جولة الصحافة على راديو الكل | 15-10-2015
نستهل جولتنا من موقع السورية نت حيث كتب فيها الدكتور غازي التوبة، مقالاً جاء تحت عنوان:
سورية بين التقسيم والانتصار
يقول الكاتب في بداية المقال: لقد اتضح أن الأسد فريد في وحشيته، ومن الجليّ أنه فاق أعتى القادة المجرمين في التاريخ من ناحية حجم التدمير الذي ألحقه بسورية، فقد فاق نيرون الذي أحرق روما، أو هولاكو الذي دمّر بغداد، أو هتلر الذي دمّر ليس ألمانيا فحسب بل كل أوروبا، لذلك يجدر أن نسميه “وحش سورية” وليس “أسد سورية”.
ويتابع: أرسل “الدب الروسي” إلى سورية عدداً من الطائرات المتقدمة كسوخوي، كما أرسل عدداً من أنظمة الصواريخ المتطورة، وعدداً من الدبابات المتقدمة، كما اهتم بالقواعد البحرية على ساحل البحر الأبيض المتوسط في طرطوس واللاذقية، كما أرسل عدداً من الخبراء ليكونوا عوناً للنظام.
يضيف الكاتب متسائلا: وقد ثبت خلال الأيام السابقة التي بدأت الطائرات الروسية طلعاتها الجوية أنه استهدف قواعد الجيش الحر وأسلحته أكثر مما استهدف “داعش”، وهذا يؤكد أن هدف روسيا هو تمكين “وحش سورية” وليس مقاتلة “داعش”.
والسؤال الآن: علام تفاهم “الدب الروسي” و”الوحش السوري”؟
يقول الكاتب: أعتقد أنهما تفاهما على تقسيم سورية، وعلى أن يكون دور “الدب الروسي” هو تمكين “الوحش السوري” من استعادة السيطرة على منطقة حمص واللاذقية وسهل الغاب وحماة لتكون ضمن الدولة العلوية التي يتطلع “الوحش السوري” إلى استقطاعها من سورية، ولتكون محميّة بقوات “الدب الروسي”، الذي سيجعلها له منطقة نفوذ مُطلّة على مياه البحر الأبيض المتوسط، وهو الحلم الذي تطلعت إليه روسيا منذ القياصرة القدماء، وهو ما حققه القيصر “بوتين” في العصر الحديث.
ويختم: استنجد “الوحش السوري” أخيراً بـ “الدب الروسي”، والأرجح أن الهدف هو تقسيم سورية، ويمكن أن تحقق الثورة الانتصار على العدوين: “الوحش السوري” و”الدب الروسي” وتحول دون “تقسيم سورية” بأن يُشكّل الثوار “جبهة” عريضة، ويقاتلوا تحت قيادة واحدة، ويجب أن يكون لـ “المجلس الإسلامي السوري” دور في تكوين هذه “الجبهة”، ويجب أن تواصل الفصائل والكتائب المقاتلة سيرها نحو استكمال الحقين: “الشرعي” و”الكوني” في بناء كياناتها من خلال “المراجعات” المستمرة، ومن خلال “الحوار” مع العلماء الربانيين، لذلك نخاطب الثوار – في هذه المرحلة – بأعلى صوتنا قائلين: (أيها الثوار: اتحدوا في جبهة عريضة، وتحرّوا الحقين: “الشرعي” و”الكوني”، لتكون سورية في حالة “انتصار” لا “تقسيم”).
إلى صحيفة الحياة اللندنية، حيث كتب فيها حسان حيدر مقالاً بعنوان:
“رشوة” أميركية للمعارضة السورية
يبدأ الكاتب: من المتوقع ان ينجز خبراء عسكريون من الولايات المتحدة وروسيا قريباً جداً تفاصيل اتفاق يتيح تلافي الصدام في الأجواء السورية، في تسليم أميركي واضح بأن الحملة الجوية المدمرة التي تشنها موسكو في سورية ستستمر وفي طريقها إلى التوسع، وأن من الأفضل تجنب أي احتكاك يورط واشنطن في ما لا تريد ولا تسعى إليه. وفي المقابل تلقي طائرات أميركية بعض الذخائر إلى المعارضة، في ما يصح اعتباره “رشوة” سخيفة لتغطية التخلي الأميركي الإرادي عن نجدة الثورة السورية.
ويضيف: لكن المعارضة السورية المعتدلة التي تلح على منحها وسائل التصدي للطيران الروسي ومروحيات البراميل المتفجرة التي يرسلها بشار الأسد، تعتبر هذه الحجة التفافاً أميركياً على طلبها وتهرباً معداً سلفاً من التعاون الفعلي معها، حتى في مستويات أخرى لا تتحفظ واشنطن عنها، وتؤكد أن هدف الأميركيين الحقيقي ليس فقط عدم الصدام مع الروس، بل خصوصاً الاستجابة لرغبة إسرائيل في إنقاذ النظام السوري.
يقول الكاتب في ختام مقاله: فاستمرار الرفض الأميركي لتزويد المعارضة بما يتيح لها موازنة التدخل الروسي سيؤدي عملياً الى “تعويم” نظام الأسد وفرضه مفاوضاً أساسياً، ليس فقط في المرحلة الانتقالية، بل في ما بعدها، في حال نضجت ظروف التسوية السياسية، وستكون موسكو حققت هدفها بالحفاظ على حليفها وصانت نفوذها في شرق المتوسط، وتكون واشنطن حققت هدف إسرائيل بالحفاظ على حليفها غير المعلن نفسه، وأنجزت خروجها من المنطقة بما يتوافق مع خطة أوباما المعلنة بإنهاء عهده من دون تدخلات أميركية في الخارج.
في صحيفة العربي الجديد، ونختم منها بمقال للكاتب أحمد القثامي، جاء تحت عنوان:
الدين وقود لصراع النفوذ
يقول الكاتب: جاء التورط الروسي المتخم بالغرور الأعمى، تقوده نشوة العنجهية المزيفة، في المستنقع السوري، ليحتل صدارة المشهد، ويُشكل العنوان الرئيسي للحدث، غير أن الحالة الهزليّة لما يجري حملت، في بعض جوانبها، ما يبعث على الغثيان، ويُرسخ الاعتقاد بسوريالية ما يحدث في الأرض السورية التي جمعت القتلة والمجرمين وتجار الدين، ليمارسوا بشاعتهم وحقدهم الأسود، ويُنكلون بشعب ثار بغية الحرية والكرامة.
ويتابع: ثمة مشهد يبدو هامشياً للوهلة الأولى، إلا أن التدقيق فيه يختزل ما يُحاك، ليس لسورية فحسب، بل للمنطقة بأسرها، ففي يوم الجمعة الماضي، اعتلى منبر الجامع الأموي في دمشق خطيبه مأمون رحمة، وبأداء تمثيلي مبتذل ومبالغ فيه، كان أقرب إلى المهرج منه إلى خطيب مسجد، فلم تكن خطبته ابتهالا لله أن يفرج الكربة ويزيل الغمة ويتوقف نزيف دم أبناء بلده وتشردهم في أصقاع الدنيا في تغريبة يرثى لها، بل أغدق في كيل المديح والثناء للمحتل الروسي الذي يمطر السوريين، كل يوم، بأطنان المتفجرات، ويجرّب أسلحته الفتاكة على المستضعفين ممن لا حول لهم ولا قوة.
يوضح الكاتب: كل من دخل الساحة السورية، بما يحمله من أهداف سياسية، استخدم الدين قناعاً يخفي بشاعة ملامحه، بدءاً من حماية المقامات المقدسة لدى الشيعة، إلى إقامة دولة الخلافة التي ستحقق العدالة، وصولا إلى معركة بوتين المقدسة، فالجميع جاء لمحاربة داعش، لكن المفارقة أن التنظيم المتطرف يتمدد ويبسط نفوذه أكثر، مع كل ضربات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن على مدى أشهر، إضافة إلى الغارات الروسية والصواريخ بعيدة المدى.
ويضيف: الهدف الذي تسعى إليه كل الأطراف الدولية هو تقسيم المنطقة إلى دويلات ذات صبغة دينية وقومية، لتتقاسم النفوذ فيما بينها، إلا أن استفزاز المشاعر الدينية قد يقود إلى انفجار أكبر يجتاح المنطقة بأكملها، ما يضعنا أمام مناخات حرب عالمية.
لن يفلح الروس بحصد أي إنجاز يذكر، وكل ما سيقدمونه هو مزيد من الموت المجاني والدمار، لشعب اتفق العالم على خذلانه، غير أن صمود الشعب السوري وبسالته ويقينه العميق بالله يؤكد، كل يوم، أن كل رهانات الآخرين خاسرة لا محالة. يختم أحمد القثامي مقاله.