الأمم المتحدة تحذر من فشل التمديد لآلية إيصال المساعدات إلى سوريا

على وقع تهديدات روسيا بالتصويت ضد تمديد تدفق المساعدات عبر "باب الهوى" في تموز القادم

حذرت الأمم المتحدة من عواقب إخفاق مجلس الأمن الدولي، في تمديد العمل بآلية إيصال المساعدات الإنسانية الأممية إلى سوريا، والتي ينتهي تفويضها الحالي في تموز المقبل.

جاء ذلك في إفادة قدمها وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “مارك لوكوك”، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي عُقدت، أمس الأربعاء، بشكل افتراضي، لبحث مستجدات الملف السوري.

وقال “لوكوك” إن تفويض مجلس الأمن الخاص بآلية المساعدات الأممية العابرة للحدود في الشمال الغربي من سوريا (معبر باب الهوى على الحدود مع تركيا) “سوف ينتهي في غضون 6 أسابيع فقط”، مشيراً إلى أن “الفشل في تمديد هذه الآلية سيؤدي إلى إنهاء عمليات التسليم المباشرة (للمساعدات) من قبل الأمم المتحدة على الفور”.

وحذر المسؤول الأممي من توقف إيصال الطعام لـ 1.4 مليون سوري شهرياً، ومن إمداد الدواء ومستلزمات التعليم لعشرات الآلاف من الأطفال والأمهات والطلاب.

وأضاف “لوكوك” أمام مجلس الأمن: “كما سينتهي الدعم الحاسم المقدم لقطاعات المياه والصرف الصحي والصحة وإدارة المخيمات، إلى جانب قدرة الأمم المتحدة على توجيه ما يقرب من 300 مليون دولار من التمويل السنوي للعمليات إلى الشركاء المحليين على الأرض”.

ولفت المسؤول الأممي إلى أن “ألف شاحنة محملة بالمساعدات تعبر إلى الشمال الغربي (من سوريا) عبر باب الهوى كل شهر، وهذا أمر مهم، وإن كان بعيداً عن أن يكون كافياً”.

وأردف قائلاً: “بدون قرار قريب جداً من انتهاء صلاحية القرار، يجب أن نستعد، تماماً مثل العام الماضي، لسيناريو أسوأ الحالات، ونحن نخطط حالياً لزيادة عدد الشاحنات التي تعبر باب الهوى إلى ما بين 1100 و1200 الشهر المقبل”.

وفي العام 2014، اتخذ “مجلس الأمن الدولي” قراراً يتيح عبور المساعدات الإنسانية إلى سوريا من أربع نقاط حدودية (باب السلامة وباب الهوى مع تركيا، واليعربية مع العراق، والرمثا مع الأردن).

وفي تموز الماضي، استخدمت روسيا “الفيتو” لتمديد قرار إيصال المساعدات عبر الحدود، ثم سمحت بمرور قرار ثانٍ قدّمته ألمانيا وبلجيكا، يسمح بذلك عبر نقطة حدودية واحدة هي “معبر باب الهوى” على الحدود مع تركيا.

وتهدّد موسكو بالتصويت ضد تمديد تدفق المساعدات عبر “باب الهوى” في تموز القادم، مطالبة بأن يكون إيصال المساعدات حصراً بالتنسيق مع نظام الأسد، ما يعني حدوث كارثة إنسانية مع حرمان لملايين السوريين في شمال غربي البلاد من تلك المساعدات، الأمر الذي حذّر من خطورته عدة مسؤولين أممين على رأسهم الأمين العام “أنطونيو غوتيريش”.

وفي 19 أيار الحالي، طالب وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكن” في بيان أعقب لقاء جمعه بوزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” بوجوب تأمين دخول المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري.

وحذّر وزير الخارجية الأمريكي خلال ترؤسه جلسة شهرية لمجلس الأمن الدولي حول الشق الإنساني في الملف السوري، في آذار الماضي، من مغبة وقف تمديد المساعدات عبر الحدود، وتساءل حينها: “كيف يُعقل ألا نجد في قلوبنا حساً إنسانياً مشتركا لاتخاذ إجراءات مهمة؟”.

ويُفترض أن ينتهي العمل بآلية إيصال المساعدات الأممية العابرة للحدود إلى سوريا من معبر (باب الهوى) على الحدود التركية في 11 تموز المقبل، في حال استخدمت روسيا “الفيتو” في وجه تمديد هذه الآلية.

راديو الكل – وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى