ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

في القدس العربي تقرير يقول: إن السعودية تقبل بالأسد رئيساً لمرحلة انتقالية وهو ما أبلغتْه لروسيا خلال زيارة الملك سلمان إلى موسكو مؤخراً، وتكشف صحيفة يني شفق التركية من جانبها عمّا تسميه عملية قادمة في “عفرين” ستتم بموافقة روسيا، وتحدثت مجلة فورين بوليسي عن احتمالات مواجهة بين إسرائيل والحلف الذي تقوده إيران.

ونقلت صحيفة القدس العربي عن مصادر مقربة من السفارة الروسية في دمشق، أن ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز خلال زيارته لموسكو أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الرياض لا ترى مشكلة في بقاء بشار الأسد رئيساً لسوريا لمرحلة انتقالية.

ووفقاً للصحيفة، أعلن الملك سلمان استعداد بلاده لدعم مسار سياسي يبقى فيه الأسد رئيساً لسوريا، على أن تساعد روسيا في تخفيف العلاقة العميقة بين طهران ودمشق بما يقلص النفوذ الإيراني في كل من سوريا ولبنان.

وتقول المصادر – وفقاً للقدس العربي -: إن بوتين أبدى نوعاً من الحياد بشأن العلاقة بين دمشق وطهران.

وأشار بوتين إلى أن موسكو لن تقحم نفسها لفسخ علاقة من هذا النوع، لكنها يمكن أن تساعد في جعل تلك العلاقة أكثر إيجابية في التأثير بملفات المنطقة.

وذكرت الصحيفة أن هذه المعلومات تتقاطع مع تصريحات سابقة للسفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبيكين التي قال فيها: إن مواقف المملكة السعودية باتت واضحة، وهي أنها مع اتفاقات أستانة ومع الحل السياسي والتراجع عن مطلب إسقاط النظام السوري ورحيل بشار الأسد.

وكشف السفير زاسبيكين في تلك التصريحات، أن “مشكلة السعودية الوحيدة هي إيران، وأن السعودية تطالب بإخراج إيران من سوريا”.

من جانبها ذكرت صحيفة يني شفق أن القوات المسلحة التركية نجحت في محاصرة منطقة عفرين الواقعة في ريف حلب الشمالي والتي يسيطر عليها تنظيم بي يي دي، واتجهت الأنظار إلى تلك المنطقة بعد أن تمكن الجيش التركي من إنشاء مقرّ للمراقبة في 14 منطقة مختلفة من إدلب السورية.

ووفقاً للصحيفة فإنّ العملية العسكرية في عفرين ذات أهمية استراتيجية لسلامة وأمن تركيا، حيث إنه في حال نجاح الجيش التركي في تنظيف منطقة عفرين من سيطرة تنظيم بي يي دي وإحكام سيطرته عليها، فإنه يعني نهاية مشروع “الممرّ الإرهابي” المدعوم بقيادة الولايات المتحدة وإسرائيل تماماً.

وتعد منطقة عفرين نقطة ارتكاز لربط المنطقة التي شهدت عملية درع الفرات، والتي تشمل مثلث “أعزاز- الباب- جرابلس”، وربطها بمنطقة إدلب، وهذا من شأنه أن يفتح الباب أمام القوات التركية المتقدمة للسيطرة على منطقة منبج من يد الوحدات الكردية، ممّا يعني توجيه ضربة قوية للولايات المتحدة والبنتاغون التي تستخدم تنظيم البي كي كي الارهابي قوةً برية.

وكشفت مصادر عسكرية لصحيفة يني شفق، لم تسمّها، أنّ عملية عسكرية محتملة على منطقة عفرين محل رضاً وارتياح من الطرف الروسي المنشغل بالقتال إلى جانب قوات نظام الأسد في منطقة دير الزور.

من جهتها قالت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية في تقرير لها: إن المتغيرات الإقليمية تنتج وضعاً جديداً تواجه فيه إسرائيل الحلف الذي تقوده إيران مرة أخرى مباشرة، مما يثير بالتالي إمكانية المواجهة المباشرة بعد الغارة الأخيرة في سوريا.

 ونقلت المجلة عن مسؤولين إسرائيليين أن إيران تفوز في محاولاتها للسيطرة على الشرق الأوسط، ولذلك تحشد إسرائيل عسكرياً ودبلوماسياً لمواجهة المخاطر الإقليمية الناتجة.

واستهدفت إسرائيل خلال الحرب في سوريا مواقع لحزب الله والنظام بهدف منع نقل الأسلحة من إيران إلى حزب الله، عشرات المرات.

وتحتفظ القوات الإيرانية الآن بوجود عسكري بالقرب من الجزء الذي تسيطر عليه إسرائيل من مرتفعات الجولان ومعبر القنيطرة، ما يجعل هذه المنطقة بمثابة خط ثان من المواجهة النشطة، بالإضافة إلى جنوبي لبنان.

ومع احتمال وصول إيران إلى البوكمال على الحدود السورية العراقية، سيجعلها قادرة على تحقيق حلمها في إنشاء ممر أرضي يمتد من إيران إلى الجولان من دون انقطاع.

وبحسب مجلة فورين بوليسي فإن المنطقة الآن مقسمة إلى 4 كتل واسعة: إيران وحلفاؤها، إلى جانب مصر والأردن وإسرائيل نفسها، وأيضاً تحالف القوى الإسلامية السنية مثل تركيا وقطر وحماس والإخوان المسلمين والمتمردين العرب السنة في سوريا، وأخيراً الشبكات الإقليمية للجهادية السلفية، أبرزها تنظيم داعش والقاعدة.

 ويرى التقرير بأن هذا التبسيط في فهم تقسيم المنطقة يحتوي على العديد من التعقيدات، وأبرزها أن الخط الفاصل بين الإسلاميين السنة المحافظين والسلفيين كان دائماً غير واضح.

هناك خط آخر غير واضح، حيث إن الحكام المستبدين مثل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لديهم بعض التعاطف مع بشار الأسد.

 ونقلت المجلة عما أسمته وجهة نظر إسرائيلية، تعود إلى الشرق الأوسط قبل عام 2010، فإن إسرائيل والقوى السنية الموالية للغرب تفاهموا على أنهم في مواجهة مباشرة مع الإيرانيين وحلفائهم، لكن التدخل الروسي المباشر في عام 2015 كان عاملاً إضافياً لتعقيد المسألة بسبب التعاون الموجود بين إسرائيل وروسيا.

 وتابعت الصحيفة أن إسرائيل ستواصل الاعتماد على دفاعاتها العسكرية وتوظيفها لردع “الأعمال الاستفزازية” من قبل الكتلة التي تقودها إيران عند الضرورة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى