إرجاء اجتماع باريس للنواة الصلبة بشأن سوريا.. وواشنطن ولندن وباريس يلوحون بالفصل السابع

 باريس ـ راديو الكل

أرجئ إلى موعد لم يحدّد اجتماع خماسيّ كان مقرراً عقده في باريس أمس ويضم “النواة الصّلبة” مما كان يعرف بأصدقاء الشعب السوري؛ أي: “الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية والأردن”، وهو اجتماع كان مقرراً أن يناقش رؤية فرنسا لحلّ سياسي ينطلق من أطر جديدة، وذلك بالتزامن مع مشروع قرار فرنسي في مجلس الأمن تدعمه الولايات المتحدة وبريطانيا يلوح بالفصل السابع لاستخدام النظام السلاح الكيميائي.

وعزت مصادر دبلوماسية فرنسية تأجيل اجتماع النّواة الصّلبة إلى انشغال بريطانيا باجتماعات الكومنولث، وهو الاجتماع الذي كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن موعده في وقت سابق يوم أمس وقال: إن بلاده مستمرة في العمل “من أجل حلّ سياسي يشمل الجميع في سوريا، من خلال التحدث إلى جميع الأطراف روسيا وتركيا وإيران والنظام وجميع قوى المعارضة، من أجل بناء سوريا الغد وإصلاح هذا البلد”، بينما أوضحت مصادر دبلوماسية أن فرنسا تسعى من خلال النقاشات التي ستجريها الدول الخمس إلى وضع رؤية لحل سياسي.

وبموازاة ذلك، طرحت باريس بدعم من واشنطن ولندن مشروع قرار شامل بمجلس الأمن الدولي يدعو إلى بداية جديدة لحل النزاع في سوريا عبر الوسائل الدبلوماسية يتناول الجوانب السياسية والكيميائية والإنسانية للملف السوري.

وبحسب المصادر، فإن باريس تريد «إجماعاً» في المجلس، وإن مشروع القرار «ينطلق من قرارات صوت عليها المجلس بالإجماع» ومن أهمها ثلاثة قرارات: «2118» و«2254» و«2401»، وهي تتناول تباعاً: السلاح الكيميائيّ والحلّ السياسي ووقف النار والجوانب الإنسانية.

ويشير مشروع القرار بحسب مصادر صحفية، إلى الفصل السابع فيما يتعلق بالموضوع الكيميائي وإمكانية اللجوء إليه في حال عودة النظام إلى استخدام هذا السلاح الكيميائي.

وتراهن باريس على وجود تمايزات بين روسيا والنظام رغم تبعية الأخير لموسكو وربما كان هناك فتور بسبب ردّ الفعل الروسي على الضربات الثلاثية، وقبلها في امتناعها جدياً عن العمل على منع وقوع تلك الضربات، ما يعني مؤشراً على توترات كامنة بين روسيا والنظام، والخلاصة الفرنسية هي: أن للجميع «مصلحةً» في العمل معاً بما في ذلك روسيا وإيران.

وثمة قناعة فرنسية، مفادها أنه من غير تمكن الغربيين من العمل مع مجموعة أستانة (روسيا وتركيا وإيران)، فإن البحث عن حلّ سياسيّ في سوريا محض خيال. وترى باريس أنها مؤهلة لأن تكون همزة الوصل بين المجموعة الغربية.

وقال ماكرون: إنه سيزور روسيا في أيار المقبل، في حين أعلن الإليزيه أن الرئيس إيمانويل ماكرون أجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبّر فيه عن أمله في “تكثيف المشاورات” مع تركيا للتوصل إلى “حلّ سياسيّ للقضية السورية”.

ومن هنا يأتي تشديد المصادر الدبلوماسية الفرنسية على الحاجة للتواصل معها ومثابرة الرئيس ماكرون على التحاور مع الرئيسين رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين، وتأكيد الجانب الفرنسي أن زيارته المقررة لموسكو وسان بطرسبورغ “لم يلحقها أيّ تعديل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى