في سوريا.. رغيف الخبز صعب المنال

يواصل النظام عقاب شعبه بكل الطرق والأساليب، بدءاً بالبراميل المتفجرة وليس انتهاء بسياسة الإفقار والحرمان التي بات ينتهجها مؤخراً في عدة مدن وبلدات سورية، وذلك من أجل تركيع المناطق التي خرجت عن سيطرته، فعمد إلى تجويع المواطن عن طريق حرمانه من الغذاء ومنع توزيع مادة الدقيق وإمدادات المحروقات اللازمة لعملية الخَبز، فضلاً عن أن معظم المخابز أضحت مدمرة بالكامل، ما تسبب بأزمة في معظم المناطق السورية المحررة، تتصدرها دمشق وريفها بأكثر من مليون شخص يعانون من نقص حاد في الخبز، تلتها كل من محافظتي إدلب وحلب، حسب تقرير المخابز في سوريا، الصادر عن وحدة تنسيق الدعم قبل شهرين، والذي شمل نحو 600 مخبز ضمن 88 ناحية في 12 محافظة خلال شهر أيلول الماضي، مشيرة إلى أن معظم المخابز ضمن غوطتي دمشق الشرقية والغربية قد توقفت عن العمل.

وفي موازاة ذلك أشار منسق مشاريع الأمن الغذائي في وحدة تنسيق الدعم ،مالك الحمصي، إلى أن أهم الأسباب التي أدت إلى توقف عدد من الأفران في المناطق السورية المحررة بشكل جزئي أو كلي، تتمثل في مشكلة الطحين حيث تتراوح الأزمة التي يشكلها غياب الطحين نسبة ما بين 50 و 60% من مجمل مشاكل الأفران، فيما تمثل باقي معوقات المصاريف التشغيلية “كالمازوت” نسبة تقارب 35%.

وأفاد “الحمصي” في حوار خاص مع راديو الكل بمعاناة المناطق المحاصرة من قلة مادة الخبز، حيث يقتصر تواجد الأفران على اثنين في درعا، وثلاثة في حمص، وخمسة في ريف دمشق، وذلك بسبب الحصار الخانق الذي تعاني منه هذه المناطق، في حين يكون الوضع جيد نسبياً في بقية المناطق بحيث يتواجد 101 فرن في حلب، و 26 في إدلب، و21 في حماه.

مؤكداً أن جميع هذه الأفران لا تغطِ حاجة 60% من حاجة السكان، كما أن إيصال مادة الطحين إلى المناطق المحاصرة يزيد من احتياجات المدنيين هناك تحديداً في حمص وريف دمشق، وأوضح أن إدارة الأفران تختلف من منطقة إلى آخرى، حيث تكون موزعة بين أصحاب الأفران الخاصة، والمجالس المحلية، والقوى الثورية في المنطقة.

ونوّه منسق مشاريع الأمن الغذائي إن الدعم المقدم من منظمة “آفاد” والمنظمات الآخرى ساهم في تحسين وضع مادة الخبز في حماه وإدلب وحماه واللاذقية، لافتاً إلى العمل بإتجاه تأمين ربطة الخبز في أغلب المحافظات السورية بسعر مناسب، حيث وصل سعر الربطة في الغوطة الشرقية العام الفائت إلى قرابة 800 ليرة سورية.

وبيّن “الحمصي” في ختام حديثه أن برنامج القمح الذي أطلقته وحدة تنسيق الدعم في تشرين الثاني الماضي، تم خلاله تجميع 35 ألف طن من القمح لوضع خطة حالياً مع المجالس المحلية لتصريفها في المناطق المحررة، مشيراً أن هدف البرنامج ضبط الأسعار واستقرار سعر ربطة الخبز لمنع احتكار التجار وانخفاض الأسعار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى