مجازر الغوطة الشرقية.. أول رد روسي على مؤتمر الرياض

جدد الطيران الروسي من ارتكابه مجازر مروّعة في مناطق مختلفة من سوريا، حيث تجاوزت حصيلة الضحايا المدنيين جراء الغارات الروسية الـ 200 ضحية خلال اليومين الماضيين، حيث ارتقى في مدينة دوما وحدها أمس الأحد أكثر من 60 شهيداً.

ويأتي تكثيف القصف الروسي وارتكابه هذه المجازر، بعد أيام على اختتام مؤتمر المعارضة السورية في الرياض، والذي تمخض عنه تشكيل هيئة عليا للمفاوضات مع النظام من 34 عضواً يمثلون مختلف أطياف المعارضة السياسية في الخارج والداخل، إضافة إلى ممثلين عن أهم فصائل المعارضة الفاعلة على الأرض.

وفي هذا الصدد أجرى راديو الكل مقابلة خاصة مع العميد عبد الكريم الأحمد رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري الحر، رئيس الكتلة الوطنية الحرة سمير سطوف.

حيث قال العميد الأحمد: “القيادة الروسية زادت من قصفها على المناطق المدنية في هذه الفترة بعد توحد المعارضة السورية في مؤتمر الرياض حيث أصبح لها جسد واحد”، منوهاً أن روسيا كانت تتذرع بعدم وجود معارضة وأن الثورة السورية بكل ما فيها إرهابيين، حسب تعبيره.
وأكد في السياق على أن مؤتمر الرياض أثبت بشكل واضح وعلني للمجتمع الدولي بوجود معارضة حقيقية في سوريا ضد نظام الأسد والعدوان الإيراني والروسي.

وبيّن أن الغارات الروسية تقوم بإستهداف المدنيين والمستشفيات والأفران والمخيمات والمستودعات الإغاثية، وتمهد لقوات النظام والمليشيات الإيرانية والأفغانية وحزب الله في معاركهم مع الجيش الحر تحديداً في حلب واللاذقية، موضحاً أن الثوار وخلال الأربع سنوات والنصف الماضية تمرسوا على الدفاع وتفادي الضربات الجوية وحققوا بالأمس تقدماً في جبهات ريف حماه الشمالي.

وعن تدوال أنباء عن انسحاب عناصر من المليشيات الإيرانية من سوريا، أشار العميد إلى أن أميركا وإسرائيل والإعلام العربي أيضاً أفادوا بإنسحاب 7 آلاف مقاتل إيراني من الأرض السورية ليصبحوا 2500 مقاتل فقط، مؤكداً بأن هذه الأنباء عارية عن الصحة وأن المليشيات الإيرانية تمكنت بالأمس من السيطرة على 5 قرى في ريف حلب الجنوبي.

وبالنسبة لإمكانية وجود رابط بين المجازر التي وقعت بالغوطة الشرقية وتصريحات أمير جبهة النصرة بما يخص عرقلة الهدنة في الغوطة، نوّه على عدم وجود أي رابط بين تصريحات أمير النصرة وما حصل بالغوطة لأن قصف المدنيين لايرتبط بتصريحات أي قائد فصيل.
مشيراً في هذا الصدد إلى وجود فصيل قوي في الغوطة هو جيش الإسلام وبعض الفصائل الآخرى هي التي تفرض إيقاع ما يجري في الغوطة الشرقية، وفق وصفه.

وبيّن الأحمد في ختام حديثه أن الإدارة الأمريكية لا تريد أن تتورط في الملف السوري بشكل مباشر لذلك سمحت المجال لروسيا بالتدخل في سوريا، في محاولة لمنع بعض الدول كالسعودية وتركيا من تقديم الدعم للثورة السورية.

من جانبه قال رئيس الكتلة الوطنية الحرة سمير سطوف: “الطيران الروسي ومنذ تدخله العسكري في سوريا استهدف المدنيين سواء في حمص وحماه وحلب وإدلب مستخدماً أسلحة محرمة دولياً تحت شعار محاربة الإرهاب وتنظيم داعش”.

مؤكداً أن الغارات استهدفت التجمعات السكنية والمشافي والمدارس والمناطق التي لا يتواجد فيها عناصر لداعش، لافتاً أنه وبعد تقديم بعض الإحتجاجات الدولية على روسيا، قامت الأخيرة بضرب مناطق مدنية تقع تحت سيطرة التنظيم وليس مقراته، وفق وصفه.

وأشار في مستهل كلامه أن روسيا غير قادرة على فرض إرادتها على أميركا، لكن السياسية الأمريكية تتغاضى عن تصرفات الروس في سوريا لتوريطها في المنطقة، معتقداً أن الموقف الأمريكي أخطر على الثورة السورية من التدخل الروسي.

مبيناً في السياق أن الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الأطراف الدولية لايريدون انتصار الثورة السورية لأنه سيفرز تداعيات كبيرة في سوريا وعموم المنطقة وسيسهم في إعادة صياغة معادلات التوازن الدولية، معتبراً أن روسيا وأميركا محكومان بالأمن الإسرائيلي في المنطقة وهما يتصرفان وفقاً لهذا المنطلق، حسب قوله.

وعن اللقاء المرتقب بين “جون كيري” و “سيرغي لافرورف” في موسكو قبيل انعقاد مؤتمر نيوريورك، أشار سطوف إلى محاولة روسيا إلغاء مشروعية مؤتمر الرياض وتقويض نتائجه الإيجابية، والتقليل من آثار الإتفاق المبدئي بين أطياف المعارضة، من خلال الضغط على تسمية بعض الفصائل الثورية المشاركة في مؤتمر الرياض بأنها جماعات إرهابية.

وأكد رئيس الكتلة الوطنية في ختام حديثه إلى أن القوات الروسية فشلت في تأمين الحماية الدائمة لنظام الأسد بعد فشل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله في ذلك سابقاً، معتقداً أن فرص الحل السياسي في سوريا قليلة، لأن الحل السياسي حالياً غير ناضج في أذهان القوى المؤثرة في العالم لاسيما أميركا وروسيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى