تركيا تصف اتفاق إدلب بالتاريخي.. والمعارضة تقول إنه يدفن أحلام الأسد بإعادة إنتاج نفسه.. والنظام يقول إنه مرحلي

قال ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي: إن اتفاق إدلب هو اتفاق تاريخي ويقرّب لأول مرة سوريا من السلام، في حين رحّبت دول أوروبية والأمم المتحدة بالاتفاق لكنها دعت إلى تطبيقه على أرض الواقع بشكل كامل، وبينما وصفه مصدر بالجيش الحر بأنه ينهي أحلام الأسد بإعادة إنتاج نفسه.. قالت وسائل إعلام روسية وأخرى تابعة للنظام: إنه اتفاق مرحليّ مؤقت.

ووصف ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي “الاتفاق الذي توصل إليه الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين حول إدلب بالاتفاق التاريخي الذي يقرّب لأول مرة سوريا من السلام”.

ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن أقطاي قوله: “لأول مرة تقترب سوريا من السلام بعد حرب استمرت نحو 8 سنوات، عاش خلالها الشعب السوري مأساةً كبيرةً واضطر إلى مغادرة بلاده على إثرها”.

وقال بحسب سبوتنيك: “إن إضعاف سوريا وزعزعة استقرارها هو من أولويات إسرائيل بغض النظر عمن يحكمها سواء أكان الأسد أو غيره، ومن الواضح أنها تريد استمرار الحرب والقتل في سوريا بهدف استنزاف القوة والطاقة السورية كي لا تبقى في جوارها دولة قوية”.

من جانبه، أطلع وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني في اتصال هاتفي جرى بينهما على الاتفاق.

وشددت موغيريني على “ضرورة تنفيذ الاتفاق وحماية أرواح المدنيين والبنية التحتية وتمكين وصول المساعدات الإنسانية والتوصل الى حل سياسي شامل وموثوق ودائم للأزمة السورية تحت إشراف الأمم المتحدة”.

من جهته قال وزير الخارجية البريطاني جيرمي هنت، في تغريدة نشرتها الخارجية البريطانية على حسابها “تويتر”: إن تطبيق اتفاق إدلب “بشكل جيد سيكون ضرورياً لضمان استمرارها”.

ورحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالاتفاق، وقال في بيان أصدره المتحدث الرسمي باسمه ستيفان دوغريك: إن الاتفاق يجب أن “يمنع وقوع عملية عسكرية واسعة النطاق، ويؤمّن الملايين من المدنيين”.

وقال حسن نصر الله، الأمين العام لميلشيا حزب الله: إنه لن يسحب قواته من سوريا بعد التسوية في محافظة إدلب السورية ما دام النظام يريد ذلك.

 وقال نصر الله فى خطاب تلفزيوني: “هدوء الجبهات سيؤثر بطبيعة الحال في الأعداد الموجودة، ونحن باقون هناك حتى إشعار آخر”.

ولم ينشر نص الاتفاق بين روسيا وتركيا إلا أن عدداً من مسؤولي البلدين تحدثا عن بعض بنوده، ولا سيما المتعلقة بإقامة المنطقة منزوعة السلاح التي سيتم فيها تسيير دوريات مشتركة ومنسّقة باستخدام طائرات من دون طيار.

وتحدثت مصادر صحفية عن أن الاتفاق يضمن إعادة طرق نقل الترانزيت عبر الطريقين إم 4 حلب – اللاذقية وإم 5 حلب – حماة بحلول نهاية عام 2018 إلى النظام مقابل الإبقاء على الوضع القائم في إدلب على ما هو عليه.

وقالت صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا الروسية: إن الاتفاق الروسي التركي بشأن إدلب بالكاد يمكن اعتباره نهائياً ويمكن اعتباره اتفاقاً مرحلياً مؤقتاً.

وقال مسؤول بوزارة الخارجية التابعة للنظام: إن الاتفاق مؤطّر زمنياً بتوقيتات محددة ويعتمد على وحدة وسلامة الأراضي السورية.

ومن جانبها، قالت صحيفة الوطن الموالية للنظام: إن الاتفاق سينفذ على 3 مراحل، ‏الأولى تتضمن إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 كم حول مدينة إدلب، وتنفيذها قبل منتصف تشرين الأول المقبل، والثانية يتم فيها نزع السلاح الثقيل، وتمتد حتى 10 من تشرين الثاني المقبل وبإشراف روسي تركي، والثالثة التي سيجري فيها دخول مؤسسات الدولة لتسلّم مهامّها قبل نهاية العام.

وكانت رويترز نقلت عن قياديّ في الجيش السوري الحر قوله: إن اتفاق إدلب يضمن حماية المدنيين من الاستهداف المباشر، ويدفن أحلام الأسد في إعادة إنتاج نفسه وفرض كامل سيطرته على سوريا.

وقال: إن منطقة إدلب ستظل في أيدي «الجيش الحر»، ما سيؤدي إلى “إجبار النظام وداعميه على البدء في عملية سياسية جدية، تفضي إلى انتقال سياسي وإنهاء حكم الأسد”.

وتوقعت مصادر صحفية أن تبقى المنطقة شمال طريق حلب – اللاذقية إلى مرحلة لاحقة بحيث تضم إلى منطقتي النفوذ التركيتين في درع الفرات وغصن الزيتون، مع نقل المعارضين للاتفاق إلى هذه المنطقة بحيث يحسم مصيرها في الأشهر الثلاثة الأولى من العام المقبل.

وتشير المصادر، إلى أن مسؤولية تفكيك هيئة تحرير الشام التي لا توجد بكثرة في المنطقة منزوعة السلاح إن لم يتم بنهاية المهلة الروسية حتى الـ15 من تشرين الأول المقبل؛ فإنه من المرجّح أن تكون مهمة إحلال الأمن في المنطقة ستقع على عاتق تركيا والجيش السوري الحر، ما قد يدفع تركيا لعملية جديدة بسوريا، شبيهة بالعمليات التي أجرتها سابقاً، وهي درع الفرات، وغصن الزيتون.

وتتحدث المصادر عن أن أكبر الرابحين من الاتفاق هما تركيا وروسيا، في حين أن أبرز الخاسرين هيئة تحرير الشام وإيران.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى