من “متطرفة” إلى “غير منضبطة”.. الحكومة المؤقتة تعدل بيان إدانتها لـ “قوة في الجبهة الشامية” بعد منعها من دخول سوريا

راديو الكل ـ خاص

بعد ساعات معدودات من صدور بيان عن الحكومة السورية المؤقتة يتهم قوة مسلحة تابعة لـ “منظمة” الجبهة الشامية بأنها “متطرفة” لكونها منعت رئيس الحكومة أحمد طعمة والوفد المرافق له من دخول سوريا عبر معبر باب السلامة، عدلت الحكومة بيانها، مستبدلةً توصيف هذه القوة التابعة للجبهة الشامية من “المتطرفة” إلى “غير المنضبطة”، حيث جاء في البيان المعدل أن  قوة مسلحة غير منضبطة تابعة لمنظمة الجبهة الشامية منعت وفد الحكومة السورية المؤقتة صباح أمس الأربعاء من دخول الأراضي السورية المحررة بعد عبورهم الجانب التركي من الحدود.

وجاء تعديل الحكومة المؤقتة لبيانها بعد أن أثار اتهامها لقوة مسلحة في الجبهة الشامية بـ “التطرف” ردود فعل سلبية بين المراقبين الذين رأوا بأن هذا الاتهام يطال “الجبهة الشامية” بأكملها، الأمر الذي من شأنه الإساءة إليها كمعارضة معتدلة قبل محادثات فيينا3، لدرجة أن مسؤول الاتصالات المهندس عبو الحسو كتب أن بيان الحكومة المؤقتة لايمثله وأنه لايصح الرد على الخطأ الذي ارتكبته الجبهة الشامية بمصيبة لكون الجبهة قدمت آلاف الشهداء في حربها ضد النظام حسب قوله.

ولم يقتصر بيان الحكومة المؤقتة على التعديل المذكور، بل إن البيان الجديد حذف تفصيل آخر هو أن الجبهة الشامية اتهمت الحكومة المؤقتة بأنها كافرة يقودها مرتد، كما استغنى البيان الجديد عن اتهامه لسلوك الجبهة بأنه تشبيحي واكتفى باعتباره سلوكاً مرفوضاً.

حيث جاء في البيان المعدل: إن الحكومة السورية المؤقتة إذ تدين هذا السلوك المرفوض الصادر عن جهة عسكرية غير منضبطة تريد أن تمنعها من تفقد المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها، فإنها تشدد على أن ما حصل اليوم لن يثني الحكومة السورية المؤقتة عن متابعة عملها وبذل الجهود المضنية لمساعدة شعبنا الحر والوقوف الى جانبه في وجه الطغاة والغزاة والغلاة. حسب النص الحرفي للبيان

وتابع البيان: في الوقت الذي قدم فيه الأخوة الاتراك كل التسهيلات التي نحتاجها لإنجاز مهمتنا في الانتقال الى المناطق المحررة فإن حجة عدم إتباع الاجراءات الرسمية من قبل الحكومة السورية المؤقتة وعدم التنسيق مع إدارة المعبر المدنية هي حجة سخيفة وتعبر عن عقلية من يعتبر انه  بإستيلائه على المعبر من الجانب السوري إنما اصبح  يملك الدولة السورية وهي عقلية رفضها الشعب السوري الكريم الذي خرج في وجه النظام المجرم الذي كان يمارس مثل هذه التصرفات.

واعتبر البيان أن هذا الموقف من هذه الجهة العسكرية إنما هو عرقلة للجهود الكبيرة التي تبذلها المعارضة السورية مدعومة من قبل إخواتها واشقائها وأصدقائها لإقامة منطقة آمنة تستطيع الحكومة السورية المؤقتة من خلالها تقديم خدماتها للمواطنين الكرام.

وشدد البيان المعدل على أن الحكومة السورية المؤقتة أصيبت بـ “الصدمة” مما جرى، مستغنياً بذلك عن كلمة “الصعفة” في البيان القديم، وبرر البيان “صدمة” الحكومة المؤقتة لقيام سوريون بمنع إخوانهم السوريين من دخول أراضيهم المحررة، علماً أن الحكومة السورية المؤقتة ما فتئت تدافع عن كل قوى الجيش الحر باعتباره قوة معتدلة في كل المحافل الدولية.

وختم البيان بالقول: آن أوان توحيد الجيش الحر وإنشاء مؤسسة عسكرية وطنية مركزية تحت إمرة القيادة السياسية بما يحقق تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة.

كيف بررت الشامية؟

سبق بيان الحكومة المؤقتة آخر صدر قبل ساعات عن الجبهة الشامية يوضح أيضاً تداعيات هذه الحادثة ومن أهم ماجاء في بيان الجبهة الشامية هو التعبير عن “المفاجأة” بحملة إعلامية تستهدف الجبهة الشامية بسيلٍ من التهم دون وجه حق (حسب البيان) بسبب تأخير مرور الدكتور أحمد طعمة والوفد المرافق له من معبر باب السلامة.

وبرر البيان منع الوفد من دخول سورية بالقول: تزامن وصول الوفد مع مجموعة مسلحة ملثمة إلى قرب المعبر تدعي أنها من أحرار الشام، وأنها حضرت لمرافقة الوفد

وأشار بيان الجبهة الشامية إلى أنه بعد التواصل مع القيادة العامة والسياسية لأحرار الشام نفوا علمهم بالموضوع كما نفوا علاقتهم بالمسلحين المذكورين، وبالتالي فقد أحاطت بالموضوع عدة شبهات. فطلبت الجبهة من الوفد التريث والانتظار؛ ريثما يتم ترتيب بعض الأمور، وتوضيح الالتباس الأمني الحاصل، والتحقق من هوية المجموعة المسلحة، لكن الوفد رفض واستعجل المغادرة حسب البيان.

وذكر بيان الجبهة أن الوفد لم يقم بالتنسيق المطلوب مع إدارة المعبر لاتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة

يشار إلى أن محاولة الحكومة السورية المؤقتة دخول سوريا، جاء عقب يوم واحد من تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول أن الدول الحليفة بدأت تقترب من فكرة تشكيل منطقة وصفها بالخالية من الإرهاب في سوريا، متحدثاً عن تطورات وصفها بالإيجابية حول موضوع منطقة حظر الطيران والعملية العسكرية البرية.

 

البيان الجديد                                                                     البيان القديم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى