بعد تجاهل واشنطن مطالبها بإغلاق قاعدة التنف.. روسيا تلوّح بالانتقام من نازحي مخيم الرقبان

راديو الكل ـ تقرير

اشترطت روسيا موافقتها على إدخال مساعدات إلى مخيم الرقبان على الحدود السورية الأردنية بسحب القوات الأمريكية من محيط منطقة التنف وتسليمها للنظام ووقف دعم المسلحين الذين يسيطرون على المخيم، محمّلةً الولايات المتحدة مسؤولية كارثة إنسانية وشيكة فيه.

وقالت الخارجية الروسية في بيان: إن الموافقة على إرسال قافلة مساعدات أممية جديدة إلى مخيم الرقبان في ظل الظروف الحالية أمر مرفوض تماماً.

وأضافت أن جزءاً من المساعدات الأخيرة التي أرسلت إلى المخيم في بداية تشرين الثاني الماضي وقع بيد مسلحي مغاوير الثورة الذين يسيطرون على المخيم والمدعومين من الولايات المتحدة بسبب إشرافهم على توزيعها.

وقالت وزارة الخارجية الروسية: “إن الظروف المعيشية في الرقبان صعبة للغاية وقريبة منكارثة إنسانية، ويعتبر سكانه في الواقع رهائن للتشكيلات المسلحة غير الشرعية المرتبطة بتنظيم داعش، والتي تنشط في المنطقة برعاية الولايات المتحدة”.
وشددت الخارجية الروسية، على أن “الولايات المتحدة تتحمل كامل المسؤولية عن الوضع المحزن بالمخيم”. مضيفةً أن “الجانب الأمريكي خصوصاً يجب أن يضمن الظروف الطبيعية للناس الموجودين داخل مخيم الرقبان”.

وأشارت الخارجية،إلى أن هذا الوضع “بسبب تجاهل الولايات المتحدة السافر لأعراف القانون الدولي”، والتي تعدّ مسؤولةً عن الوضع في المنطقة حول مدينة التنف السورية التي تحتلها الولايات المتحدة بصورة غير شرعية.

وأرسلت الأمم المتحدة دفعةً من المساعدات الإنسانية في بداية تشرين الأول الماضي بعد توقف دام 10أشهر.

ولا توجد إحصائيات رسمية لعدد القاطنين في مخيم الرقبان وغالبيتهم من ريف حمص إلا أن مصادر أمميةً تقدّر عددهم بنحو ستين ألف نسمة.

وتقدّر موسكو عدد عناصر جيش مغاوير الثورة الذين يؤمّنون الحماية لمخيم الرقبان بنحو 6 آلاف شخص.

واستهدف التحالف في أيار وفي حزيران الماضيين، قوات النظام والميلشيات التابعة لها حين اقتربت من التنف التي تضم القاعدة العسكرية الأمريكية، حيث يعمل خبراءعسكريون أمريكيون على تدريب فصائل مقاتلة لمواجهة “داعش”.

وأخفقت روسيا بإقناع الولايات المتحدة بسحب قواتها من منطقة التنف وإغلاق مخيم الرقبان وعودة النازحين السوريين المقيمين فيه إلى مناطقهم. وكذلك تجاهلت الولايات المتحدة لعرضها إخضاع قاعدة التنف لسيطرة مشتركة أمريكية روسية، واشتكى رئيس هيئة الأركان الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف من عدم استجابة الولايات المتحدة لعرض بلاده.

ويكتسب المثلث الحدودي بين العراق وسوريا والأردن أهميةً استراتيجيةً كونه يشكّل عقدة مواصلات إقليمية تربط بلاد الشام بالخليج وإيران، وتقع التنف على الطريق البريّ السريع بين بغداد ودمشق، وكان النظام يستخدمه فيما سبق لنقل الأسلحة إلى ميلشيا حزب الله، فيحين تشعر موسكو بالاستياء من قاعدة التنف لأنها تقدّم دعماً للمعارضة.

وتولي الولايات المتحدة أهميةً استثنائيةً للتنف، حيث نفّذت في العام 2003 عمليات إنزال جوي فيمثلث التنف، وذلك قبل أيام من غزو العراق.

وتقول روسيا: إنالأمريكيين أقاموا قاعدةً ثابتةً في منطقة التنف تنشر فيها منصات صواريخ من نوع هايمرس، بينما يمنع طيران التحالف الدوليالذي تقوده الولايات المتحدة قوات النظام أو ميلشيات إيران من التقدم باتجاه المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى