ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع..

عواصم ـ وكالات

“مصير سوريا يتقرر خلال أيام إن لم يكن خلال ساعات” عنوان مقال نشره موقع أوراسيا قال فيه كاتبه ألبيرت أكوبيان: إنه “قبل الحرب بخمس دقائق” يتم التوصل إلى “حل وسط” بإعطاء الأردن قطعة من جنوبي سوريا ما يقوّي الوجود التركي شمال غربي سوريا. وفي الشرق الأوسط كتب أكرم البني مقالاً تحت عنوان “الخيار المرّ للنظام بين إيران وروسيا”. وفي صحيفة الحياة نشر حسام شقير تحت عنوان “إيران بين المساومة والمواجهة في سوريا”.

وتحت عنوان “مصير سوريا يتقرر خلال أيام إن لم يكن خلال ساعات” كتب ألبيرت أكوبيان في “أوراسيا ديلي”.. إنّ انتقال درعا إلى سلطة النظام ينسف آخر مبررات وجود القاعدة الأمريكية غير الشرعية غرب الفرات. والأهم من ذلك، خسارة منطقة (خفض التصعيد) الرابعة، تدفن صيغة جنيف للمفاوضات بين النظام و”المعارضة المسلحة المعتدلة”.

الولايات المتحدة ستجد نفسها مضطرةً للتحول إلى وضعية دفاع استراتيجي لحماية “نفوذها السابق” وإسرائيل من جانبها أدركت موقف الولايات المتحدة المهزوز من درعا.

وأشار الكاتب، إلى اتفاق بين إسرائيل وإيران تم بوساطة أردنية في عمان مؤخراً، يتضمن موافقة إسرائيل على عملية عسكرية للنظام في درعا بشرط عدم دخول المتطوعين الإيرانيين ومقاتلي حزب الله إلى المنطقة، كما أشارت إلى التوصل لاتفاق مشابه بين إسرائيل وموسكو… وبشار الأسد، وافق على الاتفاق.

طبيعي أنهم في الولايات المتحدة يدركون جيداً الوضع القادم، فمن المستبعد أن تتصرف تل أبيب بمعزل عن واشنطن، ولذلك فثمة تفسيران لما يجري؛ الأول: الأمريكيون بالفعل مستعدون للانسحاب؛ الثاني: يقودون بشار الأسد إلى مصيدة.

ما يدعم الاحتمال الأول هو أن صدامات واسعةً في درعا بين النظام وإيران من جهة والولايات المتحدة وإسرائيل والأردن من جهة أخرى ستقود إلى حرب كبرى ليست واشنطن مستعدةً لها بعد. وما يدعم الخيار الثاني، حدة تصريح الخارجية الأمريكية بخصوص الوضع في درعا الذي لا يترك للولايات المتحدة البقاء على الهامش، كما جرى عند اكتساح مناطق خفض التصعيد في الغوطة والرستن.

وخلص الكاتب، إلى القول: ربما ما يفصلنا عن الإجابة أيام قليلة وربما ساعات. أو، كما يحصل غالباً، “قبل الحرب بخمس دقائق” يتم التوصل إلى “حل وسط”، باقتطاع جزء من المنطقة الرابعة بحكم الأمر الواقع لمصلحة الأردن وبحماية التحالف الدولي وضمانته. الأمر الذي يقوّي بدوره الوجود التركيّ شمال غربيّ سوريا. وهكذا، ترتسم حدود مرئية لتقسيم سوريا، بالمعنى المباشر للكلمة.

وفي الشرق الأوسط كتب أكرم البني تحت عنوان “الخيار المرّ للنظام بين إيران وروسيا”.. يصح القول: إن لحظةً حرجةً تزداد اقتراباً من النظام للاختيار بين حليفين مكّناه من الصمود، طرداً مع تسارع انكشاف التباينات بين المشروعين الإيراني والروسي في رسم المستقبل السوري وحصص النفوذ في المشرق العربي، تجلت في الآونة الأخيرة بتصريحات حادة لقيادة الكرملين تطالب بانسحاب جميع القوات الأجنبية من سوريا، ردّت عليها حكومة طهران برفض صريح وبعبارة تحد بأنه لا أحد يمكنه إزاحة وجودها العسكري من المشهد السوري.

والحال أن ثمة في السلطة من يعتقد أن الدور العسكريّ الروسي قد استنفد ويحبّذ وضع البيض كلّه في السلة الإيرانية، بينما يعتقد آخرون أن خسارة النظام ستكون فادحةً إن تخلى عن الغطاء والدور الروسيين، وقد ثبت بالتجربة أن إيران عاجزة وحدها عن حمايته وتمكينه.

وأيضاً عن لعب دور ناجع في إعادة الإعمار، وهي الغارقة في أزماتها الاقتصادية، بينما يغدو تعزيز الدور الروسي والتحرر من النفوذ الإيراني، خياراً مجدياً لتلطيف موقف الغرب وفتح نافذة حقيقية ومطمئنة لإعادة إعمار البلاد…

هذا عدا الخشية من أن تفضي عنجهية التمدد الإيراني في سوريا إلى رد فعل عسكري إسرائيلي قد يطيح بالنظام ذاته، خصوصاً أن أهل الحكم يدركون جيداً أهمية رضا تل أبيب في دعمهم الخفي وضمان استمرارهم.

“جنت على نفسها براقش” مثل يدرجه البعض لوصف حال نظام الأسد الذي رفض المعالجة السياسية في إطارها الوطني واستجرّ مختلف أشكال العنف والدعم الخارجي لسحق حراك الناس ومطالبهم المشروعة في الحرية والكرامة، فبات لعبةً في أيادي الآخرين، مجبراً على الالتحاق بإيران أو روسيا كي يضمن سلامته، لكن ملحقاً أفدح الأضرار بمصالح الشعب ومستقبل الوطن.

في صحيفة الحياة كتب حسام شقير تحت عنوان “إيران بين المساومة والمواجهة في سوريا”.. قد يكون هامش المناورة التي يجيدها العقل الفارسي ما زال قائماً بمساحة واسعة باتساع الرقعة الجغرافية العربية التي سبق أن اكتسبتها طوال 3 عقود وأكثر من التوظيف المتعدد الألوان، العسكرية والدينية والأيديولوجية والمالية والاقتصادية.

بين خياري المواجهة أو المساومة، قد تلعب القيادة الإيرانية ورقة التواصل مع إسرائيل لطمأنة الأخيرة إلى أمنها إذا كان هذا ما يدفع واشنطن إلى تصعيد الضغوط عليها، مقابل عدم المس بنفوذها في سوريا. ليست هذه المرة الأولى التي تلجأ فيها طهران إلى صفقة موضعية مع إسرائيل تحت مظلة العداء لها في العقدين الأخيرين. وهذه اللعبة الجهنمية لإنقاذ نفوذها، خاضعة للمراقبة في قابل الأيام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى