روسيا تتسبب بأكبر موجة نزوح في سوريا منذ بداية الحرب
تسبب قصف الطائرات الحربية الروسية وهجمات قوات النظام العسكرية في الأيام القليلة الماضية، بأكبر موجة نزوح في سوريا منذ بداية الحرب، حيث نزحت آلاف العوائل من مدنهم وقراهم في ريف حلب الشمالي، وريفي درعا الشرقي والغربي.
عشرات آلاف النازحين قرب معبر باب السلامة
يستمر تدفق النازحين في ريف حلب الشمالي منذ قرابة 10 أيام جراء حملة قوات النظام على المنطقة بغطاء جوي روسي كثيف، إلى جانب تقدم الوحدات الكردية بمساندة فصيل “جيش الثوار” بغطاء من الطيران الروسي أيضاً.
وتقول “أماني سندة” الإخصائية الإجتماعية المتواجدة مع النازحين في الشريط الحدودي، أن عدد النازحين فاق 70 ألف مدنياً حيث يفترشون الطرقات من الريف الشمالي نحو معبر باب السلامة، الذي يشهد احتشاد النازحين هناك بإنتظار سماح السلطات التركية لهم بالدخول إلى أراضيها.
ولفتت “سندة” لراديو الكل إلى سوء أوضاع النازحين إذ يفتقرون لأبسط مقومات الحياة في ظل موجة البرد القارس التي تضرب المنطقة حيث وصلت درجات الحرارة إلى درجة مئوية واحدة، وأشارت إلى تعرض الأطفال لحالات إسهال وإقياء وارتفاع درجات الحرارة، فيما دخلت عيادة طبية إلى أماكن تحشد النازحين وقامت بمعالجة أكثر من 100 طفل من نزلات البرد.
وأوضحت أن سوء الوضع الأمني والقصف المكثف على الطرقات الواصلة إلى موقع النزوح، أدى لعدم تمكن المنظمات الإنسانية الوصول إلى هناك وتقديم المساعدات للنازحين، منوهةّ إلى إنشاء بعض المنظمات 200 خيمة لا تفِ بالغرض، إلى جانب مطبخ ميداني قدم القليل من المساعدات.
80 ألف نازح من درعا يواجهون مصيراً مجهولاً
في درعا جنوب البلاد لم يختلف المشهد كثيراً، حيث يشهد ريف المحافظة الشرقي والغربي حركة نزوح كبيرة، وقدر مجلس محافظة مدينة درعا أعداد النازحين بأكثر من 80 ألف مدنياً، بسبب هجمات النظام العسكرية في عدة مناطق بمساندة الطائرات الروسية، إذ تمكن النظام من السيطرة على بلدتي عتمان والشيخ مسكين مؤخراً.
عضو مكتب اللاجئين في مجلس محافظة درعا السيد “أسامة البردان”، أشار إلى أن قصف الطيران الروسي وقوات النظام العشوائي والمكثف وبالقنابل العنقودية على مناطق متفرقة في ريف درعا، أدى إلى حركات نزوح كبيرة من البلدات والقرى نحو المناطق المجاورة وبإتجاه الحدود “السورية الأردنية”.
ولفت “البردان” لراديو الكل، إلى لجوء أعداد كبيرة من النازحين للإيواء في السهول الزراعية وتحت الأشجار، في ظل عدم وجود عمل منظم لإستقبال النازحين، بإستثناء مساعدات المدنيين للنازحين بفتح منازلهم حيث يبات في منزل واحد حوالي 5 عوائل في بعض الأحيان، إلى جانب تقديم المجالس المحلية بعض المساعدات على الرغم من ضعف إمكانياتها أساساً، كذلك خدمات منظمات المجتمع المدني الأهلية والتي لم تسد 10% من احتياجات النازحين وسط سوء الاحوال الجوية والبرد القارس.
وأكد “البردان” على الحاجة الملّحة لإيجاد أماكن إيواء من خلال ترميم بعض المنازل والمدارس والداوئر الحكومية المهجورة في المناطق المحررة التي لجأ إليها النازحون، كذلك تأمين الخيّام والشوادر والأغطية والوقود وصهاريج المياه وحليب ولقاحات الأطفال.
من جانبه أشار الناشط الإعلامي أبو محمد الحوراني، إلى إغلاق الأردن منذ أكثر من سنة حدودها مع سوريا وتمنع النازحين من الإقتراب من أراضيها المحاذية، حيث باتت جميع المنافذ مغلقة بعد إغلاق معبري تل شهاب والرويشد.
وأكد على صعوبة الطريق الواصل إلى منطقة الرويشد بسبب كثرة حواجز قوات النظام والذي يلجأ إليه النازحون للوصل إلى الحدود في ظل منع الأردن دخول أي من النازحين إلى أراضيها، بإستثناء الجرحى والذين يحملون بطاقات شخصية حصراً.
بدء إجراءات نقل 10 آلاف سوري لتوطينهم في أميركا
في موازاة ذلك، أعلنت السفارة الأمريكية في الأردن ،اليوم الخميس، عن بدء إجراءات نقل 10 آلاف سوري إليها، تمهيداً لتوطينهم قبل حلول أيلول/سبتمبر العام الجاري.
وقالت السفارة في بيان لها اليوم إنها قامت بإنشاء مركز مؤقت لإنجاز معاملات اللاجئين السوريين بالقرب من العاصمة الأردنية عمان، كجزء من الجهود الرامية للتوصل إلى هدف الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” بقبول ما لا يقل عن 10 آلاف لاجئ سوري إلى الولايات المتحدة قبل 30 أيلول/سبتمبر القادم.