هل استمرار الأزمة بين أنقرة وموسكو سيعقد الملف السوري؟

تحولت صيغة الجدل الدائر حول سوريا بين الدول المعنية فيها من التصريحات السياسية إلى العسكرية، خصوصاً بعد إسقاط المقاتلات التركية لطائرة روسية كانت تنفذ غارات على مناطق حدودية شمالي اللاذقية، في تطور دراماتيكي جديد شهده الملف السوري وهذه المرة ليس بين الثوار وقوات النظام وإنما في الدول الإقليمية، ما يجعل الوضع في سوريا ضبابياً معقداً وغير واضح المعالم والتي عبرت عنها مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي التي حذرت من أن الأزمة بين أنقرة وموسكو ستهدد الوضع في سوريا وتجعله يزداد سوءا.ً

وفي هذا الصدد أجرى راديو الكل مقابلة خاصة مع العقيد المظلي فايز الأسمر المحلل العسكري والاستراتيجي، والمعارض والمحلل السياسي فواز تللو.

حيث علّق العقيد فايز الأسمر على الإستهداف المتكرر للطيران الروسي للمناطق الحدودية بين سوريا وتركيا بالقول: “روسيا تسعى إلى تحقيق هدفين استراتيجين من خلال القصف، الأول إجهاض محاولة تركيا في إقامة منطقة آمنة شمال سوريا، والثاني لتحقيق أعمالها المستقبلية في عزل المنطقة الساحلية العلوية عن الداخل السوري”، حسب وصفه.

مضيفاً أن الطيران الروسي زاد من أجرامه بشكل جنوني بعد إسقاط تركيا لمقاتلته الحربية، حيث بات يستهدف الأسواق الشعبية والمدارس والمشافي والمساجد في المناطق السورية المحررة، إضافةً لمخيمات اللاجئين وشاحنات المواد الإغاثية القادمة للشعب السوري من تركيا عبر معبري باب الهوى وباب السلامة.

منوهاً في السياق أن روسيا تنتقم من المدنيين الآمنين في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي رداً على تركيا، وفق تعبيره.

وعن التصريحات الصادرة من قبل الكونغرس الأمريكي ومجلس العموم البريطاني بشأن مقترح إرسال جنود لشن حملة برية في سوريا، اعتبر العقيد أن القوات القادمة إلى سوريا أياً كانت جهتها هي “قوات احتلال”، مضيفاً أنه من يريد تقديم المساعدة عليه تزويد الفصائل الثورية لقتال تنظيم داعش ونظام الأسد إضافة لتقديم الغطاء والدعم الجوي.

وأوضح على تواجد حوالي 80 ألف مقاتل في جبهات المعارك في سوريا، والقدرة على حشد عدد مماثل في حال تم دعم الثوار لقتال النظام وداعش، لافتاً أن الأجندة الدولية تحاول توجه القتال بين الفصائل الثورية فيما بينها.

وأشار في ختام حديثه إلى أن الحلول السياسية المطروحة حالياً في الأوساط الدولية تحاول إفشال الثورة السورية، معتقداً أن الحل العسكري هو الحل المناسب والواجب في ظل خرق النظام وروسيا للهدن المبرمة في سوريا مثل هدنة (الزبداني مقابل كفريا والفوعة).
من جانبه اعتقد المحلل السياسي فواز تللو أن التوتر الحالي بين تركيا وروسيا لا يزال في بدايته، على الرغم من محاولة الجانب التركي تخفيف الأوضاع وعدم التصعيد.

وأضاف قائلاً: “روسيا تحاول اليوم منع إقامة منطقة آمنة شمال سوريا لتقديمها للإنفصالين الأكراد الذين هم من صناعة نظام الأسد ومدعومين من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، ولتأمين الدويلة العلوية في الساحل السوري”.

معتبراُ في السياق إن ما يجري الآن على أرض الواقع هو عبارة عن تمهيد لتقسيم سوريا، لأن روسيا –حسب تللو- تدرك أن الأسد لن يستطع أن يحكم سوريا في المستقبل لذا هي تسعى لوضع حدود لدويلة علوية متأملة أن تقرها محادثات السلام الدولية فيما بعد كأمر واقع.

وبخصوص الحديث مؤخراً عن عملية انتقال سياسي في سوريا، أشار المحلل إلى أن الحل السياسي في سوريا لم يكن قريباً منذ سنوات، معتقداً أن الحل السياسي هو قتل للثورة السورية لأن الحل السياسي المنُصف لم يطرح في المحادثات الدولية بعد.

موضحاً في السياق أن الحل العسكري هو الحل القائم في ظل القتل الذي يمارسه النظام وروسيا وإيران بحق الشعب السوري، وفق قوله.

وعن مؤتمر الرياض المُزمع عقده منتصف الشهر الجاري والذي سيضم مختلف أطياف المعارضة السورية، قال تللو: “أرجو أن يفضي المؤتمر إلى تشكيل مجلس قيادة للثورة السورية، من أجل أن يقود الثورة لتحقيق النصر لا من أجل مفاوضة النظام”.

وأضاف في نهاية كلامه أنه إذا أرادت تركيا وقطر والسعودية إيجاد حل للقضية السورية عليهم تشكيل مجلس قيادة حقيقي للثورة مع أطياف المعارضة يضم القوى العسكرية، والقوى الإجتماعية المؤثرة في الثورة وبعض الشخصيات، إضافة لتقديم السلاح النوعي للفصائل بكميات كبيرة، على حد تعبيره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى