إعلام النظام يحتفي بلقاء بوتين – بشار الأسد وينعي اللجنة الدستورية

محللون: بوتين أبلغ بشار الأسد بالاستعداد لأي عملية سياسية قادمة

احتفت وسائل إعلام النظام بلقاء بشار الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وذهبت إلى توصيفات واستنتاجات قد تكون حديثا بالرغبات، وعدت اللقاء بأنه حميمي، وبأن روسيا لم تعد ترى أية أهمية للجنة صياغة الدستور بعد الانتخابات الرئاسية ولا سيما أن بوتين هنأ بشار بما أسماه بفوزه المُستَحَق فيها بحسب ما أوردته صحيفة الوطن.

وعدت صحيفة الوطن التابعة للنظام أن لقاء بشار الأسد ـ بوتين أنجز ما عليه من ملفات وأعلن إطلاق مرحلة جديدة من توسيع وتطوير التعاون المشترك في مختلف المجالات وركزت على أن اللقاء المغلق بينهما استمر لنحو الساعتين والربع.

إعلام النظام: الروس ليسوا معنيين باللجنة الدستورية

وقالت الصحيفة إن لقاء بوتين ـ بشار الأسد تطرق أيضاً لمسار أستانا ولجنة مناقشة تعديل الدستور، ولكنه ركّز بقوة إضافة للشق الاقتصادي على تحرير باقي الأراضي السورية حيث لم تعد مسألة لجنة مناقشة الدستور تحمل أي أهمية بالنسبة للقيادة الروسية، خصوصاً بعد الانتخابات الرئاسية السورية، وما حملته من دلالات سياسية، عبّر عنها الرئيس الروسي للرئيس الأسد عندما هنأه بفوزه المُستَحَق في الانتخابات الرئاسية.

وأشارت الصحيفة إلى أن حديث بوتين عن عدم شرعية القوات الأجنبية عُد رسالة للأمريكيين ونقلت بهذا الصدد عن مسؤولين روس قولهم إنهم لمسوا من لقاءاتهم مع الأمريكيين نوعاً من التفهم لما يجري في سوريا،
هذه الرؤية تراها أوساط المعارضة بأنها ليست بعيدة عن الواقع بحكم تأثير قوى إقليمية من بينها إسرائيل على السياسة الأمريكية كما قال الدكتور سامر الياس الخبير بالشأن الروسي لراديو الكل.

وفي حين ذكرت صحيفة الوطن أن هناك تقديرات روسية بأن الإدارة الأميركية بحثت مع موسكو الانسحاب الأميركي من سوريا أكد الدكتور سمير العبدالله الباحث ومدير المنتدى الثقافي العربي في إسطنبول لراديو الكل أن الولايات المتحدة قد تتفق مع روسيا على ترتيبات جديدة في سوريا.

ومن المقرر أن تعقد اليوم في جنيف جولة جديدة من المحادثات بين مسؤول الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي بريت ماكغورك وبين نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فريشنين والمبعوث الرئاسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف والتي تعد استكمالا لمحادثات عقدت بين الجانبين بداية تموز الماضي بناء على مخرجات قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن في 16 حزيران بجنيف.

الكيلاني: لن يتم تخفيف الضغوط

واستبعد الكاتب والصحفي محمد الحموي الكيلاني تخفيف الضغوط أو العقوبات الأمريكية على النظام، مشيرا إلى أن قانون قيصر لا يزال قائما.

وقال الكيلاني لراديو الكل إن الولايات المتحدة لا يمكن أن تنسحب من سوريا، وربما بعد انسحابها من أفغانستان ظن بعضهم أنها ستنسحب إلا أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تعطي هذه الورقة إلى موسكو في ظل ضغوط إسرائيلية تسير باتجاه إبقاء تلك القوات لمواجهة تمدد إيران.

الكاتب والمحلل السياسي درويش خليفة رأى من جانبه أن الروس استدعوا بشار الأسد للاستعداد لأي عملية سياسية قادمة متوقعا أن تبدأ بتعديل دستوري يتضمن لامركزية ولا سيما إزاء مناطق شرق الفرات، في حين سيطبقون سيناريو درعا على مناطق أخرى.

وقال دوريش خليفة لراديو الكل إن هناك تحركا لتخفيف العقوبات عن النظام لأن استمرار الوضع الحالي سينعكس سلبا على دول الجوار وغيرها.

الأسد اشتكى لبوتين من الضغوط

ومن جانبها تحدثت وسائل إعلام روسية عن أهمية محادثات الأسد مع بوتين على اعتبار أنها جرت عشية زيارة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسن إلى إسطنبول ومحادثات جنيف بين نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين والمبعوث الرئاسي الروسي ألكسندر لافرنتييف وبين الجانب الأمريكي الذي سيمثله منسق سياسة الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض بريت ماكغورك.

وقالت صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا إن الأسد اشتكى لبوتين من الضغوط الخارجية، والدور المراد لسوريا في مشروع الغاز.

وأضافت أن اللقاء يرجع أساسا إلى رغبة الطرفين في إضعاف وطأة العقوبات الغربية، لأن جيران سوريا يتطلعون إلى التفاعل مع حكومتها بشكل عملي، بل ويريدون إشراكها في مشاريع الغاز.

خبير روسي: المساومة حول تخفيف العقوبات

ونقلت الصحيفة عن الباحث الزائر في معهد الشرق الأوسط بواشنطن أنطون مارداسوف قوله إن أهمية محادثات الأسد مع بوتين جرت عشية زيارة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسن إلى اسطنبول والمحادثات المقرر إجراؤها في الأيام المقبلة في جنيف بين الوفد الروسي برئاسة نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين والممثل الخاص لرئيس روسيا إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، والجانب الأمريكي الذي سيمثله منسق سياسة الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض بريت ماكغورك.


وقال: “المساومة كما أراها لا تدور حول استئناف المباحثات في جنيف، التي يحاول النظام بكل طريقة ممكنة المماطلة فيها ونقلها إلى دمشق، إنما حول تخفيف العقوبات، لتكثيف التجارة مع الأردن والنقاش برأيي صعب للغاية لتنفيذ مشروع استيراد الغاز من مصر والكهرباء من الأردن عبر سوريا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى