اجتماع للمجموعة المصغرة والسبع الكبار في روما الإثنين المقبل لإغاثة السوريين ولا حديث عن حل سياسي

اجتماع دولي جديد حول سوريا يعقد الإثنين في العاصمة الإيطالية يضاف إلى مئات الاجتماعات والمؤتمرات التي عقدت وستعقد ولا تزال تناقش ملفات القضية السورية منذ أن أصبحت قضية أضيفت إلى قضايا العرب المركزية المستعصية على الحل والتي تبدو أقرب لأن تكون استثمارا دوليا وإقليميا لم ينته إلى أي صدام بين القوى المتدخلة بسوريا بل أحيل إلى السوريين ليتكفلوا هم أنفسهم بذلك .

الاجتماع الجديد والذي يضم المجموعة الدولية المصغرة حول سوريا والسبع الكبار إضافة إلى تركيا وقطر وسترعاه الولايات المتحدة لم يرشح عن أجندته سوى ما أعلنته الخارجية الأمريكية بأنه سيناقش تلبية الاحتياجات الإنسانية إلا أنه بالنسبة للسوريين وبعد هذه السنوات لم يعد الأمر كما يعلن فلطالما كانت آمالهم تعلق على اجتماعات ومؤتمرات مماثلة تعد بالحل السياسي وكانت تترجم بواقع تعزيز نفوذ القوى على الأرض أكثر فأكثر بحيث لم تعد هناك الآن سوريا التي كانت تعرف قبل العام 2011 بل دويلات بقوانين واقتصاد وقوات وشرطة خاصة بها .

ملاحفجي : الائتلاف بعث رسالة للأمريكيين حول اجتماع جنيف
وقال عضو الائتلاف الوطني المعارض الدكتور زكريا ملاحفجي إن الائتلاف الوطني بعث برسالة للأمريكيين ولعدة دول مشاركة في اجتماع روما المقبل عبر فيها عن أمله في أن يؤدي إلى نتائج إيجابية وينهي معاناة السوريين وأن يكون الاجتماع مختلفا عن لقاءات سابقة ، مشددا على أن التفاؤل الذي لا يزال موجودا وقف على إصرار وعزيمة السوريين .

ورأى ملاحفجي أن الشعب السوري بغالبيته لا يرغب ببقاء النظام ولا سيما في مناطق سيطرته ، مشيرا بهذا الخصوص إلى المظاهرات التي تندلع في درعا والسويداء وغيرها إلا أن المجتمع الدولي خذل الشعب السوري طيلة سنوات الثورة للأسف .

وقال إن الأزمة هي أن لا رغبة أو جدية لدى المجتمع الدولي لإيجاد حل منذ بداية الثورة السورية وحتى الآن وتم ترك القضية السورية ككرة ثلج تكبر من خلال الاستمرار في إدارة الصراع والدخول إليه من بوابات متعددة مثل القضايا الإنسانية أو السياسية اللاجدية

خليوي : اجتماع روما مهم بسبب وجود تركيا فيه واستبعاد ايران وروسيا
ومن جانبه لم يستبعد الكاتب والمحلل السياسي سامر خليوي أن يتمخض اجتماع روما عن نتائج إيجابية خاصة وأن تركيا تحضر الاجتماع والتي هي أكثر دولة ممكن الوثوق بها من قبل السوريين ، مشيرا إلى أنه من الممكن أن يعيد الاجتماع تكتل مجموعة أصدقاء الشعب السوري ولكن من السابق لأوانه الحكم على نتائجه .

وقال إن الاجتماع مختلف عن اجتماعات سابقة نظرا لدعوة تركيا وقطر إليه وعدم وجود دول داعمة للنظام مثل روسيا وإيران ، وإن كان عنوانه هو تقديم المساعدا فإنه قد يتطرق إلى تفاصيل وملفات أخرى في القضية السورية .

اجتماعات السنوات العشر الدولية والإقليمية سارت على واقع ميداني يعزز شيئا فشيئا تقسيم البلاد بحيث بات لكل قسم زعيمه من بشار الأسد وأبو محمد الجولاني إلى قيادة قوات سوريا الديمقراطية وغيرها من أمراء الحرب والمسألة دوليا باتت تتعلق بتقديم مساعدات إنسانية للضحايا لإبقاء ما تيسر منهم على قيد الحياة واستثمارهم في قضايا القوى الإقليمية والدولية .

اجتماع في روما على إيقاع تعزيز القوى نفوذها في سوريا

وبواقع تطورات السنوات الماضية فإن الاجتماعات خلالها سارت في اتجاه وعلى الأرض كان هناك شيء مختلف تماما ففي مناطق البلاد هناك أشبه ما يمكن أن تكون الصورة هي ترسيم حدود بينية ، إذ يضع الروس خلال هذه المدة في مناطق شرق الفرات ألغاما بين المنطقة ومناطق سيطرة النظام غرب النهر في حين أن البضائع التي ترد إلى شرق الفرات عن طريق مطار القامشلي أصبحت تحتاج إلى ترسيم جمركي والسوري القادم إلى تلك المنطقة يحتاج إلى كفيل من أبنائها كما حال الذي كان يسافر إلى الخليج ويطلب منه كفيل خليجي .

وفي إدلب يعزز زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني وجوده ليس بعيدا عن دعم أمريكي وهو ما برز من خلال تصريحات جيمس جيفري الأخيرة بأن واشنطن لم تستهدف الجولاني أبداً وإيحاءاته بأنها تتعامل مع الطرف النافذ والمهيمن ، وإن لم يتفق معها أيديولوجياً وسبق أن عقدت الولايات المتحدة اتفاقيات مع حركة طالبان في أفغانستان .

أما مناطق النظام فتبدو محصورة في دمشق واللاذقية وطرطوس وحماة مع وجود رمزي في درعا والسويداء ويشارك النظام في قرارها الروس والإيرانيين من خلال اتفاقيات بعيدة الأمد واستحواذ على الثروات وتغلغل في المجتمع وتبدو تصريحات لافروف المستمرة التي تحذر من التقسيم هي تكريس له بشكل غير مباشر وكأن روسيا ربما تكون متفقة مع القوى الأخرى على ذلك .

لا حديث عن حل سياسي حتى الآن في أي اجتماع حتى في اجتماع فيينا القادم على الرغم من مشاركة بيدرسون فيه وهو الذي يذكر حضوره باللجنة الدستورية إذ تحيل القوى الكبرى الخلاف فيها إلى السوريين أنفسهم وتركز على أنها بقيادة سورية ولم تصل إلى نتيجة منذ تشكيلها قبل نحو عامين إلا أن المبعوث الأممي لا يزال يتحدث عن الأمل في إحراز تقدم في المستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى