ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع:

باختصار: روسيا أمام خيارات صعبة بعد الضربة الغربية إمّا استمرار الاستنزاف الروسي وتصعيده في سوريا مرفقاً بعقوبات أمريكية جديدة، وإما ابتداع سياسة جديدة تحرج الغرب والعرب وهي تغيير رأس النظام بشار الأسد كما يقول علي الأمين في صحيفة العرب. وفي الحياة اللندنية كتب حازم صاغية تحت عنوان “كأنّنا محكومون بـ «العدوان» و «الانتصار»” سخر فيه من تصوير النظام بأنه انتصر على الضربة الثلاثية. ومن جانبها نشرت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية مقالاً للكاتب كون كوغلين تحت عنوان “الصواريخ لا تكفي.. مطلوب خطة تنهي تهديد الأسد”.

وفي صحيفة العرب كتب علي الأمين: تغيير رأس النظام أو المزيد من الاستنزاف الروسي. الضربة الثلاثية تنطوي على أهداف لا تصل إلى حد الحديث عن خطة استراتيجية متكاملة لسوريا التي آلت إلى النفوذ الروسي الذي يظلل نفوذاً إيرانياً وتركياً، ولا هي ضربة محدودة وانتهت.

إنّها رسالة كما وصفتها العواصم الدولية الثلاث، ولأنها رسالة فهي تنطوي على انتظار جواب ليس من النظام الذي تعلم هذه الدول أنّه فقد منذ سنوات أيّ مساحة من استقلالية القرار، بل الرسالة هي إلى روسيا بالدرجة الأولى وإيران بدرجة ثانية.

الرئيس السوفييتي الأخير ميخائيل غورباتشوف، اعتبر أنّ الضربة الثلاثية على مواقع النظام، ليست إلا تمريناً قبل الضربة الفعلية القادمة على هذا البلد، ولعلّ آخر رؤساء الإمبراطورية السوفييتية، وآخر زعماء المنظومة الاشتراكية مع انتهاء الحرب الباردة، يدرك أنّ تحرك السفن الأمريكية نحو شرق المتوسط بشكل غير مسبوق منذ حرب العراق في العام 2003 لا يمكن إلا أن يكون تمهيداً لعمل عسكري كبير.

القوة الأمريكية العسكرية في المنطقة تمهّد لمواجهة مع إيران ليست واضحةً معالمها الكاملة بعد، لكن مع نهاية الحرب على تنظيم داعش في العراق وسوريا ثمة مواجهة حامية؛ إيران في صلبها والجغرافيا العربية مسرحها والاقتصاد والعقوبات ليسا السلاح الوحيد الذي ستستخدمه واشنطن في مواجهة الدور الإيراني في المنطقة، بل حتى الصواريخ الأمريكية باتت معدّةً وقابلةً للانطلاق بعدما تراجع الاستعراض الإيراني الصاروخي الذي طالما كان مصدر اعتداد إيران الوحيد عسكرياً.

باختصار: روسيا أمام خيارات صعبة هذه المرة؛ إمّا استمرار الاستنزاف الروسي وتصعيده في سوريا مرفقاً بعقوبات أمريكية جديدة، وإما ابتداع سياسة جديدة تحرج الغرب والعرب وهي تغيير رأس النظام.

في الحياة اللندنية كتب حازم صاغية تحت عنوان “كأنّنا محكومون بـ «العدوان» و «الانتصار»”.. وقال ساخراً: لقد انتصر بشّار الأسد على العدوان، وهو يتهيّأ لانتصار مؤكّد آت، بعد عدوان مؤكّد آت، يقال: إنّ الإسرائيليّين موشكون على اقترافه بحقّ الإيرانيّين في سوريا. إنّها، على أيّة حال، ليست المرّة الأولى التي تكون فيها سوريا والسوريّون تفصيلاً عابراً بقياس الأبد والأزل. جئنا بانتصار آخر يا بشّار. التاريخ لعبة ممتعة. التاريخ مهنة مربحة.

وأضاف: اعتدي علينا في 1948. انتصرنا بانقلاب 1952 في مصر وما أعقبه من انقلابات. اعتدي علينا في 1967. انتصرنا بحفاظنا على «الأنظمة التقدّميّة» وبنشأة المقاومة الفلسطينيّة. اعتدي علينا في 1973. انتصرنا بأن أخرجنا للعالم زعامة حافظ الأسد «بطل تشرين». اعتدي علينا في 1982. انتصرنا مرّة بعد مرّة قبل أن نرفع سويّة الانتصارات، في 2006، إلى مصافّ إلهيّ.

الشكّ البديهيّ الذي تستدرجنا إليه هذه الحالة هو: لا بدّ أنّ انتصارنا مصاب، في مكان ما، بعطل عميق، لأنّ المنتصر هو الذي لا يعتدى عليه بهذه الكثرة وهذه السهولة. إنّه من يتمكّن، في لحظة ما، من وضع حدّ للعبة متمادية ومكلفة كهذه تتراوح بين العدوان والانتصار. إنّه من يتمكّن، في لحظة ما، من طيّ صفحة باتت ماضياً والبناء على انتصاره للمستقبل.

 صحيفة ديلي تلغراف البريطانية نشرت مقالاً للكاتب كون كوغلين تحت عنوان “الصواريخ لا تكفي.. مطلوب خطة تنهي تهديد الأسد” قال فيه: إن إطلاق الصواريخ على مواقع النظام لا يعد أمراً كافياً، وإنه لا بد من خطة حقيقية لإنهاء تهديد رأس النظام بشار الأسد في البلاد برمتها.

ويضيف الكاتب، أنه لا يمكن لبريطانيا أن تدير ظهرها إزاء استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، وسط توافر أدلة على أن الأسد هو المسؤول عن هذا الهجوم المرعب، مما يعني أن مشاركة بريطانيا العسكرية بالغارات الجوية المنسّقة بعناية ضد ثلاث مواقع متورطة باستخدام الكيميائي مبررة تماماً.

ويقول أيضاً: إن مجال القلق الوحيد الذي لم يعالجه الحلفاء هو ما يجب فعله حيال الحرب الوحشية الطاحنة التي تعصف بسوريا منذ سنوات.

وأما إضعاف قدرة الأسد على ترويع الشعب السوري، فيتطلب شيئاً واحداً يتمثل في وضع استراتيجية لإنهاء إراقة الدماء مرةً واحدةً وإلى الأبد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى