بعد وفاة 100 شخص برداً وجوعاً الشتاء الماضي في مضايا المحاصرة.. مناشدات بتأمين وسائل التدفئة
نيفين الدالاتي/خاص راديو الكل
بات فصل الشتاء يشكل كابوساً سنوياً يؤرّق السوريين وخاصة المحاصرين، الذين لا يبدو أن الأشهر المقبلة ستكون سهلة عليهم، مع البرد القارس وغياب وسائل التدفئة.
من بلدة مضايا المحاصرة التي تؤوي نحو 40 ألف مدني نصفهم من المهجّرين قسرياً من مدينة الزبداني، وجّه الأهالي نداءات استغاثة من خلال راديو الكل، طالبوا فيها المنظمات بالتدخل الفوري نتيجة الوضع الإنساني المتردي، محذرين من أن حياتهم وأبناءهم ستكون في دائرة الخطر مع قدوم فصل البرد وانعدام الوقود والمعونات، في ظل الحصار الذي دخل عامه الثاني.
مصير مجهول ينتظر الأهالي الذين لم يتبق لديهم أي شيء يستخدمونه للتدفئة، بعد قطعهم الأشجار المثمرة والحراجية واستخدامهم لها وأثاث المنزل وحتى الملابس كوقود، حسب الناشط “سمير علي”، والذي أشار في حديثه مع راديو الكل إلى أن نحو 100 شخص قضوا الشتاء الماضي بسبب الجوع والبرد، محذراً من تكرار المأساة هذا العام،
اقتراب فصل الشتاء يجبر الأهالي على المخاطرة بحياتهم بحثاً عن ما تيسر من حطب وأعواد للتدفئة عبر مناطق وطرقات جبلية وعرة مرصودة نارياً من قبل قناصة ميليشيا “حزب الله”، ومزروعة بألغام يقدر عددها بنحو 15 ألف لغم تسبب انفجار بعضها بسقوط 30 شخصاً، فضلاً عن بتر أطراف 18 آخرين، وفق “علي”.
من جهته أشار عضو المجلس المحلي في بلدة مضايا “فراس الحسين” إلى تأثر مناخ البلدة بقطع الأشجار الحراجية والحزام الأحضر الذي كان يحيط بالمناطق السكنية، فجاء الصيف حاراً أكثر من العادة، ويتوقع أن يكون الشتاء شديد البرودة، لافتاً إلى أن ذلك من شأنه رفع سعر كيلو الحطب من 650 ليرة إلى نحو 1000 ليرة سورية.
وعن جهود المجلس في هذا الصدد، أشار “الحسين” إلى تواصلهم مع عدة جهات وفرق تطوعية بهدف تأمين وسائل التدفئة للأهالي، إلى جانب التواصل مع الأمم المتحدة والضغط عليها لتأمين ما يلزم للمدنيين.
ويبقى الأهالي في مضايا يتخوّفون من تكرار حوادث الموت بسبب البرد الشديد مع انخفاض درجة الحرارة إلى أكثر من 20 درجة دون الصفر، والجميع مدعو هنا للتدخل قبل أن تحل الكارثة وتتكرر المعاناة ذاتها في الشتاء الذي بات على الأبواب.