بهدف تحسين وضع الأسرة.. المرأة في إدلب تشارك الرجل بمختلف المهن

تعرف على الأعمال التي تقوم بها بعض النساء في إدلب

دفعت الظروف الاقتصادية والإنسانية الصعبة المرأة في إدلب للعمل إلى جانب الرجل في مهن كانت يومًا حكرًا على الرجال، بهدف تحسين دخل الأسرة كما هو حال هند العيسى من أهالي مدينة إدلب.

وتقول العيسى لراديو الكل، إن الأعباء المعيشية في إدلب تستدعي كافة أفراد الأسرة للعمل من أجل تأمين لقمة العيش في ظل ارتفاع كافة أسعار السلع، مضيفة أنها تعمل في محل تجاري لبيع الألبسة مقابل 700 ليرة تركية شهرياً، فيما يعمل زوجها بالمنطقة الصناعية بأجر زهيد لا يتجاوز الـ الألف ليرة تركية شهريًا.

ولفتت العيسى إلى أن الأجور التي تتقاضاها وزوجها لا تسد احتياجات المنزل من مصاريف الكهرباء، وأسطوانة الغاز، والمستلزمات الغذائية الرئيسية كالخبز والخضروات، مبينة في حديثها أنها تعيش مع أسرتها على “قدر الحال”.

وتُساند غالية عبد الرحمن من أهالي مدينة سلقين زوجها في مصاريف المنزل من خلال عملها بالمؤنة المنزلية لا سيما المكدوس والمخللات وبيعها في المحلات الغذائية مقابل حصولها شهرياً على 500 أو 800 ليرة تركية حسب الطلب والبيع، وفقاً لما أكدته لراديو الكل.

سلوى علي رشيد، دفعتها ظروف الحرب إلى العمل بعد أن طالت قذائف النظام منزلها في جبل الزاوية وأدت إلى بتر قدم زوجها علاوة على النزوح، وقالت لراديو الكل، إنها تعمل بتنظيف المنازل للأهالي مقابل 40 ليرة تركية لقاء 5 ساعات عمل بشكل يومي، مشيرة إلى أنها تحقق دخلًا لا يتجاوز 600 ليرة تركية شهريًا.

وتؤكد رشيد على أن نصف المبلغ المذكور يذهب لدفع إيجار المنزل وشراء الألبسة المهترئة للتدفئة بدل من المحروقات والحطب، بينما النصف الآخر تشتري به بعض الخضروات والخبز لتطعم به أفراد أسرتها.

ويصف سليم العوض من أهالي بلدة أرمناز عبر أثير راديو الكل، الحياة وظروفها بأنها مُتعبة وتحتاج كل الأطراف للسعي من أجل تحسين الوضع المعيشي، منوهاً بأنه يعمل وزوجته من الصباح الباكر حتى ساعات المساء في مشغل لثمار الزيتون، ويتقاضى أجراً يومياً 60 ليرة تركية بمعدل 4,5 دولار أمريكي وهو مبلغ زهيد لا يلائم الحياة المعيشية بأبسط احتياجاتها.

وناشد العوض الجهات المعنية والتجّار للنظر إلى حالهم وتحسّن من دخلهم اليومي كي لا يستدعي الأمر قيام المرأة بالأعمال خارج المنزل بعيداً عن الاهتمام بأمور الأسرة.

وحول مشاركة عمل المرأة إلى جانب الرجل في ظل الظروف الراهنة، أوضحت فاطمة الحسين منسقة الهيئة النسائية في الأتارب لراديو الكل، أن الكثير من النساء أجبرنّ على العمل لساعات طويلة من أجل المساهمة في توفير الاحتياجات الأساسية لأسرتها، مستغلين أرباب الأعمال في ذلك حاجتهنّ للعمل والتحكم بأجور المرأة علاوة على السلبيات التي تنعكس على حالتها النفسية وحالة أطفالها التي تولد حالة من الضعف والضياع لديهم.

ودعت الحسين المنظمات الإنسانية إلى تنفيذ مشاريع تنموية للنساء أو مشاريع النقد مقابل العمل حتى لا يكن حاجًة للاستغلال من قبل أصحاب المصالح.

وتوجهت مئات النساء في محافظة إدلب إلى العمل بمهن مختلفة في ظل الصعوبات والمخاطر التي يتعرضن لها خلال عملهن إضافة إلى قلة في الأجور مقارنة بساعات العمل الطويلة.

إدلب – راديو الكل
تقرير: فارس وتّي – قراءة: بتول الحكيم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى