هدنة الغوطة الشرقية برعاية روسية بين التأكيد والنفي

تواترت خلال الأيام القليلة الماضية أخبار وأحاديث عن هدنة بين قوات النظام والثوار برعاية روسية في مدن وبلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق المحاصرة منذ قرابة 3 سنوات، والتي كانت ولا زالت تعاني من القصف اليومي المستمر في ظل الحصار الخانق والنقص الحاد في المواد الغذائية والدوائية، إضافة لتفشي الأمراض والتلوث ودمار شبه كامل في البنية التحتية.

ووسط حالة اللاتأكيد واللانفي قال المتحدث باسم جيش الإسلام في الغوطة الشرقية “إسلام علوش” في تصريح لوكالة رويترز إن الجيش يدرس اقتراحاً بوقف محلي لإطلاق النار في الغوطة الشرقية طرحه وسيط دولي.

وبخصوص هذا الموضوع كان لراديو الكل حوارٍ خاص مع “وائل علوان” الناطق بإسم الإتحاد الإسلامي لأجناد الشام، والعقيد “خالد الحبوس” قائد المجلس العسكري في دمشق وريفها.

حيث قال وائل علوان: “كان للإشاعات الحيز الأكبر فيما نُشِرَ مؤخراً على صفحات التواصل الإجتماعي بخصوص هدنة لوقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية، في حين لم تُصرح الصفحات الرسمية للمتحدثين وقادة الفصائل العسكرية عن أية اتفاقيات واضحة المعالم”.

مؤكداً على عدم طرح أية هدنة رسمية اليوم في الغوطة، وأن المبادرة التي طرحها الشيخ سعيد درويش رئيس الهيئة الشرعية السابق لدمشق وريفها، لايعلم الإتحاد الإسلامي لأجناد الشام الجهة التي تواصل معها الشيخ، وهل هناك بنود وأوراق ومقترحات رسمية للهدنة وما ضمانات تنفيذها.

معتقداً في السياق أن الحديث عن هدنة موضوع سابق لآوانه قليلاً، وأن روسيا لايمكن قبولها كجهة ضامنة لانها تساعد النظام في الإجرام وقصف الشعب السوري، مضيفاً أن النظام استغل الحديث عن الهدنة بتصريحاته: “أن المعارضة في الغوطة استسلمت وطلبت هدنة” وهو بدوره رفضها –أي النظام-.

وأشار الناطق بإسم الإتحاد الإسلامي لأجناد الشام إلى أن جميع المناطق المحررة في سوريا مصيرها مشترك ويتوجب وجود قرار واحد لإيقاف القصف وإخراج المعتقلين وفك الحصار وإدخال المواد الغذائية إلى جميع تلك المناطق دون اختيار منطقة عن آخرى.

ونوّه أن الفصائل العسكرية لم تقف في وجه أي حل يرفع المعاناة عن الشعب السوري، لأنها تعلم أن الحل العسكري حل مُكلف وبعيد المدى ولابد من وجود حل سياسي بضمانات حقيقية لايعيد انتاج النظام وتعديله بشكل استبدادي جديد.

وأوضح على أن روسيا تمتلك القرار السيادي في سوريا ،وفق وصفه، والجزء الأكبر في القرار الميداني للإيرانيين، مضيفاً على وجود بعض الإختلافات وبعض التوافقات بين الطرفين الروسي والإيراني.

وأن روسيا متخوفة من النفوذ الإيراني في سوريا –حسب علوان- وهي تدخلت لإعادة رسم خارطة جديدة دون أن تُستجر لمعركة استنزاف طويلة لذا سعت لتحديد إطار زمني معين لحل سياسي في سوريا بمؤتمر فيينا الأخير.

وختم حديثه معتقداً أن روسيا غير متمسكة بالأسد، لكنها تسعى لإيجاد وضع ملائم للتنازل عنه بحيث تضمن مصالحها بالحيز الأكبر.

من جانبه قال العقيد خالد الحبوس قائد المجلس العسكري في دمشق وريفها: “لايوجد في قاموس الثوار الحديث عن أية هدنة إذا لم يكن الحل الكامل بإسقاط النظام وكافة رموزه”.

وأنه يتوجب –وفق الحبوس- عدم القبول بأي حل يفرض شروط معينة ببقاء الأسد وإعادة إنتاجه ومشاركته في الحكم، إضافة لرفض كافة المشاريع الروسية والإيرانية.

مشيراُ إلى أن النظام يعمل بالتخطيط مع روسيا وإيران لإبعاد الخطر عن دمشق، وذلك بإحاطة العاصمة بعدة هدن مع الثوار في المناطق المحررة المحيطة بها، فقام بتوقيع هدنة في الزبداني كما حاول مع ثوار داريا لكنهم رفضوا والآن يسعى لإيجاد اتفاقية في الغوطة الشرقية.

متسائلاً العقيد في السياق كيف يعتبر النظام الثوار أنهم إرهابيون ويقوم بعمل اتفاقيات وصفقات معهم؟

وطالب الإتحاد الإسلامي لأجناد الشام الضغط على جيش الإسلام صاحب القرار في توقيع الإتفاقية –حسب وصفه- وذلك من أجل أن يؤخذ أي قرار في قادم الأيام عن طريق الشورى والإتفاق العام من قبل جميع الاطراف المعنية في الغوطة الشرقية.

وختم حديثه مؤكداً على أن وقف إطلاق النار يجب أن يشمل كافة المناطق المحررة في سوريا، إضافة لفك الحصار عنها وإدخال المواد الغذائية.

وفي ذات السياق أفاد مراسلنا بريف دمشق بعقد جميع أعضاء الهيئة العامة للغوطة الشرقية اجتماعاً مساء أمس، قالوا فيه أن موضوع وقف إطلاق النار في الغوطة لا يزال قيد الدراسة، مؤكدين على أن مدينة داريا في الغوطة الغربية سوف تكون ضمن اتفاق وقف إطلاق النار وفي حال رفض النظام سيتم إلغاء الإتفاق.

ووفقاً لبعض التسريبات فإن غرفة عمليات جند الملاحم العاملة في الغوطة الشرقية سوف ترفض أي اتفاق يتم إبرامه لاحقاً مع النظام وأنها لن تلتزم به.

وكانت قوات النظام ارتكبت اليوم الأحد مجزرة في مدينة دوما بالغوطة الشرقية ارتقى خلالها عدد من المدنيين بينهم أطفال وعشرات الجرحى بينهم حالات خطرة بعد استهدافها بالصواريخ العنقودية المحرمة دولياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى