حصار داريا يدخل عامه الرابع.. ومشفى المدينة يلفظ أنفاسه الأخيرة

يدخل الحصار عامه الرابع في مدينة داريا الواقعة في غوطة دمشق الغربية، والملاصقة لمدينة معضمية الشام والتي تشهد هي الآخرى حصاراً من قبل قوات النظام.

تسبب الحصار في داريا بتهجير معظم قاطنيها ليبقى منهم اليوم 8 آلاف مدنياً، حسب إحصائيات المجلس المحلي للمدينة، ولفت “كرم الشامي” عضو في المجلس، إلى وجود حوالي 4 آلاف مدنيين آخرين من أهالي داريا متواجدين في معضمية الشام.

وعبر سنوات الحصار الأربعة قام النظام بإستهداف داريا بعشرات البراميل والصواريخ المتفجرة، التي  تركت أثارهاعلى أجساد العشرات من المدنيين الذين يعيشون تحت وطأة الحصار وضعاً طبياً غاية في السوء، خاصة وأن المشفى الوحيد العامل في المدينة نفذت منه العديد من المواد الطبية الأساسية ما اضطر العاملين فيه اللجوء إلى بدائل بدائية.

ويوضح “الشامي” على وفاة عشرات المدنيين بعد إصابتهم نتيجة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بالعلاج، وأشار إلى أن نقص المواد الطبية دفع المشفى الميداني الوحيد في داريا بصناعة الشاش من القماش، كذلك صناعة السيروم ومفجرات الصدر والعديد من الأمور الآخرى.

وأفاد عضو المجلس بإستقبال المشفى الميداني في سنوات الحصار أكثر من 10 آلاف مصاب، بينهم 46 حالة بتر، و18 حالة شلل، فيما تم إجراء أكثر من 2700 عملية، وبيّن على بلوغ عدد الولادات في المدينة 600 طفل جميعهم لم يتلقوا اللقاحات اللازمة بسبب فقدانها بشكل كامل إثر الحصار المطبق، وأضاف بظهور حالات سوء تغذية تحديداً بين الاطفال ما ينذر بتخوف كبير من حصول وفيات نتيجة الحصار المستمر.

من جانبه قال الإداري في مشفى داريا الميداني “أسامة أبو صهيب”، أن ضعف الإمكانيات والمعدات والخدمات في المشفى حرم المدنيين من تقديم العناية الطبية اللازمة.

وأشار “أبو صهيب” لراديو الكل، إلى الشح الكبير الذي تعاني منه المشفى بخصوص الأدوية الإسعافية ومواد التخدير، فيما تتوفر نوعاً ما أدوية الأمراض المزمنة والتي من الممكن أن تكفي لمدة 4 أشهر فقط، في ظل انقطاع تام لمادة حليب الأطفال في المدينة، بينما يقتات المدنيون يومياً على وجبة واحدة من “الشوربة”، ولفت الإداري في المشفى بتسجيل حوالي 15 حالة التهاب الكبد “أ” شهرياً، مؤكداً عدم وجود أمراض وبائية آخرى في المدينة.

يذكر أن قوات النظام قامت بفصل مدينة داريا عن معضمية الشام أواخر الشهر الماضي، وكانت المعضمية في فترة هدنتها مع النظام المصدر الأساسي للمواد الطبية والغذائية في داريا، ولكن الفصل أدى إلى حصار داريا بمدنييها الثمانية ألاف حصاراً مطبقا، وهو ما يثير مخاوف الأهالي خاصة، وتدهور الوضع الطبي ينذر بكارثة إنسانية حقيقية، وسط صمت إعلامي وخذلان عالمي لمدينة لم يفكر أحد بإدخال أية مساعدة إليها حتى اليوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى