أطفال سوريا وبذور العنف

راديو الكل/ ريف حماة

تقرير: أحمد المحمد – قراءة: سعد العلي

لم يكتف بصفعها وركلها بقوة، بل ضربها بعصاً وقطع معدنية ثم قطع رأسها وألقاها جانباً.

هذا ليس مشهداً على مسرح الأحداث اليومية في سوريا، بل انفعالاً طفولياً بطله زياد ذو الـثلاث سنوات وضحيته دميته القماشية، “جريمة” صدمت والديه بجرعة العنف المختزنة داخله، ليصل به الحال إلى أن يقتل دميته التي طالما حاول مشاركتها طعامه ويرفض النوم إلا بجوارها.

زياد من بين عشرات الأطفال الذين ولدوا بعد اندلاع الثورة، يعيشون نوبات عنف مفاجئة في محاكاة للمشاهد الدموية عبر التلفاز وألعاب الفيديو القتالية. هو الأصغر بين خمسة أطفال -أكبرهم في الرابعة عشر من العمر- يظهر سلوكاً أكثر عدائية من أشقائه مع أقرانه وألعابه.

لكن العنف لا يقتصر على من هم في عمر زياد، بل ينتشر بين أطفال من فئات عمرية مختلفة حتى سن البلوغ، معظمهم محرومون من مقاعد الدراسة. هذا ما توصل إليه بحث أجراه معد التقرير مع 10 عائلات في ريف حماة الشمالي.

ووجد معد التقرير أن معظم الأطفال في هذه العائلات – وعددهم 50 طفلاً تقريباً بمتوسط عمر 8 سنوات- يحملون نزعات عنف تجاه الآخرين.

 ولا تقتصر ظاهرة العنف الطفولي على المنزل، بل تتعداها إلى باحات المدارس التي باتت شبه ساحات حرب، وفق الموجه التربوي الأستاذ أنس الأسود، الذي حذر من أن “ألعاب الأطفال أصبحت عنيفة جداً وتؤدي إلى إصابات بمعدل إصابتين أو ثلاث إصابات أسبوعياً”.

هؤلاء الأطفال سيدخلون معترك الحياة، وستكبر معهم بذور العنف وسط ضعف الرقابة الأسرية وغياب برامج التوعية والدعم النفسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى