هل يوحد ريف حلب الجنوبي ثوار سوريا؟

منذ منتصف شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي تقريباً أعلنت قوات النظام حملة عسكرية اسمتها “المعركة الكبرى للسيطرة على الريف الجنوبي” مدعومة بغطاء جوي روسي وبالعديد من المليشيات الأجنبية المساندة لها بهدف التقدم واقتحام المنطقة.

في بداية الحملة كان تقدم قوات النظام بطيء نوعاً ما وتمكنت من السيطرة على بعض النقاط الصغيرة في الريف الجنوبي، ومع تكثيفها للقصف المدفعي والصاروخي إضافة لمئات الغارات الروسية في اليومين الماضيين، استطاعت قوات النظام من السيطرة على بلدة الحاضرة وقرية العيس وتلتها الإستراتيجية.

وقال المحلل العسكري والإستراتيجي العقيد “معتز رسلان” لراديو الكل اليوم السبت، أن تقدم قوات النظام مع بداية الحملة العسكرية كان قليل واستطاع التقدم حوالي 12 كم من نقاطه الأساسية المجاورة للريف، ولكن خلال ليلة أول أمس ،الخميس، تقدمت قوات النظام المدعومة بالعناصر الإيرانية والعراقية واللبنانية وبغطاء جوي روسي 10 كم في المنطقة وتمكنت من السيطرة على بلدة الحاضر وقرية العيس وتلتها، منوهاً أيضاً على تقدم النظام نحو قرية البرقوم ومنطقة إيكاردا.

مؤكداً على أن هدف قوات النظام من السيطرة على ريف حلب الجنوبي هو فك الحصار عن قريتي كفريا الفوعة المحاصرتين في ريف إدلب الشمالي المجاور، حيث ذكر العقيد تصريح أحد “القادة الإيرانيين” حين قال: “سنفك الحصار عن قريتي كفريا والفوعة ولو كلفنا 100 ألف قتيل”.

وأشار رسلان في مستهل حديثه إلى أن تراجع الثوار لايعني أنهم خسروا المعركة، وأن صمودهم كان صمود أسطوري وهناك تجميع جديد لصد حملة النظام وشن هجوم معاكس، منوهاً إلى إلى إعلان حركة أحرار الشام النفير العام حيث وصلت عدة مؤازرات من أجناد الشام وجبهة النصرة وجيش الفاتحين وجيش النصر وعدة كتائب ثورية آخرى، إلى جانب حركة أحرار الشام وجيش المجاهدين جبهة ثوار سراقب وجيش الإسلام وحركة نور الدين الزنكي والفوج الأول ولواء الحرية وصقور الجبل، وذلك للإنتقال إلى حالة الهجوم المعاكس، على حد وصفه.

وتابع العقيد قائلاً: “يتوجب اليوم على الثوار الثبات لصد هجوم الثوار، وفي ظل التصعيد والقصف الروسي المكثف يجب أن يقوم كل عنصر من الثوار بحفر خندق فردي والإنتقال بشكل قفزات متتالية لحماية نفسه من القصف، منوهاً على ضرورة القيام بعملية إلتحام قدر المستطاع للإقتراب من نقاط العدو لتخفيف غارات الطيران، إضافةً لعمليات التمويه بإشعال الحرائق بمادة الفيول الكفيلة من الحد من فعالية الصواريخ، مطالباً بفتح غرفة عمليات جديدة في المنطقة مغايرة للغرفة السابقة نظراً لوصول مؤازرات جديدة إلى جبهات الريف الجنوبي.

وتوقع رسلان أن يقوم الثوار بهجوم معاكس في الأيام القادمة لإسترجاع النقاط التي خسروها مؤخراً، مبيناً على وجود سلاح بسيط بيد الثوار ولايمكن مقارنته بما تمتلكه قوات النظام والطيران الروسي.

من جانبه قال مراسلنا في حلب مجاهد أبو الجود أن الطيران الروسي نفذ صباح اليوم نحو 40 غارة على معظم مناطق ريف حلب الجنوبي تحديداً على خان طومان والزربة وزيتان وتل حدية وتل خلصة إضافة لإستهدافهم بالقصف المدفعي والصاروخي والفوزليكا، بالتزامن مع استمرار المعارك بين الثوار وقوات النظام في المنطقة، حيث أعلنت حركة أحرار الشام النفير العام مساء أمس لصد حملة قوات النظام.

وأشار في معرض كلامه إلى أن قوات النظام تقدمت خلال الشهر الماضي وتمكنت من السيطرة على 40 كم2 في ريف حلب الجنوبي كان آخرها بلدة الحاضر وقرية العيس وتلتها، منوهاً على استمرار سيطرة الثوار على تل خلصة الإستراتيجية، وأن قوات النظام لم تتمكن من إغلاق طريق (دمشق – حلب) الدولي بشكلٍ كامل على الرغم من محاولاتها المستمرة حتى الآن واستهدافها للطريق بالقذائف المدفعية والصاروخية.

وأكد مراسلنا على وجود عناصر ومليشيات أجنبية تقاتل إلى جانب قوات النظام في ريف حلب الجنوبي، حيث رفعت حركة النجباء العراقية شعاراتها داخل مسجد بلدة العيس يوم امس.

وعن خسائر قوات النظام خلال المعارك المندلعة منذ الشهر الماضي، أفاد بمقتل نحو 400 عنصر للنظام بينهم عناصر أجنبية وإصابة العشرات وأسر آخرين، إضافة لتدمير 40 دبابة ومجنزرة واحدة.

من جهة ثانية كشفَ أبو الجود على خلو أغلب بلدات وقرى ريف حلب الجنوبي من سكانها بشكل كامل ونزوحهم إلى المناطق المجاورة، إضافة لنزوح المدنيين القاطنين في المخيمات الموجودة في أطراف الريف.

بدوره أفاد مراسلنا في إدلب فؤاد بصبوص إلى وصول مؤازرات كبيرة الليلة الماضية من ريف إدلب المجاورة إلى جبهات ريف حلب الجنوبي، من حركة أحرار الشام وجبهة النصرة وجند الشام وعدة فصائل، مؤكداً على أن الثوار تمكنوا من السيطرة على نقاط هناك لكنهم لم يعلنوا عنها حفاظاً على سلامتهم، موضحاً على عدم إمكانية تأكد أو نفي الأخبار الواردة من هناك ريثما القيام بجولة لتقصي الحقائق.

وكشفَ في مستهل حديثه على عثور الثوار على مخطط مع أحد أسرى قوات النظام، يبين محاولات النظام التقدم في 3 محاور هي الزربة، وتل حدية، وطريق (دمشق – حلب) الدولي مروراً بمزارع الإيكاردا وصولاً إلى سراقب الإدلبية، لفك الحصار عن قريتي كفريا الفوعة الواقعتين في ريف إدلب الشمالي.

وعلى صعيد آخر نوّه بصبوص على حركات نزوح كبيرة متجهة من بلدات ريف حلب الجنوبي إلى أرياف إدلب المحررة (بنش،سراقب،إدلب المدينة)، حيث شوهدت سيارات كبيرة للمدنيين محملين فيها أثاثهم المنزلي، مبيناً على تأمين المنظمات الإنسانية بعض المنازل والمساعدات الإنسانية، فيما قام البعض بإستئجار بالمنازل.

جدير ذكره أن الفصائل الثورية في ريف حلب الجنوبي لاتزال تسيطر على عدة نقاط مهمة في المنطقة لعل أهمها الزربة وخان طومان وتلة خلصة وزيتان، وسط محاولات النظام التقدم والسيطرة على هذه النقاط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى