الوراثية على المدى البعيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى