نظامُ الأسد يلمح لنيل “الحلوان” من اتفاقِ إيران النووي

راديو الكل ـ خاص

سيكتب المؤرخون أن العالم باستثناء إسرائيل بارك اتفاقاً وصف بـ “التاريخي” وجرى توقيعه في فيينا بتاريخ الخامس عشر من تموز في العام 2015 ، وذلك بعد مرور أكثر من 10 أعوام و22 شهراً من المفاوضات مع إيران للتخلي عن برنامجها النووي.

إيران لم تتخلى عن برنامجها النووي وتقبل باتفاقية طولها 159 صفحة كرمى لأعين الدول الأوروبية الست الكبرى، ولم تتخوف من الحرب عليها لأنها تملك منظومة نووية تكفي لمواجهة الحرب عليها حسب مطلعين، بل قدمت هذا التنازل التاريخي فعلاً لاعتبارات أهم من السلاح النووي، ولا نبالغ إن قلنا بأنها الاقتصاد.

وفور توقيع الاتفاق، احتفل العالم باستثناء إسرائيل، وكانت البرقية التي وجهها رأس النظام بشار الأسد للرئيس الإيراني حسن روحاني الأشد لفتاً للنظر، ليس على صعيد المحتوى بل من حيث الأسلوب الذي صيغ كما لو أن عبداً يخاطب سيداً بصيغة فخامتكم وسماحتكم وسيادتكم.

وبغض النظر عن التعابير الإنشائية التي حملها مضمون برقية الأسد، فإنها لمحت إلى انتظار نظام الأسد “حلوانه” حسب التعبير السوري من هذا الاتفاق حيث جاء في مذكرة الأسد لروحاني: نحن مطمئنون أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستتابع وبزخم أكبر دعم قضايا الشعوب العادلة والعمل من أجل إحلال السلم والاستقرار في المنطقة والعالم.

وفي وقت يرى فيه النظام أن رفع العقوبات عن إيران يعني دعم لا محدود له، فإن آخرين يؤكدن أن الدعم الإيراني لنظام الأسد وصل مداه وأن إيران لم تكن تنتظر رفع العقوبات عنها لتقدم الدعم لنظام الأسد، بدليل أنها صارت تتحفظ في الفترة الأخيرة على هذا الدعم وأجبرت النظام على رهن عقارات وممتلكات سوريا لضمان الوفاء بالتزاماته.

هذا ويرجع تاريخ العقوبات الأمريكية المتوالية على إيران إلى أزمة الرهائن التي وقعت عام 1979، مدعومة بما سمته الولايات المتحدة دعم إيران للإرهاب الدولي وانتهاكات حقوق الإنسان ورفض التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ولكن العقوبات الخاصة ببرنامج إيران النووي تعود إلى العام 2006 وهذه العقوبات شملت كافة القطاعات الاقتصادية الإيرانية، وفي عام 2012، كثفت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الضغوط على طهران، وفرضا عقوبات على جميع القطاعات الاقتصادية الإيرانية بلا استثناء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى