قصف المساجد يحرم السوريين من صلاة التراويح

راديو الكل – خاص

للمآذن كالأشجار أرواح.. قالها شاعرنا الدمشقي نزار قباني قبل سنين، ولكن ومنذ بداية الحرب تدمر أرواح هذه المآذن بشكل ممنهج تزامناً مع قنص أرواح البشر سواء داخلها أو خارجها.

وآخر استهدافات المساجد كان ما فعله القصف الروسي قبل يومين فقط بمسجد “صهيب الرومي” في ريف حلب الشمالي ليكون أول جامع يقصف خلال شهر الصوم دون أي اعتبار لحرمة الشهر الكريم، ولا نعرف إلى أين ستصل الحصيلة حتى نهاية الشهر.

والحقيقة فإن الإجرام الذي يمارسه الطيران على المساجد كان متوقعاً، حيث أصدرت غرفة عمليات “فتح حلب” بيانًا، طالبت فيه أهالي المدينة بإلغاء صلاة التراويح، بسبب الهجمات المستمرة للنظام على المساجد، كما أطلقت مديرية أوقاف حلب الحرة تعميمًا إلى جميع المساجد يقضي بإلغاء الصلاة، كما ألغت مساجد داريا بريف دمشق صلاة التراويح.

ورغم أن عادة إلغاء الصلوات في جوامع المناطق الخارجة عن سيطرة النظام باتت اعتيادية بسبب شدة القصف، إلا أن الغاء صلاة التراويح خاصةً كان جديداً على كثير من الجوامع ويعتبر سابقة في تاريخها.

ويرصد مراسلنا في حلب حال العبادات في المساجد أثناء شهر رمضان، حيث قال أحدهم أن الاقبال على المساجد تحديداً صلاة التراويح منخفض في رمضان الجاري نظراً للظروف الأمنية الصعبة، فيما لفت آخر إلى تخوف الناس من قصف الطيران للتجمعات المدنية ما دفع الناس لتفضيل الصلاة في المنزل عوضاً عن المساجد التي بدت شبه خاوية.

وفي إدلب لايعتبر الحال أفضل، فالمدنيون هناك حسب استطلاع أجراه مكتب راديو الكل في إدلب يخشون الذهاب للجامع ويفضلون قصر عباداتهم في البيوت فحسب، كما إن حالة الازدحام التي كانت تشهدها الجوامع صارت اليوم بحدودها الدنيا، فيما أكد أحد أبناء الريف الإدلبي أنه وبالرغم من القصف والظروف الأمنية الصعبة واظب على الصلاة في المساجد.

وفي حمص، فإن الشعائر الدينية تأثرت أيضاً بالغارات والقصف على المساجد ما يضطر المصلين للذهاب لجوامع ضمن مناطق آنية بعيدة عن تلك الرئيسية والمعروفة، وأكد أهالي المنطقة إلى تراجع أعداد المصلين في صلاة التراويح حالياً مقارنةً برمضان ما قبل اندلاع الثورة.

وكذلك الحال في حماة، إذ يلعب انقطاع الكهرباء إضافة للقصف دوراً في ابعاد الناس عن الجوامع، عدا عن قلة عدد الجوامع بسبب تدميرها الممنهج، وأشار أحد المدنيين إلى أن معظم المساجد في الريف الحموي المحرر تعرض للقصف من طيران روسيا والنظام وقذائف المدفعية، ولفت إلى أن وقبل الثورة كان اقبال الناس على صلاة التراويح أكثر مما هو عليه في صلاة الجمعة.

وفي الغوطة الشرقية بريف دمشق، فإن القصف لم يمنع الأهالي من ارتياد المساجد والتعبد فيها متحدين الموت، ولازال الشهر الكريم يحفز المصلين للتوافد على العبادات وخلق ازدحامات في المساجد، ولفت أحد الأهالي إلى اقبال الناس على المساجد في صلوات المغرب والتراويح والتهجد، فيما تقوم بعض المنظمات الخيرية بتوزيع المشروبات، فيما تقدم مساجد آخرى بعض المأكولات على الإفطار تحتوي على التمر واللبن والمياه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى